AFPتوج برشلونة، بطلا للسوبر الإسباني، اليوم الأحد، بعد فوزه العريض على ريال مدريد (5-2) في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب الجوهرة المشعة بمدينة جدة.
وبدأ المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، اللقاء بطريقته المعتادة (4-2-3-1)، فيما قابله الألماني هانز فليك، بطريقة (4-3-3).
ودفع أنشيلوتي، ثمن التعويل على أوريلين تشواميني في قلب الدفاع بدلًا من راؤول أسينسيو، نظرا لعدم قدرة لاعب الوسط الفرنسي على القيام بدوره على أكمل وجه.
وظهر ضعف تشواميني في التعامل مع مهاجمي برشلونة منذ بداية المباراة، وهو ما كان واضحا في لقطتي الهدفين الأول والخامس.
وكان بإمكان تشواميني، إيقاف انطلاقة يامال في الهدف الأول، لكنه فضل مد قدمه من بعيد، وترك جناح برشلونة يكمل طريقه بلا أي محاولة لمنعه من الركض أو التسديد على المرمى.
هدوء وانهيار
اتسم لاعبو برشلونة بالهدوء في نقل الكرة فيما بينهم، حيث لم يكن هناك أي عجلة في التقدم للأمام، خاصة أن لاعبي ريال مدريد لم يبذلوا جهدا كافيا لإيقاف تقدمهم في الشوط الأول.
وبدا أن لاعبي الريال جميعا غير مستعدين لبذل أي جهد، سواء في تضييق المساحات التي ظهرت في الخط الخلفي، أو في دخول صراعات ثنائية مع نجوم البارسا.
كما ظهر هذا العيب الواضح في الجانب الهجومي أيضا، حيث اكتفى لاعبو الريال طوال الشوط الأول، بإرسال الكرات الطولية العشوائية للأمام، خاصة من الحارس تيبو كورتوا، الذي كان يفضل إلقاء الكرة بعيدا في منتصف ملعب برشلونة.
وتلقى برشلونة هذه الهدايا الملكية، التي ساعدته على بناء الهجمات من الخلف بأريحية، واستغلال المساحات الشاغرة على الأطراف وفي عمق الملعب، مما مكنه من تسجيل رباعية في أول 45 دقيقة.
ذكاء كتالوني
رغم إظهار الريال، رغبته في وضع البارسا تحت ضغط مكثف مع بداية الشوط الثاني، إلا أن المساحات الشاغرة في الخلف، مكنت رافينيا من إضافة الهدف الخامس في وقت مبكر، مستغلا أيضا بطء تشواميني الذي عجز عن إيقافه.
وتلقى الريال، هدية بعد نحو 9 دقائق من بداية الشوط الثاني، بارتكاب الحارس تشيزني خطأ ضد مبابي، أدى لطرده، وبالتالي أكمل البارسا اللقاء بـ 10 لاعبين.
وسرعان ما نجح الريال في تقليص النتيجة بهدف ثانٍ من الركلة الحرة التي احتسبها الحكم بعد مخالفة تشيزني.
لكن على عكس المتوقع، لم يستطع الملكي، استغلال النقص العددي، رغم سيطرته الكلية على مجريات اللعب، وسط تعامل لاعبي البارسا بذكاء حتى نهاية اللقاء.
ولجأ رجال المدرب فليك، إلى بعض الحيل الذكية، مثل محاولة توريط لاعبي الريال في مخالفات وبطاقات، أملا في إجبار الحكم على طرد أحد عناصر الميرينجي، وهو ما لم يحدث.
لكن هذه الحيل أهدرت الكثير من الوقت، نظرا لكثرة سقوط لاعبي برشلونة أرضا كلما دخلوا في التحامات مع لاعبي الريال، وهو ما جعل المباراة تتوقف بكثرة، وسط عجز تام من جانب فريق العاصمة.
كما تميز برشلونة على الصعيد الدفاعي بعد النقص العددي، إذ تحول الفريق إلى الدفاع بكتلة واحدة، لإغلاق كافة المساحات في العمق أمام لاعبي ريال مدريد، حيث فشل الأخير في إيجاد أي ثغرة لاختراق هذا التكتل، خاصة مع ظهور فينيسيوس بمستوى باهت حتى استبداله.
كما لم يستفد الريال من الأطراف، خاصة مع غياب رأس الحربة القادر على التعامل مع العرضيات المختلفة، التي حاول الظهير الأيسر فران جارسيا إرسالها بعد نزوله كبديل.
كوارث ظهيري الريال
ومما ساعد برشلونة على الفوز بتلك النتيجة الكبيرة، هي الأخطاء الفادحة التي ارتكبها ظهيري ريال مدريد لوكاس فاسكيز، وفيرلاند ميندي، حيث ارتكبا العديد من الأخطاء الفادحة فقد فشل ميندي في إيقاف يامال في الهدف الأول.
كما أن الهدف الثالث الذي سجله رافينيا لم يستطع فاسكيز التغطية بشكل جيد، وكان وحيدًا وسجل بأريحية برأسه وسط متابعة من ظهير ريال مدريد، الذي خرج من المباراة مستبدلا في الشوط الثاني.
ويظهر هذا الأمر، الإدارة السيئة من إدارة فلورنتينو بيريز، للميركاتو في الصيف، عندما أصر على استقطاب نجم كبير في الهجوم، دون أن يلتفت لكل ما يراه مشجع مدريدي بضرورة تدعيم الأظهرة.
وكذلك تدعيم الخط الخلفي، وهو ما ظهر تراجعه بشكل واضح للدرجة التي اضطر فيها أنشيلوتي لإرجاع تشواميني للخلف، وكانت النتيجة أنه كان أحد أسوأ اللاعبين في المواجهة.
قد يعجبك أيضاً



