AFPكل شيء بالنسبة لكرواتيا كان يسير وفقا للخطة الموضوعة، حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما تلقفت شباكها هدفا إيطاليا، أخرجها مبكرا من نهائيات "يورو 2024".
كانت إيطاليا على وشك فقدان لقبها الذي أحرزته قبل ثلاثة أعوام، فلم تكن قادرة على فك شفرة دفاع كرواتيا التي تقدمت بهدف نظيف أحرزه أسطورتها لوكا مودريتش، لكنها تسلحت بإصرارها على تحقيق المطلوب حتى صافرة الحكم، فكان لها ما أرادت عبر هدف التعادل الوحيد (1-1)، لتضرب موعدا مع سويسرا في الدور ثمن النهائي من البطولة المقامة في ألمانيا.
ما ميز إيطاليا خلال الدور الأول، تنوع أسلحتها وغموض إمكانياتها، نظرا لأن العديد من الأسماء تشارك في بطولة كبيرة للمرة الأولى في مسيرتها، فكان يصعب على المنافسين توقع ما يمكنهم مجابهته، ونضيف إلى ذلك، أن العديد من هذه الأسماء، أرادت إثبات نفسها أمام الكبار، فكانت النتيجة تأهل بشق الأنفس إلى الأدوار الإقصائية، على حساب فريق له من الخبرة ما يمكنه من اجتياز العوائق المختلفة.
كرواتيا قدمت مساء الإثنين أمام إيطاليا، أفضل أداء لها في البطولة، لكنها وقعت في المحظور بالزفير الأخير، عبر لحظة نادرة من غياب التركيز، ليكتب "الأزوري" سطر النهاية في قصة جيل كرواتي حقق نتائج تاريخية بقيادة المدرب زلاتكو داليتش.
اعتمد مدرب المنتخب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، على طريقة اللعب 3-5-2، حيث تشكل الخط الخلفي من ريكاردو كالافيوري وأليساندرو باستوني وماتيو دارميان، ووقف فيديريكو ديماركو وجيوفاني دي لورينزو على طرفي الملعب، وأدى جورجينيو دور لاعب الارتكاز، وتحرك أمامه نيكولو باريلا ولورينزو بيليجريني، خلف ثنائي الهجوم جياكومو راسبادوري وماتيو ريتيجي.
كان الطليان الأفضل والأكثر خطورة في الشوط الأول، وأضاع لاعبوه مجموعة من الفرص الخطيرة، لكن الفريق افتقد عموما للسرعة المطلوبة في استغلال المساحات، خصوصا مع جلوس فيديريكو كييزا على مقاعد البدلاء، وهو الذي شارك في الشوط الثاني، ليمنح فريقه ميزة لم تكن متوفرة في أول 60 دقيقة من عمر اللقاء.
بيد أن دفاع إيطاليا مر بفترات صعبة، نتيجة عدم وجود التغطية المطلوبة على طرفي الملعب، وهي النقطة التي ركز عليها الكروات في هجومهم، ومنحتهم التفوق في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني.
ربما لم تنجح تبديلات سباليتي في منح فريقه التفوق فنيا، لأن الهدف جاء من مجهود فردي وسط غفلة من الدفاع الكرواتي، بيد أن لاعبين أمثال صاحب الهدف ماتيا زاكانيي، سيكتسبون الثقة اللازمة لمواصلة المشوار في الأدوار الإقصائية.
في الناحية المقبلة، لجأ داليتش إلى خطة اللعب 4-3-3، حيث وقف جوسيب سوتالو إلى جانب مارين بونجروسيتش في عمق الدفاع، بمساندة من الظهيرين جوسيب ستانيسيتش وجوسكو جفارديول، وأدى مارسيلو بروزوفيتش دور لاعب الارتكاز، فيما تحرك ثنائي صناعة الألعاب مودريتش وماتيو كوفاسيتش، خلف ثلاثي الهجوم المكون من أندري كراماريتش وماريو باساليتش ولوكا سوسيتش.
وصمد الدفاع الكرواتي أمام هجمات الطليان في الشوط الأول، ثم انقض الفريق على منافسه عبر الطرفين في شوط المباراة الثاني، وكان بإمكانه التقدم بأكثر من هدف لولا براعة الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما.
لكن ورغم الخبرة الطويلة للمنتخب الكرواتي، فقد اللاعبون رباطة جأشهم في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، في ظل تمركز سيئ للدفاع، ما سمح للطليان في تسجيل التعادل وخطف بطاقة التأهل.
قد يعجبك أيضاً



