
يعيش الدوري المغربي هذا الموسم، على وقع تناقضات عديدة، أبرزها تقارب وضعية الفرق على مستوى الترتيب، وعدم اتضاح الصورة بشأن المرشحين للظفر ببطاقات قارية، وكذا المعنوين بالهبوط، باستثناء تحليق الوداد بعيدًا بالصدارة، واقترابه بالتدريج من حيازة لقب جديد.
وبرز تفاوت عدد المباريات الملعوبة بين الأندية، وإكمال البعض رزنامته، في وقت تتوفر أخرى على العديد من المؤجلات، إلا أن التناقض الكبير هو التحول الذي طرأ على الجيش ومولوية وجدة، بعدما وقعا على انتصارات متتالية، حملتهما من الصفوف الخلفية التي تؤدي بصاحبها للهبوط، للمنافسة على مرتبة يشارك صاحبها الموسم المقبل في دوري الأبطال.
التقرير التالي يرصد أبرز تناقضات الدوري المغربي في الموسم الحالي:
برمجة غريبة
لأول مرة في تاريخ الدوري المغربي، لم يكتب أن تجرى مبارياته مكتملة، بل فرضت لجنة المسابقات في بعض الجولات الاكتفاء بـ3 مباريات من أصل 8 على وقع ازدحام الروزنامة بمشاركات خارجية ما بين عربية وأفريقية.
التزام الفرق بالمشاركات الإفريقية، وكان عددها 5 أندية، فرض هذا الإرتباك الذي أثر علي مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية، وتراكم عدد من المؤجلات لبعض الأندية، بلغ في فترة من الفترات 6 مباريات للرجاء بمفرده.
وتداخلت جولات مختلفة في برمجة الموسم الحالي، وهو ما جر عليها انتقادات فرق، راسلت "كووورة" مرارًا لتبرز احتجاجها على هذا الوضع المخيب، الذي فرض خلالًا واضحًا في مكونات المنافسة على اللقب المحلي.
تحكيم سيء
أسوأ مواسم التحكيم بالدوري المغربي على الإطلاق، بشهادة رئيس اتحاد الكرة المغربي، الذي خاطب رؤساء أندية الدوري وعناصر الحكام، إلى يوم دراسي، يتم من خلاله تشريح وضعية التحكيم هذا الموسم، بين دور أول مخيب للأمال.
قرارات تحكيمية أثرت على بعض نتائج المباريات، وفرضت معاقبة مسؤولين، اتهموا الحكام بالتحيز وتوقيف مدربين لفترات طويلة لنفس السبب.
وفي نهاية المطاف، عكس اللجوء لحكام أجانب لأول مرة في تاريخ المسابقة، لإدارة بعض المباريات، ضعف حكام الدوري هذا الموسم، على نحو يستدعي وضع روشتة عاجلة لإعادة التحكيم المغربي إلى المكانة التي تليق به.
الجيش ووجدة
قبل 4 جولات كان ناديا الجيش الملكي ومولودية وجدة، وهما من أعرق الفرق المغربية، والتي توجت مرارًا خاصة بكأس العرش، يعانيان في أسفل الترتيب، ومهددان بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.
الجيش ووجدة وقعا على نفس المسار، بتحقيق الانتصار في 3 مباريات متتالية، ليصبح وجدة على بعد نقطة واحدة من الصف الثاني، الذي يخول صاحبه حق المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، في وقت يتوفر الجيش على مواجهة مؤجلة أمام الرجاء، والفوز بها سينقله إلى المركز الثالث أيضا.
وضع الجيش ووجدة، يعكس حقيقة التقلبات التي يعيشها الدوري هذا الموسم، والتي ترتبط بتقارب الترتيب من مركز الوصيف وحتى المركز الـ11 الذي يحتله فريق الفتح.
الوداد والبقية
لأول مرة ومنذ مواسم بعيدة، يفرض أحد الأندية سيطرته على مسابقة الدوري، ويغرد وحيدًا في الصدارة، وبفارق كبير من النقاط بلغ 14 نقطة حتى الجولة 19.
الدوري المغربي وبعد اكتساح الوداد الكبير والواضح، أصبح يطلق عليه دوري الوداد والآخرون، في إشارة إلى أن أكثر الفرق تتويجًا بالمغرب يسير في اتجاه حسم اللقب هذا الموسم، وبشكل مبكر.
تركيبة الوداد واحتكاره لأبرز نجوم الدوري، وميزانية الفريق البيضاوي التي تفوق باقي الفرق وبشكل كبير، أفقدت المسابقة بعضًا من توازنها، وحتى الإثارة التي ظلت ترافق تحديد هوية البطل حتى آخر جولة من عمر البطولة.


