تحليل.. بيولي يمزق ستار الوصل بسلاح رونالدو ودوران

أسدل الستار على مواجهة النصر السعودي وضيفه الوصل الإماراتي، بفوز "العالمي" (4-0)، مساء اليوم الإثنين، في إطار منافسات الجولة السابعة وقبل الأخيرة من دوري النخبة الآسيوي 2024-2025.

وكان النصر قد ضمن تأهله للدور المقبل بالفعل، لكنه نجح في رد اعتباره بعد الخسارة في الجولة الماضية على أرضه أمام السد القطري، بنتيجة (1-2).

ورفع النصر رصيده إلى 16 نقطة، في المركز الثالث، ليتساوى مع الهلال الوصيف، والذي يتفوق بفارق الأهداف.

خطة معتادة وستار دفاعي

دخل الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب النصر، المباراة، برسم تكتيكي معتاد، وهو (4-4-2)، بالاعتماد على ثنائي في وسط الملعب، وجناحين، بالإضافة لرأسي حربة.

وشهدت المباراة الظهور الأول للمحترف الكولومبي الجديد جون دوران، الذي شارك طوال 90 دقيقة، وتمكن من تقديم صورة جيدة.

وبدأ "العالمي" المباراة بضغط عالٍ كعادته، ولكنه كان يجد صعوبة في الوصول للمرمى، بسبب سوء الدقة في التمرير، وعدم استغلال ثنائي الوسط، التحركات المستمرة للثلاثي الأمامي المتمثل في دوران والبرتغالي كريستيانو رونالدو والسنغالي ساديو ماني.

وما جعل الوصول لمرمى الوصل صعبا خلال أحداث الشوط الأول على وجه التحديد، الخطة التي لعب بها الفريق الإماراتي، بالاعتماد على طريقة (5-3-2)، حيث كانت تتحول أحيانا إلى (5-4-1)، بوجود 9 لاعبين أسفل الكرة لمنع نجوم النصر من الاختراق.

وساهم الستار الدفاعي للفريق الإماراتي في تمريرات خاطئة نصراوية مستمرة، أسفرت عن هجمات مرتدة للوصل، لم تشكل أي خطورة من الطرفين الأيمن والأيسر.

أسلحة لفك الشفرة

لجأ رجال بيولي لعدة أسلحة لفك شفرة الستار الإماراتي، عن طريق التسديد خارج منطقة الجزاء، عبر رونالدو ودوران في عدة مناسبات في الـ20 دقيقة الأولى.

وأسفر هذا السلاح عن تسجيل الهدف الأول عند الدقيقة 25 من الشوط، بتوقيع علي الحسن، عبر تسديدة صاروخية، فشل حارس الوصل في التعامل معها.

كذلك، لجا الفريق النصراوي للعرضيات المستمرة، لاستغلال تواجد رونالدو ودوران، مع دخول ماني في العمق ببعض الأحيان، وهو ما نتج عنه خطورة مستمرة، وحصول النجم السنغالي على ركلة جزاء، بعد ارتقاء رأسي مميز.

وبالفعل نجح رونالدو في تحويل الكرة بالشباك بالدقيقة 44 من الشوط الأول.

فضلا عن ذلك، فإن الكثافة الدفاعية للوصل، دفعت رونالدو للنزول إلى وسط الملعب، للمساهمة في عملية بناء اللعب، بالإضافة لسحب أحد المدافعين لإخلاء مساحة في العمق، استغلها ساديو ماني في الكثير من الأحيان.

ماذا عن رونالدو ودوران؟

كانت الجماهير النصراوية، تخشى وجود دوران مع رونالدو في تشكيل واحد، لكن الثنائي أظهر تفاهما كبيرا خلال المباراة.

دوران كان يتحرك باستمرار داخل منطقة الجزاء، سواء على القائم البعيد أو القريب، لسحب مدافع أو اثنين، ما أتاح لرونالدو فرصة التحرك بأريحية في المساحة الخالية، لاستقبال العرضيات أو التمريرات من وسط الملعب.

كذلك، قدم "الدون" مباراة مميزة على المستويين الفني والتكتيكي، بتحركاته المثالية على الأطراف، مع منح الفرصة لماني والبرازيلي الشاب أنجيلو للدخول بالعمق، حيث أرسل العديد من التمريرات والعرضية التي لم يتم استغلالها.

وحاول المدرب الإيطالي، استغلال وجود رونالدو ودوران كرأسي حربة، بكرات عرضية مكثفة من الجانبين الأيمن والأيسر، ولكنها لم تستغل بالشكل الأمثل.

وظهر العمل الرائع بين رونالدو ودوران في الهدف الثالث، الذي سجله النجم البرتغالي عند الدقيقة 78 من الشوط الثاني، حيث انطلق المهاجم الكولومبي مسرعا نحو القائم القريب من الجهة اليسرى في انتظار العرضية، ليسحب قلبي الدفاع معه.

ونتج عن ذلك، إخلاء المساحة بالكامل لرونالدو داخل منطقة الجزاء، والذي ارتقى عاليا، وأطلق ضربة رأسية مذهلة، معلنا عن ثالث الأهداف.

وقرر بيولي بعدها إراحة رونالدو، والزج بالجناح عبدالرحمن غريب مع وجود دوران، لتتحول الطريقة إلى (4-3-3) بعد دخول عبدالمجيد الصليهم، بدلا من أنجيلو.

واستفاد بيولي في الدقائق الأخيرة من وجود دوران كمهاجم وحيد، وزيادة الكثافة في وسط الملعب، حيث نتج عن ذلك استمرار السيطرة بشكل أكبر، وتسجيل الهدف الرابع من ركلة ركنية عن طريق البديل محمد آل فتيل، بالدقيقة 88.

وظهر الوصل مستسلما للغاية، خاصة في الشوط الثاني، مع حصول لاعبي النصر على الثقة، وتكيف الخط الهجومي بشكل أكبر مع وجود دوران.