إعلان
إعلان

تحليل.. كيف جعلت ثنائية رونالدو ودوران ديربي الرياض ممتعًا؟

KOOORA
04 أبريل 202516:26
رونالدو ودورانAFP

"خوف.. حذر.. تحفظ".. كلمات كثيرة اعتاد الجميع على سماعها وترديدها في المباريات الكبرى بالمسابقات المختلفة، لكن هذا لم يكن الحال في ديربي الرياض بين الهلال والنصر.

مباراة ممتعة انتهت بفوز كبير للنصر على غريمه التقليدي الهلال (3-1)، اليوم الجمعة، على ملعب المملكة أرينا، في الجولة 26 من دوري روشن السعودي للمحترفين.

سجل علي الحسن، هدف النصر الأول في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، كما سجل رونالدو هدفين في الدقيقتين (47، 88)، بينما جاء هدف الهلال عن طريق علي البليهي في الدقيقة (62).

ثنائية جديدة

الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب النصر، بدأ المباراة بطريقته المعتادة في المباريات الأخيرة (4-4-2)، معتمدًا على الثنائي كريستيانو رونالدو، وجون دوران في قلب الهجوم، مع وجود أيمن يحيى، وساديو ماني على الطرفين.

وتُعتبر هذه المرة هي الأولى التي يلعب فيها بيولي بتلك الطريقة ضد الهلال، بعدما أصبح يتبعها في النصف الثاني من الموسم عقب التعاقد مع دوران.

وخالف المدرب الإيطالي، بعض الآراء التي طالبته بزيادة لاعب في وسط الملعب، في ظل قوة هذا الخط تحديدًا في الهلال.

ضغط عالٍ

رفض بيولي، زيادة لاعب في وسط الملعب بدلًا من رونالدو، أو دوران، لكنه لجأ للضغط العالي من أجل افتكاك الكرة مبكرًا من دفاع الهلال.

وضغط النصر على الهلال مستغلًا زيادته العددية هجوميًا، من أجل حرمانه من الوصول لوسط الملعب الذي يمتلك فيه أفضلية واضحة.

وكاد النصر أن يستفيد من هذا الضغط بالتسجيل في الدقائق الأولى، بعد ضغط مميز من أيمن يحيى على حمد اليامي ليصنع فرصة خطيرة، وهو ما تكرر في العديد من اللقطات على مدار المباراة.

وسط ملعب مستباح

لكن الكرات التي كانت تمر من هذا الضغط العالي كانت تمثل خطرًا كبيرًا على النصر، في ظل الأفضلية الواضحة لوسط ملعب الهلال.

وبمجرد عبور الكرة من الخط الخلفي للهلال، كان الفريق الأزرق يمتلك زيادة عددية في وسط الملعب، من خلال وجود الثلاثي روبين نيفيز، وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، ومحمد كنو، أمام الثنائي علي الحسن، ومارسيلو بروزوفيتش.

ومع نزعة بروزوفيتش الهجومية، كان علي الحسن وحيدًا في مواجهة ثلاثي الهلال، وهو ما خلق زيادة عددية مستمرة لـ"الزعيم" في تلك المنطقة.

وبمجرد لعب "وان ثري" بين الثلاثي، كان أحدهم يمتلك الكرة بدون أدنى رقابة، ما جعله قادرًا على تمرير الكرات البينية في ظهر دفاع النصر، وتحديدًا للظهير الطائر رينان لودي، أو الجناح البرازيلي مالكوم.

ما زاد من معاناة النصر في هذا الشأن تحركات سالم الدوسري، الذي كان يتحرك للداخل هو الآخر، ما اضطر سلطان الغنام للتحرك معه، في ظل النقص العددي بوسط الملعب، وهو ما كان يجعل لودي وحيدًا في الجبهة اليسرى.

وبعد التقدم بهدفين، حاول بيولي تقليل الفجوة الدفاعية، من خلال الدفع بالبرتغالي أوتافيو بدلًا من أيمن يحيى، ليشكل زيادة عددية في وسط الملعب بجانب بروزوفيتش وعلي الحسن، وهو ما حدث بالفعل.

4 على 4

لكن كما تضرر النصر من تلك الطريقة دفاعيًا، فقد استفاد منها على المستوى الهجومي، حيث شكل خطورة كبيرة من خلالها على مرمى الهلال.

وبمجرد وصول الكرة إلى ثلث الملعب الأخير، كان رباعي النصر الأمامي يجد نفسه أمام رباعي الهلال الدفاعي في مواجهة 4 على 4.

وبمجرد زيادة أحد الظهيرين سلطان الغنام أو سالم النجدي، أو لاعب الوسط بروزوفيتش، كان النصر يمتلك زيادة عددية أمام دفاعات الهلال التي وقفت عاجزة عن صد الهجمات المتتالية من الفريق الأصفر.

واستغل النصر تلك الهجمات على أفضل ما يكون، فسجل منها الهدف الثاني الذي بصم عليه كريستيانو رونالدو بعد انطلاقة مميزة من ساديو ماني الذي أرهق حمد اليامي طوال وجوده في أرض الملعب.

الهلال يقلد النصر

مع تقدم النصر بثنائية، حاول البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال، السير على خطى النصر، من خلال الدفع بماركوس ليوناردو كمهاجم ثانٍ إلى جوار ميتروفيتش، حيث شارك بدلًا من روبين نيفيز.

وكاد ليوناردو أن يحقق ما يصبو إليه جيسوس، حيث لاحت أمامه أكثر من فرصة، وكذلك سالم الدوسري، بفضل الزيادة العددية لمهاجمي الهلال، لكن تألق بينو واستبسال دفاع النصر حال دون التسجيل.

في المقابل، تسبب خروج نيفيز في أزمة كبرى للهلال، حيث كان العنصر الوحيد القادر على استخلاص الكرة من وسط ملعب النصر، ومع خروجه أصبح وسط "العالمي" يمتلك حرية أكبر في نقل الكرة والتحكم بها.

أريد حلًا

"أريد حلًا".. كان هذا لسان حال جيسوس الذي حاول سد ثغرتي الظهيرين بإشراك ياسر الشهراني بدلًا من حمد اليامي لإغلاق جبهة ماني التي أزعجت الهلال طوال المباراة، لا سيما مع ميل رونالدو نحوها.

كما أشرك المدرب البرتغالي الظهير متعب الحربي ولاعب الوسط ناصر الدوسري الذي يجيد اللعب كظهير أيسر أيضًا، بدلًا من رينان لودي ومحمد كنو، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.

وتسبب متعب الحربي نفسه في ركلة جزاء لصالح النصر، بعدما لمس الكرة بيديه داخل منطقة الجزاء، عقب صراع قوي مع المهاجم الكولومبي جون دوران.

وفشلت كل حلول جيسوس لإيقاف العاصفة الصفراء، لينجح النصر في إنهاء عقدة استمرت لنحو 1500 يوم أمام الهلال، ويقلص الفارق معه في سباق الدوري.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان