تقرير كووورة: برشلونة 2007.. تامودازو "تعويذة" السقوط من القمة

عاش برشلونة فترة توهج كبرى بين عامي 2003 و2006 بعد صيام تام عن البطولات لـ3 سنوات، انتهت باستقالة الرئيس خوان جاسبارت، ليخلفه خوان لابورتا الذي شهد عهده تحولا كبيرا غير مسبوق في تاريخ النادي الكتالوني.

مع قدوم لابورتا لمقعد رئاسة البارسا، خاطر قليلا عندما عيّن فرانك ريكارد-صاحب الخبرة الضعيفة آنذاك- مديرا فنيا للفريق، ولم يخذله الهولندي في السنوات الثلاث الأولى، قبل أن يتداعى كل شيء.

"استلمت برشلونة كعربة بـ3 عجلات، والآن أصبح كسيارة فورمولا 1".. خوان لابورتا رئيس برشلونة.

السقوط من القمة

في صيف 2006 كان ختام الموسم مثاليا، فقد توج برشلونة بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه (بعد لقب 1992)، على حساب آرسنال، وبدا أن الكرة الإسبانية تدور في فلك زعيم كتالونيا، لترتفع التوقعات بمواسم تالية عامرة بالألقاب.

بدأ موسم 2006-2007 منطقيا، وفي الليجا تسيد برشلونة، بفارق 6 نقاط، لكن بحلول الشتاء ارتبكت نتائج الفريق، حتى نجح ريال مدريد في اعتلاء القمة للمرة الأولى، كان ذلك في 12 مايو/آيار 2007 بالجولة 34.

في تلك الجولة (34) استضاف ريال مدريد فريق إسبانيول، على ملعب سانتياجو برنابيو، فعانى الملكي كثيرا أمام شراسة الضيف الكتالوني، وشهد اللقاء تحولات عدة، فبدأ بتقدم إسبانيول بهدفي باندياني، ثم قلص نيستلروي، ورد باندياني من جديد لينتهي الشوط الأول (1-3).

وفي الشوط الثاني سجل راؤول الثاني للريال، وتبعه هيجواين بثنائية قلبت النتيجة، ليخرج الأبيض منتصرا (3-4) بريمونتادا للذكرى، كان لها آثر بالغ في الأمتار الأخيرة من الموسم.

في اليوم نفسه، كان على برشلونة أن يفوز لتعويض خروجه المهين من نصف نهائي كأس الملك بعد الخسارة من خيتافي (0-4) رغم فوزه ذهابا (5-2)، لكن الفريق تعثر مرة أخرى وتعادل أمام بيتيس(1-1) في كامب نو، لتنتهي الجولة باعتلاء الريال صدارة الجدول للمرة الأولى في الموسم متساويا في الرصيد مع غريمه بـ66 نقط.

"أثق تماما أن ريال مدريد سينهار، وعليهم الآن أن يتحملوا ضغط الصدارة".. تشافي بعد التعادل أمام بيتيس.

تامودازو العظيم!

واصل الفريقان الشراكة في الصدارة حتى الجولة قبل الأخيرة (37)، فلعب ريال مدريد ضد سرقسطة، بينما استضاف برشلونة جاره إسبانيول.

اشتعلت الإثارة في الملعبين، فتقدم سرقسطة مرتين عبر دييجو ميليتو  (32، 64) ثم تعادل فان نيستلروي مرتين أيضا (57، 88) لينتهي اللقاء (2-2).

في كامب نو لم تختلف الإثارة،حيث تقدم تامودو لإسبانيول (28)، ثم تعادل ميسي بيده قبل أن يضيف الهدف الثاني (42، 56).

ومع اقتراب النهاية بدت الأمور مطمئنة للكتالونيين، لكن الصدمة جاءت مزدوجة، وفي دقيقة واحدة تزامن هدف تعادل الريال مع الهدف الثاني لإسبانيول.

ففي الدقيقة 88 ضرب تامودو دفاع برشلونة ليسجل التعادل الذي مهد اللقب لكتيبة فابيو كابيلو في مدريد.

غير نجم إسبانيول مسار الليجا وحطم حلم برشلونة، فأطلقت الجماهير عليه لقب "تامودازو" المشتقة من "جولازو" أي الهدف العظيم بالإسبانية، التي باتت منذ ذلك الحين كتعويذة خالدة.

موسم صفري

في الجولة الأخيرة، اكتسح برشلونة خيمناستيكا (5-1)، وفي مدريد عرف سانتياجو برنابيو ريمونتادا جديدة، فبعد تأخر الأبيض أمام مايوركا منذ الدقيقة 17، جاءت ردة الفعل قوية.

وعاد الملكي بثلاثية سجلها الراحل أنطونيو رييس (68، و83)، وممادو ديارا (80)، ليعود اللقب للميرينجي بعد غياب 3 مواسم، عقب تفوقه في المواجهات المباشرة مع برشلونة، ولكل منهما (76 نقطة).

بعد خيبة ذلك العام، كان موسم بلوجرانا التالي صفريا، لينتهي عهد ريكارد، ومن تلك العتمة بدأ عصر جوارديولا، فانطلقت حقبة "برشلونة ميسي" التي ستخلد في تاريخ كرة القدم.