EPAواصل هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب المغرب، كسر الأرقام مع أسود الأطلس، وتمكن من إضافة منتخب جنوب أفريقيا لقائمة ضحاياه، ومعه كسر شوكة هذا المنافس الذي لم يسبق للمغرب، أن تغلب عليه في تاريخ المواجهات التي جمعتهما من قبل.
رينارد قدم وصفة تكتيكية محكمة شل على إثرها تحركات المنافس، ولم يترك لهم مجالا لتهديد مرمى الحارس المحمدي، الذي ظل على امتداد المباراة في شبه راحة، إلا من تسديدات بعيدة لم تكن بالخطورة الكافية.
ورغم تغييراته التي أقدم عليها بإجلاس العميد بنعطية، والحارس الأساسي ياسين بونو، إلا أن المنتخب المغربي لم يتأثر كثيرا، حتى وإن اختل التوازن بعض الشيء داخل وسط الميدان قبل أن يضبط الأمور، مبارك بوصوفة الذي لم يظهر عليه أي أثر بحكم تقدمه في السن "35 سنة"، ولا حتى ابتعاده لـ 8 أشهر عن أجواء المباريات، وتوج للمرة الثانية تواليا بجائزة رجل المباراة.
رعونة زياش
رغم تأكيده في المؤتمر الصحفي الذي سبق المواجهة على أنه يفكر في إراحة حكيم زياش الذي خاض مواجهات قوية مع ناديه أياكس خلال الموسم المنصرم، وبدا متأثرا خلال أول مباراتين بعاملي الإرهاق، والحرارة المرتفعة، إلا أنه فاجأ الجميع ودفع به في محاولة لمنحه الثقة الكافية.
لكن زياش وللمباراة الثانية تواليا كان أسوأ لاعبي الأسود، وأقلهم ركضا، وربحا للنزالات الثنائية، وأهدر تسديدات وتمريرات عدة، كما أن كراته الثابتة لم تتسم بالدقة الكافية، ليترك مكانه لفيصل فجر في آخر دقيقة، ومن أول لمسة للأخير جاءت تمريرة هدف الفوز على منتخب الأولاد، عن طريق بوصوفة.
علامة كاملة تاريخية
لم يسبق للمغرب أن حصل على العلامة الكاملة في دور المجموعات، على امتداد مشاركاته السابقة في الكان، التي بلغ عددها 16 مشاركة، ونجح في تصدر مجموعته "الرابعة" في هذه النسخة من أمم أفريقيا بالفوز في 3 مباريات على التوالي.
وسجل الأسود أفضل أرقامهم في نسخ 1976، و1998، و2004، وهي أفضل أجياله بالفوز في مباراتين، والتعادل في مباراة واحدة، بينما كسر هذا الرقم، في كان 2019، بالعلامة الكاملة أمام المنتخب الذي ظل عصيا عليه في السابق.
إنهاء قوي للمباريات
في كل المباريات التي خاضها الأسود حتى الآن أظهروا مرونة كبيرة من الناحية البدنية على عكس مواجهاته الودية التي اشتكى فيها رينارد من بطء، وتثاقل لاعبيه، وهو ما تأكد أمام ناميبيا حيث ظل المغرب مسيطرا حتى الدقيقة الأخيرة، ليسجل هدف الانتصار.
وكرر رفاق زياش الأمر أمام كوت ديفوار، فأحكموا سيطرتهم على المنافس، وواصلوا محاولاتهم على المرمى العاجي، ليحافظوا على تقدمهم الذي جاء بأقدام النصيري، حتى الدقيقة الأخيرة، وعاد ليهزم جنوب أفريقيا حين كان حكم المواجهة يستعد لإنهائها.
بهذا يكون منتخب الأسود قد أسقط سربا من الحمام بحجر واحد داخل مجموعته بأن تصدر وتفادى مواجهات قوية في الطريق في الأدوار المقبلة، ليظل بالقاهرة على الملعب المفضل لرينارد (ملعب السلام)، ومعها كسر العديد من العقد التي لازمته في مشاركاته السابقة، وقدم نفسه في ثوب المرشح للتتويج.
قد يعجبك أيضاً



