تغيير مسار.. فضل السباعي يتخلى عن عشقه من أجل لعبة الفقراء

مر على الكرة اللبنانية أجيال من اللاعبين المميزين، الذين حفروا أسماءهم بحروف ذهبية مع أنديتهم وعلى صعيد منتخب الأرز.

وكانت فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حافلة بتخريج نجوم عديدة بدأوا مسيرتهم عبر الألعاب الأولمبية الفردية ومن ثم غيروا مسارهم تماما، إلى عالم كرة القدم. 

من أبرز هؤلاء اللاعبين حبيب كمونة الذي لعب للنجمة في فترة الستينات، وكاظم عليق الذي انتقل من لعبة كرة اليد إلى فريق النجمة لكرة القدم.

كذلك أحمد محبوب حارس مرمى التضامن صور في فترة الثمانينات، الذي كان لاعبا لكرة اليد والطائرة، كما شهدت فترت الخمسينات انتقال يوسف شاهين من ألعاب القوى إلى كرة القدم وتحديدا مع نادي الراسينغ. 

ويستعرض كووورة ضمن سلسلة تقارير "تغيير مسار" قصة البطل الأولمبي اللبناني فضل السباعي، الذي انتقل إلى لعبة كرة القدم بعد حصده إنجازات عدة بمسابقات العدو.

ألقابه الأولمبية 

كسر السباعي أرقام لبنان القياسية في سباق 100 متر عدو، عام 1966 حيث سجل 10 ثوان و7 أعشار.

ومن ثم تابع إنجازاته وكسر رقمه في عام 1967 حيث سجل 10.6، وتابع تألقه وسجل رقما جديدا في سباق 200 متر عام 1971 حيث سجل 22 ثانية. 

تغيير المسار 

انتقل السباعي بشكل تدريجي للعبة كرة القدم حيث فاز مع فريق شبيبة المزرعة بلقب الدوري اللبناني عام 1967، بعدما حقق كل ما يطمح إليه في ألعاب القوى، إذ أصبح مولعا بلعبة الفقراء.

وبعد انتقال مدربه الروماني بوجدان إلى صفوف الراسينغ، لحق به السباعي إلى سندباد الكرة اللبنانية حيث كان الأبيض حينها ينافس النجمة والهومنتمن على لقب الدوري.

كما لعب فضل السباعي مع منتخب لبنان، وكانت أبرز مشاركاته في ليبيا ضمن البطولة العربية عام 1970.

كفاح

كان السباعي يعيش في منطقة البرج حيث كان يذهب يوميا ليتمرن على ملعب الشبيبة رفقة أصدقائه، حيث كان يأخذ بدلات النقل من رئيس نادي الشبيبة حينها المختار تقولا مجدلاني بقيمة 3 ليرات. 

واجتهد السباعي كثيرا حتى وصل إلى قمة مستواه الكروي ليصل إلى أعرق أندية فترة السبعينات، نادي الراسينغ.

وفيق حمدان 

قال الصحفي الرياضي المخضرم وفيق حمدان وزميل فضل في نادي الراسينغ عام 1974 إن "السباعي رحمه الله كان لاعبا خلوقا ويمتاز بسرعته العالية".

وأضاف: "لعبت معه مباريات كبيرة محليا وقاريا، حيث كانت فترة ذهبية شهدت أداء استثنائيا".