Reutersظن جمهور ليفربول أن فريقه في طريقه للتأهل إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد إحرازه الهدف الثاني في مرمى ضيفه أتلتيكو مدريد مساء الأربعاء، بيد أن الرياح سارت عكس ما تشتهيه سفن الـ"ريدز" ليسجل الـ"روخيبلانكوس" ثلاثية وضعته في دور الثمانية.
أنهى أتلتيكو مدريد المباراة في صالحه بنتيجة 3-2، بعدما انتهى الزمن الأصلي بتقدم ليفربول 1-0، وهي النتيجة التي فاز بها الفريق الإسباني بمباراة الذهاب قبل ثلاثة أسابيع، ليفقد الفريق الإنجليزي لقبه الذي أحرزه العام الماضي، وينتهي موسمه تقريبا، بعدما بات قريبا للغاية من إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
أتلتيكو وكعادته، قدم الشكل الممل لكرة القدم، دافع بكل إمكانياته عن مرماه من أجل الحفاظ على نتيجة الذهاب، لكنه لم يستطع الصمود كثيرا، ولولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه أدريان حارس ليفربول وأدى لتسجيل هدف الفريق الإسباني الأول، لكان الفريق الإنجليزي يحتفل الآن ببلوغه ربع النهائي.
في المقابل، طبق ليفربول خطته بحذافيرها، وضغط من أجل تحقيق الفوز وتسجيل الأهداف، لكنه في نهاية الأمر، سقط ضحية الاندفاع نحو الأمام وكذلك الضغط البدني والنفسي الذي تعرض له طوال اللقاء، فكان خطأ أدريان بمثابة بداية الانهيار.
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يدخل أتلتيكو المباراة مهاجما، وبالفعل، لجأ المدرب دييجو سيميوني إلى طريقة دفاعية بحتة (4-4-2)، دون وجود جناحين بالمعنى الحرفي، فوقف كيران تيريبير ورونان لودي على الطرفين، مقابل تمركز فيليبي إلى جانب ستيفان سافيتش في عمق الدفاع.
وقام توماس بارتي بدور لاعب الارتكاز بمساندة من الثنائي كوكي وساوول نيجيز، مع تحرك أدريان كوريا على الجانب الأيمن ومحاولة البرتغالي جواو فيليكس لمساندة المهاجم دييجو كوستا.
لكن سرعان ما أدرك أتلتيكو أنه لن يصمد كثيرا مع سيطرة ليفربول على المجريات متسلحا بصخب الجمهور، وفي بعض الأحيان افتقد لبعض التركيز، رغم أنه كان يدافع فعليا بتسعة لاعبين، مع عدم السماع بوجود أي مساحات تذكر بين خطي الدفاع والوسط.
وبعد تلقيه هدفا في الشوط الأول، لم يلجأ أتلتيكو للهجوم على الإطلاق خصوصا بعدما تحولت خطة اللعب إلى 4-5-1 مع دخول ماركوس يورينتي مكان كوستا، فسلم زمام المبادرة إلى ليفربول الذي أهدر الفرص تباعا في الشوط الثاني، قبل أن يضيف الهدف الثاني في الشوط الإضافي الأول.
بعد لحظات من تسجيل ليفربول لهدفه كان يورينتي يسجل هدف أتلتيكو الأول الذي كان سيضمن له التأهل، لتتحول طريقة اللعب إلى 5-4-1، حيث شارك خوسيه ماريا خيمينيز كمدافع إضافي على حساب كوريا، وتمكن من تسجل هدف ثان، ثم ثالث بعد إشراك ألفارو موراتا لإستغلال تقدم مدافعي ليفربول لمساندة الهجوم.
في الناحية المقابلة، اعتمد مدرب ليفربول يورجن كلوب على طريقته المعهودة (4-3-3)، وتكون الخط الدفاعي من الرباعي ترينت ألكسندر أرنولد وفيرجيل فان دايك وجو جوميز وأندي روبرتسون.
وعاد قائد الفريق جوردان هندرسون بعد غياب بسبب الإصابة، فوقف كلاعب ارتكاز وراء ثنائي خط الوسط جورجينيو فينالدوم وأليكس أوكسليد تشامبرلين، فيما شكل محمد صلاح وساديو ماني وربرتو فيرمينو المثلث الهجومي.
ضغط ليفربول منذ البداية، وخاض اللقاء بطريقة مثالية، فتمتعت هجماته بالصبر والتروي، مع الاعتماد المكثف على الكرات العرضية لصعوبة اقتحام دفاع أتلتيكو من العمق، فبرز مهارات فينالدوم وماني في الارتقاء، وجرب تشامبرلين حظه بتسديدات متعددة، وكان صلاح بمثابة شعلة نشاط في الخط الأمامي بتحركاته المزعجة في الجناح الأيمن.
لكن فيرمينو وقبل تسجيل الهدف الثاني للفريق الإنجليزي، كان غائبا تقريبا عن الأجواء، ولم يتمكن خط الوسط من تقديم المساندة المهمة للهجوم، والأهم من ذلك أن مستوى الأداء البدني انخفض كثيرا بعد التمديد، ولم تفلح التبديلات في تغييرات شيء.
خلاصة الأمر تقول إن ليفربول افتقد لاعبا أساسيا واحدا في المباراة هو أليسون بيكر، وهذا الغياب المؤثر، قدم المباراة لأتلتيكو على طبق من ذهب، فكان أدريان متوترا، ومنحت تمريراته الخاطئة أتلتيكو مدريد، أساسا صلبا لتحقيق الفوز والتأهل إلى دور الثمانية.
قد يعجبك أيضاً



