إعلان
إعلان

تغريدات عربية : المغاربة اكتشفوا الكنز .. والليبيون أكدوا قيمتهم

بقلم : عزالدين الكلاوي
07 يوليو 201220:00
ezztwitter
■■ ألف مبروك لمنتخب أسود أطلس الذي حقق للمغرب أول لقب في تاريخ كأس العرب لكرة القدم ، طوال 9 بطولات حتى الان أقيمت فيها البطولة ، وذلك بعد فوزه مساء الجمعة الموافق السادس من يوليو على شقيقه منتخب ليبيا , أحفاد عمر المختار ، بركلات الترجيح 3/1 في مباراتهما التي أقيمت بإستاد الأمير عبد الله الفيصل بمدينة جدة في حضور ما لا يقل عن خمسة آلاف مغربي من أعضاء الجالية المغربية الذين أعطوا نكهة جماهيرية كانت مفتقدة طوال البطولة والتي تعرضت لشبه مقاطعة من جماهير الكرة السعودية الذواقة .

■■ متابعتي للمباراة من الصف الاول للمقصورة الشرفية بإستاد الامير عبد الله الفيصل ومشاركتي في مصافحة الفريقين بعد المباراة ، تقول أن الشحن المعنوي كان كبيرا جدا ومبالغاً فيه من الفريقين ، لإحراز الفوز والتتويج بالكأس لدرجة أن هناك من بكى طويلاً وبدموع حارة وساخنة من مسوؤلين كبار ومدربين ولاعبين من المنتخب الليبي عقب المباراة وحتى مراسم التتويج ، وهذا ما أحترمه وإن كنت أتحفظ عليه قليلاً ، لأن مثل هذه المباريات مطروح فيها المكسب والخسارة ،خاصة لإن المنتخب الليبي إستحق التقدير والاحترام سواء في المباراة النهائية او في مختلف مراحل البطولة .

■■ ورغم ظروف عدم الاستقرار أوإستتباب الامن أوانتظام مختلف مرافق الحياة ومنها الرياضة بعد الثورة الليبية، وكذلك رغم عدم إقامة بطولة الدوري، تمكن الفريق الليبي من التأهل إلى المباراة النهائية للبطولة على حساب المنتخب السعودي المضيف، وعندما تمكن من العودة للمباراة النهائية أمام المنتخب المغربي بتسجيل هدف التعادل قبل النهاية بدقيقتين بعد أن كان خاسرا ما يقرب من 82 دقيقة ، فهذا إنجاز يحسب لليبيين، الذين عليهم أن يفخروا بهذا الفريق المحترم ويكرموه ويدعموه لإنه وسام شرف لإرادة وعزيمة الإنسان الليبي الأصيل والصلب والموهوب والذي ظلمه النظام السابق وسجنه في آتون الخوف والرعب والرجعية .

■■ في الملخص التحليلي لهذه المباراة ، أقول أن المنتخب المغربي لم يقدم المأمول منه ، لإنه تقدم مبكراً بهدف إبراهيم البحري ، ولم يستغل تفوق خطي وسطه وهجومه، وكان يملك مضاعفة النتيجة ، خاصة مع توتر معظم لاعبي المنتخب الليبي وإبتعادهم طوال الشوط الاول عن حالتهم الفنية ، وتحفظ جيريتس بلا داع ، رغم أنه كان قادراً على فرض استراتيجية هجومية ، وليس الإكتفاء بالإعتماد على المرتدات، وفي الشوط الثاني ضغط لاعبو المنتخب الليبي بقوة بعد أن نجح المدرب عبد الحفيظ آربيش في إيقاظهم فيما بين الشوطين، ليستعيدوا الثقة والهدوء ومستوى أدائهم المنتظم طوال الدورة وهددوا مرمى المنتخب المغربي وإستطاعوا إنتزاع التعادل قبل النهاية بهدف ملعوب من فيصل منصور، ورغم تبادل الهجمات وضياع بعض الفرص ، في الوقت الإضافي فلم يتفوق فريق ولم يستطع أحدهما ترجيح كفته ، فإحتكما إلى ركلات الترجيح التي تشابهت كثيرا أول ثلاث ركلات بتسجيل ركلة لكل من الفريقين وإهدار ركلتين ، حتى إبتسم الحظ لأسود أطلس.

■■ أعتبر الكأس واللقب دفعة جديدة للكرة المغربية بتتويجها بأول لقب عربي ، وأول إنجاز لجيريتس ، قد يخفف عليه الغضب الإعلامي والجماهيري في المغرب، ويفتح له آفاقاً جديدة ، بالنجوم المحليين - وأنا أرفض هذه التسمية - وهؤلاء النجوم من وجهة نظري إن لم يكونوا أفضل من زملائهم المحترفين بأوروبا ، فهم ليسوا بأقل منهم ، خاصة مع إنسجامهم الجماعي وحيويتهم ومهاراتهم ولياقتهم وجوعهم لإثبات الوجود، وأعتقد أن المكسب الحقيقي للمغرب ليس اللقب والمليون دولار، ولكن أن جيريتس إكتشف على أرض الملعب كنزا من النجوم أمثال ياسين الصالحي وإبراهيم البحري وبن جلون وأحمد بن جحوح وبنلمعلم وغيرهم ،ربما يكون ذلك بداية إستعادة "ترمومتر" الكرة المغربية مؤشراته الطبيعية وإنقاذ فرصتها الصعبة في التأهل إلى المرحلة النهائية من تصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال البرازيل .

■■ أما منتخب أحفاد عمر المختار ، فكما شددت على أياديهم في المنصة تهنئة بالمستوى والروح العالية ، ومواساة على سوء الحظ بخسارة الركلات الترجيحية ، فإنني متأكد من أنهم قادرين على المضي بعيداً في التصفيات الافريقية المونديالية ، وإذا كانوا يتصدرون مجموعتهم وفازوا في مباراتهم الأخيرة على أسود الكاميرون ، فأعتقد أنهم يمتلكون أوراق النجاح ، والمساهمة في صناعة مستقبل جديد للكرة الليبية في مرحلة الحرية والديمقراطية وإزدهار ليبيا الثورة.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان