Getty Imagesأذاق النصر مضيفه الاتحاد الويلات، وجعله يظهر بمظهر العاجز الذي لا يملك من أمره شيئًا، ليحقق الفوز (2-0) اليوم الجمعة على ملعب "الإنماء"، ضمن الجولة الرابعة من الدوري السعودي للمحترفين.
وكان البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للنصر، قد اختار الدفع بعبدالله الخيبري بدلًا من أنجيلو في وسط الملعب، بجوار مارسيلو بروزوفيتش، من أجل إشراك الحارس البرازيلي بينتو في التشكيل الأساسي.
في المقابل، اضطر الفرنسي لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، للاعتماد على أحمد الجليدان لتعويض غياب مهند الشنقيطي في الجبهة اليمنى، فيما أخرج ماريو ميتاي ودفع بمعاذ فقيهي بدلًا منه.
ثغرة الجليدان
منذ البداية، ظهرت الجبهة اليمنى للاتحاد بقيادة الجليدان كثغرة واضحة، حيث استغل النصر المساحات الواسعة خلفه لشن هجماته المتتالية.
الظهير القادم من الفتح بدا تائهًا، بينما سجل ساديو ماني هدف النصر الأول من ورائه، بعد عرضية متقنة من كينجسلي كومان.
كما واصل لاعبو النصر استغلال هذه الجبهة، عبر انطلاقات ماني وكريستيانو رونالدو وأيمن يحيى. ومن نفس الجهة صنع السنغالي الهدف الثاني، حيث أرسل عرضية حولها رونالدو برأسية رائعة في الشباك.
والمفارقة أن تلك المساحات الخالية لم تُترجم إلى إسهامات هجومية للجليدان، إذ كان موسى ديابي وحيدًا في الأمام، بينما تُرك الجليدان وحيدًا دفاعيًا، دون مساندة أيضًا من ديابي أو لاعبي الوسط، وسط عجز واضح من بلان أمام الطوفان النصراوي.
سحرة النصر
تفوق النصر لم يكن بسبب الثغرات فقط، بل أيضًا بفضل مهارات لاعبيه الاستثنائية في الخط الأمامي. فبمجرد امتلاك الكرة، كان بروزوفيتش يمنح فريقه الحل السهل للخروج من المناطق الدفاعية، قبل أن يصنع الفارق هجوميًا بتمريراته للمثلث الأمامي.
واللافت أن بلان لم يضع أي خطة لمراقبة بروزوفيتش، بل منحه حرية تامة في التحكم بإيقاع اللعب، رغم وجود ثلاثة لاعبين في وسط ملعب الاتحاد. الأمر ذاته انطبق على ماني وكومان اللذين تفوقا فرديًا على الجليدان وفقيهي.
عجز اتحادي
على الجانب الآخر، عانى الاتحاد في الخروج بالكرة. ورغم محاولات نجولو كانتي للانطلاق، وتحركات موسى ديابي على الجهة اليمنى، إلا أن التقدم للأمام كان صعبًا للغاية.
الفرنسي كريم بنزيما كان اللاعب الوحيد القادر على صناعة الفارق، بمجرد امتلاك الكرة، لكن وصولها إليه كان معقدًا، بينما زاد الوضع سوءًا بعد إصابة حسام عوار، وخروجه مع نهاية الشوط الأول.
وزاد من معاناة الاتحاد التألق الكبير لظهيري النصر، نواف بوشل وأيمن يحيى، اللذين أغلقا كل المنافذ أمام بيرجوين وديابي، وهو ما انعكس على كثرة التمريرات الخاطئة للاعبي الاتحاد وتبادلهم للإشارات الغاضبة.
كماشة جيسوس
التألق الدفاعي للنصر لم يكن فرديًا فقط، بل جاء من خلال منظومة جماعية محكمة طبقها جيسوس.
فعند امتلاك الاتحاد للكرة، كان أحد جناحي النصر؛ كومان أو ماني، يعود ليقوم بدور الظهير، فيما يتحول الظهير الأصلي إلى قلب دفاع ثالث، لتُغلق جميع المساحات التي يحاول الخصم استغلالها بين الظهير والمدافع.
رافق ذلك شراسة كبيرة من الضيوف في الالتحامات والمراوغات والضغط، وهو ما جعل الاتحاد يقف عاجزًا مكتفيًا بالمشاهدة، بينما يقدّم "سحرة النصر" عرضًا كرويًا متكاملًا.


