
تراجع مستوى النادي الأهلي بقيادة مديره الفني السويسري رينيه فايلر، في المباريات الأخيرة، وتحديدا منذ استئناف النشاط الرياضي بعد التوقف؛ بسبب جائحة كورونا.
واصل فايلر تصدره لجدول الدوري الممتاز، وبات على مقربة من حسمه بشكل رسمي، لكن الأداء أكثر ما يثير تخوف الجماهير الحمراء قبل منافسات نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربي.
وغير فايلر من طريقة اللعب في أكثر من مباراة، لكن شهدت معظم اللقاءات لعبه بطريقة (4-4-2)، وهي الطريقة التي يعاني الفريق عندما يلعب بها السويسري، وهو ما ينعكس على أداء اللاعبين في الميدان.
وضربت الغيابات المؤثرة الفريق فضلا عن تراجع البعض الآخر، إلى جانب التوظيف السيئ من فايلر لبعض اللاعبين، وكذلك القصور في بعض النواحي لدى البعض الآخر.
ويستعرض "كووورة" في التقرير التالي أسباب الظهور الباهت للأهلي مع تغيير طريقة اللعب:
غياب الأجنحة المؤثرة
فقد الأهلي أبرز لاعبيه في مركز الجناح، وعلى رأسهم رمضان صبحي الذي رحل عن صفوف الفريق بنهاية إعارته وتفضيله الانتقال لبيراميدز، فقد كان يملك الإمكانيات العالية التي تجعله أفضل لاعبي الأحمر في هذا المركز هجوما ودفاعا.
وفقد الفريق حسين الشحات لإجراءه عملية الفتاق، التي لا يزال على إثرها بعيدا عن المباريات مع الفريق، بالإضافة لمحمود كهربا بسبب الإيقاف، والتراجع الحاد في مستوى النيجيري أجاي، ما أفقد الفريق القوة الهجومية الكبيرة التي كانت قبل فترة التوقف.
كما أن الأمر لا يتوقف على الجانب الهجومي فقط بل الدفاعي أيضا، والمتمثل في الضغط العالي واسترداد الكرة سريعا، وهو ما فقده الفريق أيضا.
تراجع وسط الملعب
منذ عودة النشاط الرياضي ووسط ملعب الأهلي يعاني من تراجع لاعبيه، وفي مقدمتهم حمدي فتحي وأليو ديانج، إلى جانب غياب عمرو السولية للإصابة.
بتغيير طريقة اللعب وغياب صانع الألعاب التقليدي، تزداد أهمية ثنائي الوسط في بناء اللعب ومساعدة الأجنحة والظهيرين على التدرج بالكرة، أو اللعب من العمق والبناء على رأسي الحربة.
لكن افتقد حمدي فتحي لتمريراته الطولية التي تضرب خطوط المنافس، وأصبحت معظم تمريراته تقليدية وللخلف في أوقات كثيرة، فيما بدا واضحا افتقاد ديانج للقدرة على التمرير المتقن للأمام، وهو ما يفقد الفريق الكرة في مناطق الخطورة لدى المنافس بشكل غريب للغاية.
الأمر ذاته دفاعيا فقد افتقد وسط ملعب الأهلي للشراسة الدفاعية والاستخلاص السريع للكرة وتضييق الخناق على حامل الكرة من المنافس، وهو ما يمنحه الفرصة للبناء والتحضير والوصول سريعا لمرمى محمد الشناوي حارس الأحمر.
توظيف خاطئ
عانى الأهلي أيضا في طريقة لعب (4-4-2)، من التوظيف الخاطئ لبعض اللاعبين في كثير من الأحيان، مثل الإصرار على الدفع بصانع الألعاب التقليدي محمد مجدي "أفشة" في مركز الجناح، وهو الأمر الذي يفقده أهم مميزاته فضلا عن عدم إجادته للعب على الأطراف لافتقاده للسرعة والارتداد الدفاعي.
ورغم أن التجربة أثبتت فشلها في أكثر من مباراة، إلا أن فايلر كررها في أكثر من لقاء، والتوظيف الأنسب لأفشة في وسط الملعب سواء الهجومي أو الدفاعي، لكن على الأطراف تبدو الأمور صعبة للغاية.
كما أن غياب صانع الألعاب وتراجع مستوى لاعبي الوسط جعل الفريق في هذه الطريقة يعتمد على الكرات الطولية البالونية السهلة لمدافعي الفرق المنافسة، وهو ما يجعل طريقة اللعب محفوظة دون الاعتماد على أساليب أخرى للهجوم، مثل الاختراق من العمق أو الاستحواذ على الكرة والتدرج بالهجمة مثلما كان يفعل الفريق قبل التوقف.
غياب التناغم الهجومي
يفتقد الثنائي مروان محسن وأليو بادجي للتجانس الهجومي في هذه الطريقة، وهو ما يظهر في تحركاتهما، إلى جانب تشابهما لحد كبير في أسلوب اللعب وهو ما ينعكس على الفريق، ويفقده التنوع الهجومي والتناغم بينهما.
الأهم أن بادجي يخرج كثيرا في هذه الطريقة خارج منطقة الجزاء للمساعدة في بناء اللعب وعلى الأطراف، وهو ما يفقده أهم مزاياه داخل الصندوق لإنهاء الهجمات، في الوقت الذي يتواجد فيه مروان محسن "البطئ" في الأمام، فضلا عن عدم إنهاءه للهجمات بشكل صحيح، وهو ما يفقد الفريق المجهود المبذول في بناء اللعب للوصول لمرمى المنافسين.
قد يعجبك أيضاً


