EPA"الضربة التي لا تقصم ظهرك فهي تقويك".. هكذا تقول الحكمة الخالدة، وعليها سار النجم محمد الشناوي حارس الأهلي المصري، وقطع مشواره في عالم الساحرة المستديرة، فبداية الحارس العملاق صاحب الـ 32 عامًا كانت كفيلة بمسار مختلف تمامًا لقائد القلعة الحمراء.
يوم 6 مايو/آيار 2008، اختار البرتغالي مانويل جوزيه المدرب الأسبق للأهلي، الحارس الواعد محمد الشناوي الذي لم يكمل الـ 20 ربيعًا آنذاك، للمشاركة في تدريبات الفريق من قطاع الناشئين، لتجربته في مباراة إنبي بالدوري، لكن الشناوي بدأ حكايته مع الأهلي بهزيمة عريضة 0-3.
رحيل مفاجئ
بعد عام كامل، وجد الشناوي نفسه خارج الصورة في الأهلي، ولن يتم قيده بقائمة الفريق الأحمر، بعد الاكتفاء بقيد الحارس الصاعد آنذاك أحمد عادل عبد المنعم، فكان قرار الشناوي بالرحيل لطلائع الجيش في صيف 2009.
وقال أحمد ناجي مدرب حراس الأهلي وقتها في تصريحات تلفزيونية، إنه شعر بعد رحيل الشناوي وظهوره بصورة طيبة في الدوري، بأنه تسرع في قرار رحيل هذا الحارس، لأنه خامة طيبة وأحد المنضمين لقطاع الناشئين في وقت مبكر ويعلم جيدًا قيمة الأهلي.
رحيل الشناوي الحارس الصاعد وقتها في عام 2009 عن الأهلي جاء في وقت يعاني خلاله الأحمر من أزمة حادة لتعويض رحيل عصام الحضري الذي دخل في أزمة حادة بعد انتقاله المفاجئ دون إذن النادي إلى سيون السويسري.
ضربة الطلائع
لم تكن مغادرة الأهلي، الصدمة الأولى في مسيرة الشناوي، بل كان الحارس أساسيًا في تشكيلة الطلائع وظهر بصورة طيبة، لكنه فوجئ بتحوله لحارس بديل بعد موسمين من المشاركة أساسياً.
ورحل الشناوي إلى حرس الحدود للحصول على فرصة المشاركة قبل الانضمام إلى بتروجيت في موسم 2013-2014.
وأعاد الشناوي اكتشاف نفسه مع الفريق البترولي وقدم مستويات رائعة، وبدأ الشناوي دخول حسابات منتخب مصر وانضم لمعسكر الفراعنة عام 2016.
هبوط بتروجيت
ومع التألق الملحوظ لحارس بتروجيت، جاءت الصدمة التالية بهبوط الفريق لدوري القسم الثاني، وهو ما جعل الشناوي يفكر في الرحيل عن صفوف الفريق البترولي، وتلقى عرضًا من ناسيونال ماديرا البرتغالي، وأصبح على بعد خطوة من الرحيل لأوروبا.
مكافأة الشناوي بعد صدمة هبوط بتروجيت، كانت في تلقيه اتصالات من وكيله يؤكد اهتمام الأهلي بضمه من جديد، لتدعيم مركز حراسة المرمى بعد اهتزاز مستوى شريف إكرامي في دوري أبطال أفريقيا.
الشناوي أوقف مفاوضات رحيله للبرتغال من أجل العودة مجددًا للأهلي، وحقق حلمه بالفعل ولكنه وجد نفسه أسيرًا لدكة البدلاء على مدار موسم كامل 2016-2017.
وتمسك الشناوي بالفرصة بمجرد مشاركته مع الفريق بعد أكثر من عام كامل من انضمامه، وأصبح حارسًا أساسيًا للأهلي بعد صراع مع إكرامي، وفرض سيطرته على العرين الأحمر على مدار 4 أعوام وحتى الآن.
الرجل المونديالي
كان مونديال 2018 نقطة تحول مهمة في مشوار الشناوي، وهي البطولة التي اكتسب خلالها الحارس العملاق ثقة الجماهير المصرية بعدما اختار الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب الفراعنة، إشراكه أساسيًا على حساب الحضري.
وقدم الشناوي مباراة تاريخية أمام أوروجواي، ودافع عن مرماه ببراعة بتألق كبير أمام هجمات رفاق كافاني، وثبت أقدامه في حماية عرين المنتخب المصري دون منازع، وكسب احترام الجماهير في أمم أفريقيا 2019 بمستواه المميز رغم الخروج المبكر والصادم للفراعنة.
وكما كان المونديال نقطة انطلاق رائعة للشناوي، فإن مونديال الأندية كان علامة مميزة في تاريخ حارس الأهلي، بعدما أعاد للأذهان ذكريات الحراس الكبار في تاريخ القلعة الحمراء والذين ساهموا في حصد البطولات وترجيح كفة الأهلي.
الشناوي كان أول حارس عربي يحافظ على نظافة شباكه في لقاءين بكأس العالم للأندية بنسخة واحدة، كما أنه أصبح أكثر الحراس مشاركة في تاريخ ظهور الأهلي بالمونديال برصيد 3 لقاءات بالتساوي مع الحضري.
وقاد الشناوي، الأهلي للميدالية البرونزية بتألقه في ركلات الترجيح، كما أن كلماته كانت ملهمة للاعبي الفريق لتحفيزهم لتكرار الإنجاز الذي تحقق مرة وحيدة عام 2006، ليصبح الرجل المونديالي في الكرة المصرية.


