EPAالسؤال الذي طرح نفسه بقوة بعد فوز كريستال بالاس الصاعق على مانشستر سيتي 3-1 مساء السبت ضمن الجولة الـ 18 من الدوري الإنجليزي الممتاز هو هل يأخذ مدرب سيتي بيب جوارديولا منافسيه على محمل الجد؟
لم يكن ممكنا تجتب هذا التساؤل، حتى وإن كانت حجة جوارديولا في عدم إشراك العديد من اللاعبين الأساسيين متمثلة في اضطراره لتطبيق مبدأ المداورة لضغط المباريات، ذلك لأن اللاعبين المبعدين عن التشكيلة الأساسية لم يعانوا من مثل هذه الضغوط خلال الفترة الماضية.
عموما، خسر السيتي على أرضه، ليتسع الفارق بينه وبين المتصدر ليفربول إلى 4 نقاط، وذلك بعد أداء طغت عليه العشوائية من الناحية الهجومية، وحتى الخطة لم تكن واضحة مع إشراك لاعبين في غير مراكزهم.
وفي الوقت نفسه تمكن مدرب كريستال بالاس روي هودجسون من قراءة المباراة بشكل جيد، واستثمار الأوراق المتاحة أمامه على أفضل نحو، ليحقق فوزا كان في أمس الحاجة إليه للابتعاد عن المراكز المؤدية إلى الهبوط.
تشتت ذهني
لم يغير جوارديولا فعليا من طريقة اللعب الفريق 4-3-3، لكن اللاعبين بدوا وكأنهم يعانون من تشتت ذهني نتيجة لعدم فهمهم للأدوار الموكلة إليهم، أو بمعنى آخر، عدم اعتيادهم على هذه الأدوار.
فعلى سبيل المثال لم يكن واضحا ما إذا كان الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي يلعب في عمق الدفاع أم على الطرف الأيسر، فيما بدا إيميريك لابورت، معزولا في الخط الخلفي نتيجة تداخل دور جون ستونز مع أوتاميندي، أما الظهير الأيمن كايل والكر فكان أسوأ لاعبي فريقه في المباراة بعدما مر لاعبو كريستال بالاس منه بسهولة.
في خط الوسط، كان لافتا إشراك فابيان ديلف كلاعب ارتكاز، وهو موقع اعتاد اللعب فيه طوال مسيرته، فلم يكن سيئا، لكن جوارديولا أخرجه من الملعب في الشوط الثاني من أجل زيادة الكثافة العددية في الخط الأمامي بعد التخلف بفارق هدفين.
وكان بديهيا أن يشارك كل من سيرجيو أجويرو وكيفن دي بروين ورياض محرز في الشوط الثاني، لكن وكما يقول المثل فإن "كثرة الطهاة تفسد الطبخة"، فشابت العشوائية أداء الفريق من الناحية الهجومية.
ولم يتمكن سيتي من تهديد مرمى الخصم بشكل فعلي سوى 3 مرات في الشوط الثاني، كما تجدر الإشارة إلى أن غياب المصاب دافيد سيلفا بات ملحوظا في الفترة الأخيرة، خصوصا وأن جوارديولا ما يزال مصرا على عدم إشراك دي بروين أساسيا.
سلاح المرتدات
وفي الناحية المقبلة، لجأ هودجسون إلي طريقة اللعب 4-4-2، مستفيدا من سرعة المهاجمين ويلفريد زاها وأندرو تاونسند في تشكيل الهجمات المضادة، بإسناد من الثنائي جيفري شلوب وجيمس مكارثر، مقابل قيام لوكا ميليفوييفيتش بدور لاعب الارتكاز.
وقاد الفرنسي مامادو ساخو دفاع كريستال بالاس بمساندة من جيمس تومكينز والظهيرين أرون وان بيساكا وباتريك فان أنهولت الذي اعتاد التقدم نحو الأمام لكنه التزم هذه المرة بالمواقع الدفاعية، ما أمن لفريقه الاستقرار المطلوب في الخط الخلفي، لاسيما في الشوط الثاني.





