Getty Imagesشهدت تحضيرات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، تغييرًا مفاجئًا في خطط المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، قبل فترة التوقف الدولي المقبلة.
وبحسب صحيفة"الرياضية"، فإن إدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، قررت التراجع عن تنظيم معسكر الأخضر التدريبي المقبل، في الدمام، وتعتزم نقله إلى جدة.
وأضافت الصحيفة، إن إدارة الصقور، وقع اختيارها على الدمام، لكن تعذَّر ذلك بسبب انشغال عدد من الملاعب الواقعة في المدينة، بأعمال الزراعة الشتوية.
ومن المنتظر أن يخوض المنتخب السعودي، مباراتين وديتين خلال المعسكر المقبل، المتزامن مع فترة الأجندة الدولية المقبلة، التي تبدأ في 10 نوفمبر/تشرين ثان القادم، ويتوقف بسببها دوري روشن السعودي نحو أسبوعين.
ويهدف هيرفي رينارد من خلال المعسكر المقبل، تهيئة الأخضر للمشاركة في بطولة كأس العرب، التي ستقام في قطر بين 1 إلى 18 ديسمبر/كانون أول المقبل.
يشار إلى أن المنتخب السعودي، قد تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعدما تصدر مجموعته ضمن الملحق الآسيوي المؤهل، في الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر/تشرين أول الجاري.
وحجز الأخضر، مقعدا بمونديال 2026، بعد انتصاره الصعب على نظيره الإندونيسي 3ـ2 والتعادل مع منتخب العراق، بدون أهداف.
وضمن هيرفي رينارد، قيادة السعودية، في المونديال مجددا، ليصبح أول مدرب في تاريخ المنتخب السعودي، يقوده للتأهل إلى كأس العالم مرتين متتاليتين، بعد أن فعلها سابقًا في مونديال قطر 2022.
Getty Images
تأهل تاريخي
بات تأهل المنتخب السعودي، هو الثالث على التوالي للصقور، إلى نهائيات كأس العالم، بعدما سبق له التأهل إلى آخر نسختين في 2018 و2022.
كما بات هذا التأهل هو السابع للأخضر إلى نهائيات المونديال، بعدما بدأ رحلة التأهل من 1994، وحققها 4 مرات متتالية، حيث وصل بعد ذلك إلى نسخ 1998 و2002 و2006.
وبشكل عام، تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم في 7 من آخر 9 نسخ، حيث لم يفشل في التأهل سوى في نسختي 2010 و2014، منذ أن تأهل لأول مرة في 1994.
وأصبح المنتخب السعودي هو صاحب الرقم القياسي في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، من بين المنتخبات العربية، بالتساوي مع منتخبي تونس والمغرب، بواقع 7 مرات لكل منهم.
تاريخ لا يُنسى
تأهل المنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، متسلحًا بتاريخ يعتز به كل سعودي.
وقبل نحو 31 عامًا، وتحديدًا في عام 1994، تأهل "الأخضر" إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخه، في النسخة الوحيدة التي أقيمت في الولايات المتحدة حتى الآن، حيث وقع "الأخضر" في مجموعة نارية ضمت منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب.
بداية المنتخب السعودي، كانت صعبة، رغم أنه تقدم مبكرًا بهدف فؤاد أنور في الدقيقة 18 أمام هولندا، لكن الأخيرة قلب الموازين وسجلت هدفين، أحدهما في الدقيقة 86، لتتكبد السعودية أول هزيمة في تاريخها بالمونديال.
لكن الأخضر عاد من بعيد، وهزم المغرب بنتيجة 2-1، قبل أن يحقق معجزة تاريخية بفوزه على بلجيكا بهدف سعيد العويران، ليتأهل إلى الدور الثاني متصدرًا مجموعته النارية.
ورغم الخروج من ثمن النهائي أمام السويد، ظلت تلك النسخة محفورة في ذاكرة الجماهير كأفضل مشاركة سعودية في المونديال.
مصير رينارد
أعلن ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب، سيبقى في منصبه خلال نهائيات كأس العالم، وكذلك في كأس أمم آسيا 2027.
وأضاف ياسر المسحل في تصريحات تلفزيونية "أنا شخصيًا كرئيس لمجلس الإدارة مقتنع بأداء المدرب، لكنه يحتاج للدعم ولبعض الأدوات التي إذا ما توفرت، سنرى منتخبًا يقارع المنتخبات الكبرى".
وبخصوص فشل رينارد في قيادة المنتخب السعودي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 بشكل مباشر، رد المسحل بأن العديد من المنتخبات الكبرى، سبق لها وأن حدث معها ذلك.
وتابع "هناك منتخبات كبيرة وصلت إلى كأس العالم عن طريق الملحق، فكرواتيا وصلت لنهائي كأس العالم 2018، وهي قد تأهلت عن طريق الملحق، كما تأهلت الأرجنتين إلى مونديال 1994 عن طريق الملحق".
وواصل "ليس عيبًا أن يحدث ذلك، كنا نتمنى أن نتأهل إلى كأس العالم بشكل مباشر، ولكن واجهتنا بعض الظروف، مثل تغيير المدرب، وهو التغيير الذي أثمر وأدى في النهاية للتأهل إلى كأس العالم".
وأتم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "الضغوط في كرة القدم طبيعية، ومن لا يتحمل الضغوط، لا يدخل عالم كرة القدم، ولكن الأهم أننا حققنا المُنجز، ويجب أن نبني على ذلك للمستقبل".
Getty Images
استقرار فني
بقاء المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، سيضمن استمرار سير قطار المنتخب السعودي على القضبان، حتى وإن كان سيره بطيئًا، لكنه سيستفيد من استمرار تدفق نفس الأفكار التكتيكية عن طريق نفس المرسل إلى نفس المستقبلين.
أما في حالة رحيل رينارد، فإن لاعبي المنتخب السعودي سيبدأون في التعامل مع مدرب بشخصية جديدة، وأفكار مختلفة، وطريقة تعامل أخرى، وهو ما لا يمكن استيعابه في 4 توقفات دولية فقط قبل المونديال.
وسيكون الأمر أشبه بالمقامرة غير محسوبة العواقب، وغير المحمودة أيضًا، والمدير الفني الجديد لن يكون مسؤولًا بالتأكيد عن نتائج منتخب، تولى قيادته قبل أقل من عام على المونديال، ما يعني خسارة كل شيء.



