Getty Imagesيعيش الفرنسي ميكائيل أوليسيه، نجم بايرن ميونخ، فترة زاهية في مسيرته الكروية، وبالتحديد منذ انتقاله للنادي الألماني العام الماضي.
الدولي الفرنسي كان عنصرا رئيسيا في انطلاقة بايرن الاستثنائية هذا الموسم، والتي ساعدته على الفوز بكافة مبارياته بمختلف البطولات حتى هذه اللحظة.
وشارك صاحب 23 عاما في كل المباريات، ومجموعها 14، ليسجل خلالها 7 أهداف ويصنع مثلها لزملائه.
وأشار الحساب الرسمي لقناة "تي إن تي سبورتس" على موقع التواصل "إكس"، إلى العمل الهائل الذي يقوم به أوليسيه، في الجانب الهجومي للفريق البافاري.
وأفادت بأن جناح كريستال بالاس السابق، قام بصنع 29 فرصة كبيرة لزملائه منذ بداية عام 2025، أكثر من أي لاعب آخر بمختلف الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.
ويتفوق أوليسيه بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، إذ يأتي خلفه ريان شرقي، محمد صلاح وفيديريكو ديماركو، إذ قام كل منهم بخلق 18 فرصة كبرى هذا العام.
وفي المرتبة الثالثة، يأتي الإسباني لامين يامال، جناح برشلونة، برصيد 17 فرصة.
صفقةناجحة
منذ انتقاله إلى بايرن ميونخ في صيف 2024، أثبت أوليسيه أنه واحد من أفضل الصفقات التي أبرمها النادي الألماني في السنوات الأخيرة، بعدما قدم أداءا مميزا جعله أحد أبرز مفاتيح اللعب الهجومي في فريق المدرب فينسنت كومباني.
الإحصائيات تتحدث بوضوح عن تأثير الجناح الفرنسي، إذ شارك في موسمه الأول بـ 55 مباراة، سجل 20 هدفا خلالها، وقدم 23 تمريرة حاسمة لزملائه، في بداية مذهلة للاعب يخوض أول تجربة له خارج إنجلترا.
هذه الأرقام تؤكد أن أوليسيه لم يحتج وقتًا طويلًا للتأقلم مع الأجواء البافارية، بل فرض نفسه سريعًا كأحد نجوم الفريق الأوائل، إلى جانب هاري كين وجمال موسيالا، بفضل مرونته التكتيكية وسرعته الفائقة في المراوغة وصناعة الفرص.
ويُحسب له أيضًا قدرته على اللعب بالقدمين، مما يجعله خطرًا دائمًا على المدافعين سواء في الجهة اليمنى أو اليسرى.
فأسلوبه القائم على التحرك الذكي، بين الخطوط والتمرير القصير السريع، يناسب تمامًا فلسفة كومباني الهجومية، التي تعتمد على الإيقاع العالي والتحول السريع من الدفاع للهجوم.
لكن ما يميز أوليسيه حقًا هو الهدوء أمام المرمى، وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة، وهي سمة نادرة في لاعب يبلغ من العمر 23 عاما فقط.
كما أثبت في أكثر من مناسبة، أنه لاعب حاسم في المباريات الكبيرة، بعد تسجيله وصناعته للأهداف في مواجهات قوية بالبوندسليجا ودوري أبطال أوروبا.
ومع استمرار مستواه التصاعدي، يبدو أن أوليسيه يسير بخطى ثابتة لكي يصبح النجم الجديد في سماء بايرن ميونخ، وربما الوريث الشرعي لأسماء لامعة تركت بصمتها في أجنحة الفريق، مثل آريين روبن وفرانك ريبيري.
رحلة صعود مذهلة
يشكل أوليسيه، واحدًا من أبرز النماذج في كرة القدم الأوروبية الحديثة، على صعيد الارتفاع السريع في القيمة السوقية.
فمنذ بداياته مع ريدينج في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وحتى تألقه الحالي مع بايرن ميونخ، نجح الجناح الفرنسي الإنجليزي في مضاعفة قيمته بشكل هائل، نتيجة تطوره المستمر وتألقه اللافت في كل محطة مرّ بها.
ووفقا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت"، كانت قيمة أوليسيه في عام 2020 لا تتجاوز مليوني يورو عندما كان في بداياته مع ريدينج، قبل أن يقفز إلى 10 ملايين بعد انتقاله إلى كريستال بالاس في 2021، حيث بدأ هناك في لفت الأنظار بفضل مهاراته الفنية العالية وقدرته على صناعة اللعب من الأطراف.
ومع مرور المواسم، واصل اللاعب الشاب، صعوده بثبات؛ إذ ارتفعت قيمته إلى 27 مليون يورو بحلول عام 2023، بعد تقديم موسم مميز في الدوري الإنجليزي الممتاز، أثبت خلاله أنه أحد أكثر المواهب الشابة الواعدة في أوروبا.
لكن القفزة الأكبر جاءت بعد انتقاله إلى بايرن ميونخ في صيف 2024، حيث شهدت قيمته السوقية ارتفاعًا ملحوظًا في البداية، لتصل إلى نحو 50 مليون يورو بنهاية العام، بفضل أرقامه المبهرة ومردوده الفوري مع العملاق البافاري، حيث ساهم بالأهداف والتمريرات الحاسمة في موسمه الأول.
وظلت قيمة أوليسيه ترتفع أكثر من مرة خلال فترة وجيزة، بفضل تألقه المستمر، لتصل مؤخرا إلى 130 مليون يورو، بحسب آخر تحدث لموقع "ترانسفير ماركت"، ليصبح أحد أعلى اللاعبين في القيمة السوقية حول العالم.
هذا التطور السريع يعكس النضج الفني الكبير الذي بلغه أوليسيه رغم صغر سنه، إضافة إلى قدرته على التأقلم السريع في بيئات كروية مختلفة.
كما يعكس أيضًا الثقة الاستثمارية العالية التي يوليها بايرن ميونخ له، باعتباره أحد ركائز المشروع المستقبلي للفريق.
اليوم، يُعد مايكل أوليسيه من أغلى الأجنحة في أوروبا، وتبدو قيمته مرشحة لمزيد من الارتفاع إذا واصل الأداء نفسه في دوري الأبطال والبوندسليجا.
قد يعجبك أيضاً



