تقرير كووورة: البدري يعيد الفراعنة إلى نقطة الصفر

يبدو أن منتخب مصر لكرة القدم لن يشهد التطور المنتظر، بعد الخروج المرير والمحزن من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية في صيف 2019 على يد جنوب إفريقيا.

تفاءل البعض بأن حسام البدري المدير الفني المخضرم، الذي سبق له تحقيق العديد من الألقاب مع الأهلي، سيعيد بريق منتخب مصر، خاصة أن الفراعنة كتبوا من قبل سطور التألق مع مدربين وطنيين كبار مثل الراحل محمود الجوهري وحسن شحاتة.

وجاءت بداية البدري المتعثرة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، والتعادل مع جزر القمر خارج الديار وكينيا في مصر، لتثير الشكوك حول إمكانية إحداث البدري الطفرة المنتظرة مع الفراعنة.

كما أن تصريحات مدرب الفراعنة في ظهوره التليفزيوني، أثارت جدلاً واسعاً، وأكدت للمتابعين أن حسام البدري سيعيد منتخب مصر إلى نقطة الصفر.

آراء صادمة

كان الاختبار الأهم في طريق حسام البدري، هو تجديد الدماء بعد أن فشلت تجربة المكسيكي خافيير أجيري مدرب منتخب مصر السابق، وخرج الفراعنة مبكراً من كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.

وكانت هناك تحفظات على أداء بعض اللاعبين، بعدما أثبتت التجربة أنهم لا يقدموا المستوى المطلوب بعد حصولهم على الفرصة من قبل.

وعلى رأس هؤلاء اللاعبين مروان محسن الذي لم يقدم المردود المطلوب سواء مع الأهلي أو منتخب مصر، ونفس الأمر بالنسبة لأحمد حسن كوكا رغم تألقه مع أولمبياكوس اليوناني إلا أن مستواه مع الفراعنة بعيد تماماً.

وخرج البدري بآراء صادمة للمتابعين، بعدما أكد أن مصطفى محمد مهاجم الزمالك، أحد هدافي دوري أبطال أفريقيا والمرشح للرحيل لأوروبا ما زال بحاجة لتصحيح بعض الأمور كي يحجز مكانه في تشكيلة المنتخب، في المقابل مدح الثنائي مروان وكوكا.

ورغم أن منتخب مصر بحاجة لاكتشاف بعض المواهب المميزة لتطوير الهجوم ومنحها الفرصة، إلا أن حسام البدري فضل الاعتماد على نفس الوجوه ونفس الأفكار الهجومية، بعيداً عن التطوير التكتيكي.

نفس الأمر استمر في خط الدفاع، فحديث البدري كان مقتصراً عن الأوراق التي سبق ودربها في الأهلي مثل أحمد حجازي ورامي ربيعة.

بينما كانت آرائه في باقي المدافعين الذين ظهروا بصورة مميزة بالدوري غير واضحة وتبدو على استحياء، مثل محمود "الونش" لاعب الزمالك وأحد أفضل المدافعين حالياً، وأيضاً أسامة جلال مدافع إنبي والمنتخب الأولمبي، بجانب تألق أحمد سامي مدافع طلائع الجيش.

ولم يبدي حسام البدري اهتماماً كبيراً بتألق العديد من العناصر في الدوري، بعكس ما كان تركيزه منصباً على بعض اللاعبين مثل محمود "كهربا" لاعب الأهلي، ومحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وعمرو وردة لاعب فولوس اليونانى.

ولم يتحدث مدرب الفراعنة بالصورة المطلوبة عن تألق ناصر ماهر صانع ألعاب سموحة، أو محمد مجلي لاعب وسط المقاولون، وعمار حمدي صانع ألعاب الطلائع، وأحمد أبو الفتوح ظهير سموحة، وكريم العراقي ظهير المصري، والعديد من اللاعبين الذين لمعوا بالدوري.

تنازل غريب

قرر حسام البدري تقديم تنازلاً غريباً بإلغاء معسكره في شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، رغم أن المنتخب المصري كان بحاجة للمزيد من التأقلم مع الجهاز الفني.

ولم يتجمع منتخب مصر منذ شهر تشرين الثانى/نوفمبر 2019 قبل عام كامل تقريباً، إلا أن البدري رفض إقامة معسكر تشرين الأول/أكتوبر، وساق بعض المبررات لهذا القرار.

حيث قال إنه يرفض إجهاد لاعبي الأهلي والزمالك وبيراميدز قبل بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية، علما بأن الفرق الثلاثة ستخوض مباريات صعبة قبل السفر للمغرب، لخوض ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال والكونفيدرالية.

أزمات مبكرة

عرفت الأزمات طريقها مبكراً لمنتخب مصر، سواء بعد الخلاف مع إدارة بيراميدز، وهو ما أدى لاستبعاد 7 لاعبين من الفريق في معسكر تشرين الثانى/نوفمبر الماضي.

كما تفجرت أزمة شارة القيادة بعد أن أكد حسام البدري، أنه ربما يلجأ لمعيار مختلف لمنح الشارة، وهو ما أثار الجدل حول منح الشارة لمحمد صلاح، وصنع أحاديث إعلامية برفض هذا الأمر تماماً.