Reutersتجاوزت هذه الانتقادات، حدود الغضب ووصلت إلى سخرية جماهير الملكي، ودهشتها من استمرار المهاجم الفرنسي في المشاركة أساسيًا، رغم إهداره الفرص السهلة، فالمدرب زين الدين زيدان يصرّ على مواطنه الفرنسيّ ويدعمه بل ويدافع عنه ويعتبره "أفضل مهاجم في العالم وبفارق كبير" .. فما السر وراء هذا الإصرار؟
كما تدور علامات استفهام حول ملاءمة كريم بنزيما لطريقة لعب ريال مدريد، الذي يعتمد على إسقاط منافسيه وهز شباكهم بالهجمات المرتدة، وليس الاستحواذ على الكرة مثل غريمه برشلونة، وكثيرًا ما سجل الميرينجي أهدافه في ظل سيطرة منافسه.
هذه المعطيات، تجعل مهاجمي الفريق غير ثابتين، ففي الهجوم المرتد أو الخاطف، لن تجدهم في مراكزهم دائمًا، وإن لاحظنا، كل من يلعب في المقدمة مع الملكي لا يمكن أن تحسبهم على مركز معين! فلا يمكن اعتبار كريستيانو مهاجمًا صريحًا، ولا جناحًا ولا مهاجمًا ثانيًا؛ وكذلك جاريث بيل، ومايورال، وآخرون مثل إيسكو وأسينسيو وفاسكيز.
أما بنزيما، فهو يعتبر مهاجمًا صريحًا، ولكن زيدان يرى فيه تمامًا ما يراه في الآخرين، فحتى إن كان بنزيما مهاجمًا عند مدرب ريال مدريد، إلاّ أنه ليس كلاسيكيّا ولا حتى متحركًا، بل كالآخرين.
بنزيما قادم بعقلية رأس الحربة لخبرته في هذا المركز لسنوات، ولكنه يفهم فلسفة زيدان جيدًا، فلا يكسر إيقاع الهجمات المرتدة التي يقوم بها الميرينجي، إذ يستطيع التصرف في أي مكان في الملعب.
ويمتاز المهاجم الفرنسي بالقدرة على المراوغة، والتمرير القصير والطويل، ولديه هدوء كروس حين يكون عليه الوقوف والنظر للملعب والتحكم في النسق، ولديه حسن التصرف حينما يتواجد في مساحة ضيقة على الخط! وهذا كله يبنى على حسن اتخاذ القرارات لديه في هذه الوضعيات، التي لا يجد رأس الحربة الكلاسيكي نفسه فيها عادة.
ولهذا فإن كريم بنزيما يخرج من مكانه باستمرار، ليفسح المجال لزملائه للدخول بدلاً منه، ويحسن التصرف في كل تلك الأدوار، وهذا غير متوفر عند بقية المهاجمين.
وتلخص سمات مهاجم ريال مدريد المثير للجدل، تصريحات زيدان الذي قال عنه: "قد لا يستطيع بنزيما تسجيل 50 هدفًا في الموسم، ربما يسجل 25 ولكنه سيمنح 25 أخرى"، بالتأكيد زيدان لا يقصد 25 تمريرة حاسمة، ولكن بأساليب أخرى مثل إهداء الفرص لزملائه أو فتح المساحات أمامهم بتحركات تكتيكية، ورغم تميزه في مساعدة زملائه، فإنه يفشل كثيرًا في أداء مهمته الأساسية بهز شباك المنافسين.
قد يعجبك أيضاً



