
مر يوم ثقيل على أندية الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم، أمس السبت، فالاجتماع الذي دعت له لمناهضة قرار اتحاد الكرة بتعديل شكل مسابقة الممتاز لموسم 2018، ليلعب بنظام المجموعتين، لم يخرج بنتيجة واضحة تحدد أرض معركة في مواجهة الاتحاد، بل خرج بمذكرة قدمها النادي الاهلي الخرطوم وتجاهلها تحاد الكرة رغم استلامها.
أرادت أندية الممتاز السوداني أن توحد كلمتها لتصبح قوية في مواجهة قرار الاتحاد في تعديل شكل المسابقة، فواجهت مشكلة أنها مجموعة كيانات، وليس كيانًا واحدًا يمثل الند لاتحاد الكرة لانتزاع الحقوق، ويدور الحديث عن مؤسسية لا تجد طريقها لأندية الممتاز، والتي بسببها خسرت عدة معارك سابقة.
ويفهم من خطوة أندية الممتاز لمناهضة قرار دوري المجموعتين، تجريد مجلس الاتحاد من حق التمتع بسلطته صلاحية واختصاصًا.
اتحاد الكرة السوداني شخصية اعتبارية، ومؤسسة منتخبة دورة عملها تعاقبية ولها خاتم عام، ولا تتعامل إلا مع مؤسسات اعتبارية نظيرة، بينما أندية الممتاز لا تملك كيانًا موحدًا أو شخصية اعتبارية، وأنشئت بموجب نظام أساسي وانتخبت وأصبح لها خاتم عام، ولم تستطع أن تؤسس نفسها لتصبح قادرة على التخاطب الرسمي مع المؤسسات الأخرى، لتجد الاعتبار اللازم في التعامل معها.
وإذا قدمت أندية الدوري الممتاز مذكرة مشتركة للاتحاد السوداني، فإنها لن تقدمها مكتوبة على ورقة تحمل ترويسة محددة ولا تستطيع أن تضع عليها ختمًا، لأنها لا تملك الصفة الاعتبارية التي تسمح لها باعتماد ختم في مخاطباتها الرسمية.
وصفة عدم الاعتبارية تجعل من كل نادٍ بالممتاز السوداني يخاطب الاتحاد على حدة، لأنه في هذه الحالة يمثل نفسه كجهة اعتبارية، ولكنها محدودة الصلاحية وبالتالي ستكون المخاطبة ضعيفة، لأن النادي لا يحمل صفة الند للاتحاد، ولهذا السبب لم تجد مذكرة الأهلي الخرطوم للاتحاد الاعتبار اللازم.
أحد الحلول أمام أندية الممتاز السوداني، لتصبح كيانًا يحمل الصفة الاعتبارية، وأن تصبح قوة مؤثرة في الكرة السودانية، هو تكوين رابطة أندية الدوري الممتاز.
وتكوين رابطة الأندية فكرة، كان قد دعا لها نادي الخرطوم الوطني منذ الموسم الماضي، ومع ذلك فإن تكوينها لن يعتمد إلا بقرار يصادق عليه اتحاد الكرة السوداني، ولهذا السبب فإن الاتحاد يملك السلطة على لعبة كرة القدم بالسودان باعتراف نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
أمام أندية الممتاز السوداني خياران لخوض موسم 2018، إما الانسحاب المعلن أو الضمني، وفي الحالتين سوف تكون تبعاته وخيمة، أو احترام رؤية اتحاد الكرة في الكيفية التي يريد بها تطوير اللعبة.



