تحليل كووورة: لمسات كيروش تنقذ مصر أمام الجزائر

تعادل المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري 1-1، في واحدة من أفضل مواجهات كأس العرب، في ختام منافسات المجموعة الرابعة، مساء اليوم الثلاثاء.

وتأهل الفراعنة لربع النهائي لمواجهة الأردن، بينما سيلعب منتخب الجزائر ضد المغرب.

واقتسم منتخبا الجزائر ومصر السيطرة على المباراة، إذ تفوق المحاربون في الشوط الأول، بينما تحكم الفراعنة في مسار الشوط الثاني رغم التغييرات الاضطرارية التي ضربت الفريق مبكرا.

واستطاع منتخب الجزائر أن يقدم بداية مثالية في الضغط والهجوم والتسجيل، ثم عاد منتخب مصر في الشوط الثاني مستغلا تراجع المحاربين فضلا عن صحوة اللاعبين ورغبتهم في اقتناص الصدارة رغم حسم المنتخبين التأهل في الجولة الماضية.

طريقة اللعب

بدأ كيروش المدير الفني لمصر، بالرسم التكتيكي 4-3-3 بكل من محمد الشناوي ورباعي الخط الخلفي الونش وحجازي وأكرم توفيق وفتوح وفي الوسط الثلاثي حمدي فتحي والسولية وأيمن أشرف خلف الثلاثي حسين فيصل ومروان حمدي ومحمد شريف.

على الجانب الآخر لعب مجيد بوقرة برسم تكتيكي 4-2-3-1 بوجود رايس مبولحي في حراسة المرمى أمامه الرباعي بن عيادة وشتي وتوجاي وبدران، وفي وسط الملعب بن دبكة ودراوي وفي الأمام بونجاح وخلفه الثلاثي بلايلي ومزياني وبراهيمي.

براهيمي وبلايلي Vs أكرم

سريعا بدأت ملامح اللقاء في الظهور من خلال استغلال المنتخب الجزائري قوة بلايلي وبراهيمي في الجبهة اليسرى للجزائر، التي يقابلهم فيها الظهير الأيمن المصري أكرم توفيق. 

واستغل المنتخب الجزائري مبكرا تفوق لاعبيه هجوميا مستغلا قوة وسرعات بلايلي ومهارات ورؤية ياسين إبراهيمي وتحركاته التي أرهقت وسط ملعب مصر ودفاعه مبكرا.

عانى أكرم توفيق من غياب المساندة الدفاعية من لاعبي الوسط والهجوم مما جعله صيدا سهلا للزيادة العددية الجزائرية، مما سهل مرور بلايلي في أكثر من كرة فضلا عن الأخطاء التي احتسبها الحكم وتسببت في هدف مبكر للجزائر عن طريق توجاي الذي استغل ارتباك الدفاع المصري ليحولها لهدف.

وهيمن ياسين إبراهيمي هجوميا في الشوط الأول وفعل كل ما يحلو له مستغلا قوة الضغط التي طبقها زملاؤه في وسط الملعب، التي حرمت مصر من الخروج بالكرة وبناء اللعب من الخلف.

تغييرات اضطرارية

غابت خطورة منتخب مصر في الشوط الأول نتيجة غياب وسط الملعب الذي لم يتعامل بشكل جيد مع الضغط الجزائري بجانب تباعد الخطوط بين لاعبي خط الهجوم.

كما اقتصرت محاولات مصر على المهارات الفردية من مصطفى فتحي إلى جانب العرضيات غير المتقنة التي تعامل معها دفاع المحاربين بشكل جيد.

وغاب الدور الهجومي للفراعنة بعد استسلام رأس الحربة مروان حمدي للرقابة بجانب عدم إجادة شريف على الأطراف، واهتزاز الدفاع بعد خروج المدافع أحمد حجازي ولاعب الوسط أيمن أشرف.

لمسات كيروش.. خروج بونجاح

مع الشوط الثاني تحول المنتخب المصري وأظهر شجاعة وروحا كبيرة بلمسات المدير الفني كارلوس كيروش الذي حرك محمد شريف ليصبح رأس حربة الفراعنة، وكذلك دخول مهند لاشين في وسط الملعب.

ومنح مهند وسط ملعب مصر مزيدا من الصلابة، مقابل تراجع منتخب الجزائر بشدة للخلف، مع افتقاده قوة بونجاح الذي خرج بين شوطي اللقاء متأثرا بالإصابة القوية نتيجة اصطدامه بالحارس محمد الشناوي، وشارك مكانه هلال سوداني.

وتأثر المحاربون بخروج بونجاح "المزعج" لدفاع مصر، بسبب تحركاته الخطيرة، بجانب الدور الذي يلعبه في مساعدة براهيمي وبلايلي ولاعبي وسط الجزائر خلال التحولات الهجومية.

على جانب آخر، عدل كيروش استراتيجيته وطبق الضغط المتقدم معظم أوقات الشوط الثاني فعقد أمور الجزائر بعد تفوق الأخير في الشوط الأول، إلى جانب تراجع دور براهيمي، الأمر الذي تُرجم بهدف مصري من ركلة جزاء عن طريق عمرو السولية بعد 60 دقيقة، نتيجة للضغط والزيادة العددية في منطقة الجزاء.

واستفاد لاعبو الفراعنة من أخطاء المحاربين في الشوط الثاني فظهر الدور الهجومي لمصطفى فتحي وحسين فيصل في بناء اللعب، بجانب زيادة لاعبي الوسط حمدي فتحي وعمرو السولية لتعزيز الهجوم، وذلك منح مصر الاستحواذ على الكرة.

ومع نزول عمر كمال وأحمد سيد "زيزو" سيطر أبناء النيل بشكل أكبر واستحوذوا على الوسط، إضافة لنجاحهم في التصدي لخطورة لاعبي الجزائر على الأطراف، حتى الدقائق الأخيرة، التي شهدت حماسا من الفريقين واهتماما أكبر بالإنذارات والتدخلات من أجل حسم الصدارة التي اقتنصها الفراعنة.