
لم ينجح المنتخب الأردني لكرة القدم، في إيجاد حلٍ، لأزمة أدائه غير المقنع، والذي تواصل منذ بداية مشواره في تصفيات كأس آسيا، إلى مباراته الودية التي خاضها أمس الاثنين، أمام ضيفه الليبي، وانتهت بالتعادل 1-1.
ودفع المنتخب الأردني الثمن باهظاً للأخطاء المتراكمة التي يمر بها منذ سنوات، دون أن ينجح في البدء في حلها، ودون أن تظهر أي مؤشرات على إمكانية التحسن على صعيد الأداء.
ورغم محاولات الجهاز الفني بقيادة جمال أبو عابد، بأن تكون مباراة ليبيا طريق العودة إلى الصورة المعروفة عن منتخب النشامى، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، حيث ظهر الأداء سلبياً للغاية.
وكان أبو عابد، وعبر التدريبات التي سبقت المواجهة قد أكد للاعبين مراراً وتكراراً على ضرورة تقديم الأداء المقنع لاستعادة ثقة الجمهور الأردني، إلا أنهم خذلوه.
واتضح جلياً أن استعادة الأداء المقنع لا يمكن أن تتحقق إلا بوضع رؤية فنية متكاملة، فمباراة ليبيا وحتى معسكر الإمارات المقرر الشهر المقبل، لم يقاما في وقت مثالي للاعبي منتخب الأردن الذين أنهوا مؤخرا نصف الموسم مع فرقهم، حيث ظهر أنهم في أمس الحاجة لفترة راحة ونقاهة.
والتراجع الذي أصاب المنتخب الأردني بدأ منذ افتقد فرصة المنافسة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم، ليخرج من السباق، ويخوض تصفيات الدور الثالث المؤهل لنهائيات كأس آسيا، حيث ضم منتخبات ضعيفة، أدت إلى زيادة ضعف منتخب الأردن.
كما أن سياسية التخبط التي يعاني منها الاتحاد الأردني في إدارة شؤون المنتخب من خلال تواصل غياب الاستقرار الفني، لعب دوراً كبيراً في تكريس تراجعه.
وأصبح من الصعب أن يحفظ المتابع تشكيلة المنتخب الأردني التي سيخوض بها أي مباراة، في ظل كثرة التغييرات التي تطرأ على قائمة المنتخب، وهو ما أفقد اللاعبين الانسجام داخل الملعب.
وبات الاتحاد الأردني مطالباً بمراجعة شاملة لملف المنتخب، ووضع النقاط فوق الحروف، كحسم مصير الجهاز الفني، وهل سيكون عقده المنتظر توقيعه بعد أيام لقيادة النشامى إلى نهائيات كأس آسيا، أم أنه سيكون مؤقتا، لأنه من حق أي مدرب أن يكون مطلعاً على الفترة التي سيتولى فيها الإشراف على المنتخب حتى يتمكن من تحديد أهدافه.
وبالعودة إلى مباراة ليبيا، فقد ظهر الإرهاق على لاعبي المنتخب الأردني جراء ضغط المسابقات المحلية مما خلق لدى اللاعبين حالة من الملل، لتغيب الروح عن أدائهم.
وحاول أبو عابد، أمام المنتخب الليبي الدفع بتشكيلة طرأ عليها بعض التعديلات حيث تم الدفع باللاعبين المحترفين في الخارج مالك عبد الهادي وجوناثان تميمي، حيث تم ضمهما للمرة الأولى لقائمة الأردن، لتجربتهما والوقوف على قدراتهما.
ورغم أن الحكم على قدرات اللاعبين عبد الهادي وتميمي، لا يمكن أن يتحقق من خلال مباراة واحدة، لكن المؤشرات الأولية دلت على أنهما لا يختلفان كثيراً عن اللاعبين المحليين الذين يتواجدون في الدوري الأردني.
ولعل أكثر ما لفت الانتباه في المباراة، أن الجماهير الأردنية واصلت غيابها عن مساندة النشامى، حيث كان الحضور الأكبر للجالية الليبية التي هتفت لمنتخبها على امتداد شوطي المباراة.
ولم تفلح محاولات الاتحاد الأردني بإقامة المباراة في يوم عطلة رسمي، وفتح الأبواب بالمجان، في ضمان الحضور الجماهيري، مما جعله مطالباً بالبحث عن الحلول.
وتعيش جماهير كرة القدم الأردنية حالة من الإحباط، حيث أصبح اهتمامها بفرقها يوق كثيراً اهتمامها بالمنتخب.



