
يعيش نادي الجيش الملكي، وضعية صعبة للغاية، بسبب تداعيات قضية اللاعب يوسف القديوي، واتهامه لمدرب الفريق بتلقي عمولات مشبوهة مقابل التعاقد مع بعض اللاعبين.
وساهمت بداية الفريق المتعثرة بالدوري، في اشتداد الأزمة وتوترعلاقة اللاعبين بجماهير النادي، كما نالت الإدارة انتقادات واسعة بسبب فشلها في إتباع سياسة صحيحة تعيد الجيش لسابق عهد التألق.
ويستعرض كووورة في التقرير التالي مسار الجيش خلال آخر 10 سنوات، فشل فيها حوالي 24 مدربا في قيادته لسكة الألقاب مجددا.
زعيم الكأس
ظل الجيش المنافس الأول للوداد البيضاوي على مستوى عدد ألقاب الدوري، لفترة ما بعد الاستقلال، قبل أن يرسم الثاني فارقا ضئيلا في المواسم الأخيرة.
إلا أن الجيش، الملقب بزعيم الكرة المغربية، ما يزال متربعا على صدارة الأندية المتوجة بلقب كأس العرش، من خلال فوزه بـ11 لقبا لهذه المسابقة، يضاف لها 12 لقبا للدوري، بجانب أنه كان أول فريق مغربي يتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا سنة 1985.
الجيش ظل منذ نشأته، مرتعا خصبا للنجوم، ويعد محمد تيمومي أشهر لاعبيه على الإطلاق، بعدما توج معه بلقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب أفريقي، قبل أن يتوارى للخلف في المواسم الأخيرة.
تجارب مدربين غير ملهمة
تعاقب على الجيش الملكي خلال آخر 10 سنوات، أكثر من 20 مدربا مختلفا، مع تسجيل تغييرات تصل لـ3 مدربين في الموسم الواحد، وهو يتعارض مع سياسة النادي، الذي اشتهر بصبره على مدربيه واستقراره الفني، مهما كانت النتائج، وهو ما يشهد عليه تاريخه الحافل بالبطولات.
والمثير أنه منذ 2008 الذي شهد آخر تتويج للفريق بلقب الدوري، مع الراحل مصطفى مديح، جرّب النادي وصفات مدربين كبار، لهم تاريخ كبير بالمغرب ورصيد من الألقاب، لكنهم لم يفلحوا في مسعاهم.
رشيد الطوسي في 3 مناسبات، وعزيز العامري ومحمد فاخر في مناسبتين، وكل هذه الأسماء لها تجربة مع المنتخبات المغربية، وحققت نجاحات كثيرة، ومع ذلك لم يحالفها النجاح مع الجيش، واصطدمت بواقع غريب داخله يعرقل نجاحه دون التوصل لمكامن الخلل الحقيقية التي أفضت لهذه المحصلة الكارثية.
صفقات فاشلة
يعد الجيش الملكي أكثرالأندية المحلية نشاطا في سوق انتقالات اللاعبين خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل ملاحظات كثيرة على هذه الصفقات التي أثارت جدلا واسعا.
وتعاقد النادي مع لاعبين تميزوا داخل فرق أخرى، إلا أنهم فشلوا بفانلته، ليتحول الفريق لمسمى "مقبرة النجوم"، بسبب هذه الوضعية المريبة فعلا.
كما تعرض الفريق لانتقادات لاذعة، بسبب إقدامه على فسخ عقود عدد من اللاعبين بسرعة فائقة، بعد التعاقد معهم، وهو ما أرهق موازنة النادي وأثر بشكل سلبي على مساره.
مدرسة مفلسة
يتوفر الجيش الملكي على أفضل قطاع ناشئين بالمغرب، وواحد من المراكز المتقدمة أفريقيا، بفضل توفره على تجهيزات عالية الجودة، إلا أنه سجل تراجعا كبيرا في المواسم الأخيرة على مستوى تقديم اللاعبين للفريق الأول.
تراجع قطاع الناشئين كان سببا في تقلص عدد لاعبيه بالفريق الأول، وفشله في تزويد المنتخب المغربي بعناصر موهوبة كما كان الأمر في السابق.
ورغم توفر الجيش على مدربين من المستوى الجيد من أبنائه السابقين، إلا أنه فقد هويته التي اشتهر بها، وظل يمثل من خلالها استثناءً في السابق، باقتصاره على أبنائه وعدم دخوله في صفقات كثيرة.
وبذلك تكون كل هذه العوامل قد تداخلت لتفرز ناديا عريقا يعيش اليوم في الظل، بل ويتخلى عن ثقافة الألقاب ليتحول لنادي مشاكل بالجملة.



