برهنت إسبانيا على قدرتها في الفوز بلقب "يورو 2024"، عندما أقصت المضيفة ألمانيا من ربع النهائي، بالفوز عليها (2-1) بعد التمديد لشوطين إضافيين مساء الجمعة.
لم تخيب المباراة ظن عشاق كرة القدم، فقدم المنتخبان وجبة كروية دسمة مليئة باللمسات الفنية والجمل التكتيكية، في سجال مثير بين المدرب لويس دي لا فوينتي، ويوليان ناجلسمان، لكن تفاصيل صغيرة منحت إسبانيا بطاقة التأهل على حساب فريق كان يستحق الذهاب لما هو أبعد من دور الثمانية.
تغلبت إسبانيا على بعض المصاعب التي واجهتها في اللقاء، وأهمها إصابة بيدري في وقت مبكر وخروجه من الملعب، وأجرت التبديلات التي دلت على قوة عمق التشكيلة، ومع انتظار الفائز من مواجهة فرنسا والبرتغال، يبدو "لا روخا" وكأنه عبر المحطة الأكثر صعوبة، في طريقه لإحراز اللقب القاري.
أما ألمانيا التي قدمت عرضًا جيدًا رغم بعض التساؤلات بشأن التشكيلة التي اختارها ناجسلمان، فيتوجب عليها الآن البناء على مشوار الفريق بهذه البطولة، والتركيز على تعزيز التشكيلة القوية التي يمكنها تحقيق النجاح في مونديال 2026.
تغيير الحظ
اعتمد دي لا فوينتي على طريقة (4-2-3-1)، حيث وقف إيميريك لابورت إلى جانب روبن لا نورماند في الدفاع، بإسناد من الظهيرين داني كارفاخال، ومارك كوكوريا.
وتعاون فابيان رويز مع رودري بوسط الملعب، وتحرك الثلاثي لامين يامال، وداني أولمو، الذي حل مكان المصاب بيدري في الدقيقة (8)، ونيكو ويليامز، خلف المهاجم الصريح ألفارو موراتا.
وربما كانت إسبانيا محظوظة نوعًا ما بإصابة بيدري؛ لأن أولمو كان نجم اللقاء الأول، من خلال تحركاته غير المتوقعة خلف موراتا، خصوصًا وأنه يتمتع بنزعة هجومية أكثر بروزًا من لاعب برشلونة.
أولمو كان مصدر الخطورة الدائم، بمساندة من يامال على الجناح الأيمن، فيما عاش ويليامز ليلة هادئة، وبقيت السيطرة الإسبانية في وسط الملعب مع وجود رودري، ورويز، رغم محاولات توني كروس ورفاقه لكسر هذه السيطرة.
ومع معاناة يامال من الرقابة، أقحم دي لا فوينتي فيران توريس بدلاً منه، وهو ما خفف جزئيًا من الخطورة الإسبانية، لا سيما بعد هدف أولمو في الدقيقة 51 والذي جاء بصناعة من يامال.
وبعدما حققت ألمانيا التعادل في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، عمل المدرب على إنعاش هجومه بإشراك ميكيل أويارزابال وميكيل ميرينو، مع منح أولمو الحرية الكاملة في تشكيل الهجمات، مدعومًا التغطية الفعالية لرودري ورويز، ليسجل الإسبان هدف الفوز الثمين في نهاية الشوط الإضافي عبر ميرينو.
الحظ يعاند فولكروج
من ناحيتها، لجأ ناجلسمان إلى خطة (4-3-3)، حيث عادت الشراكة الدفاعية بين جوناثان تاه، وأنتونيو روديجر، بإسناد من جوشوا كيميتش وديفيد راوم، ولعب إيمري تشان أساسيًا كلاعب ارتكاز خلف توني كروس، وإلكاي جوندوجان، بينما شغل جوندوجان مركز المهاجم، بين ليروي ساني، وموسيالا.
وسط الملعب كان شديد البطء، لكنه تحسن مع بداية الشوط الثاني، بعد إشراك روبرت إندريتش، الأمر الذي منح ألمانيا السيطرة هجوميا في الشوط الثاني، خصوصا بعد دخول فلوريان فيرتز، ونيكلاس فولكروج.
وأهدرت ألمانيا مجموعة من الفرص، خصوصا عن طريق فولكروج الذي افتقد للحظ فقط لإنهاء الفرص التي سنحت له، فيما جاء هدفا إسبانيا ليكشف عن وجود مساحات شاسعة بين قلبي الدفاع.
قد يعجبك أيضاً



