
عاش استقلال طهران ليلة صعبة في ملعب الأول بارك، ليغرق في طوفان عاصف أطلقه النصر، في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وتأهل النصر للدور ربع النهائي من بطولة النخبة، عقب الفوز على الاستقلال 3-0، في إياب ثمن نهائي بطولة النخبة، بعد نهاية مباراة الذهاب بالتعادل السلبي بدون أهداف.
الشاب رونالدو
تشكيلة النصر شهدت تغييرًا جوهريًا عن مباراة الذهاب، يتمثل في عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد غيابه عن المباراة الماضية بسبب شعوره بالإرهاق.
رونالدو عاد وكأنه شخص جديد، وهو المعتاد من "صاروخ ماديرا"، الذي جعله شغف التأهل للدور التالي يبدو كما لو كان لاعبًا عشرينيًا في ريعان شبابه.
عمد الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني لفريق النصر، إلى تطبيق الضغط العالي على دفاعات الاستقلال لاستغلال الأخطاء التي من الممكن أن يقعوا فيها، وهو ما حدث بالفعل.
وكان رونالدو أبرز من قام بدور الضغط على دفاعات الاستقلال، وتسبب بذلك في الهدف الأول الذي سجله جون دوران، وركلة الجزاء التي سجل منها هو نفسه الهدف الثاني.
كما حصل النجم البرتغالي على أدوار أكثر تحررًا في الجزء الأمامي، وهو ما ساعده على تدوير الكرة مع زملائه وخلق الفرص بدلًا من الاكتفاء بالحصول عليها.
من وحي الذهاب
رغم نهاية مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، لكن بيولي استفاد من تلك المباراة في موقعة الإياب على أفضل ما يكون.
في المباراة الأولى، برز دور أيمن يحيى في صناعة الألعاب، حيث تبادل هذا الدور مع أنجيلو، ولكن مع عودة رونالدو، كان لا بد من خروج أحدهما، والعودة إلى طريقة 4-4-2 بدلًا من 4-2-3-1.
أبقى بيولي على أيمن يحيى كجناح أيمن، ولكنه في الواقع تحول إلى صانع ألعاب بشكل شبه كامل، مع ترك الرواق الأيمن لنواف بوشل الذي مارس انطلاقاته وعرضياته المميزة.
الضربة القاضية
ظل فريق الاستقلال عاجزًا طوال الشوط الأول من المباراة، ولم يخرج من ملعبه للهجوم سوى على استحياء عن طريق بعض الهجمات المرتدة التي لم تصل إلى مرمى بينتو.
لكن الاستقلال تلقى الضربة القاضية مع نهاية الشوط الأول، بعد طرد لاعبه مهران أحمدي بسبب الحصول على البطاقة الصفراء الثانية.
واستغل النصر طرد أحمدي على أفضل ما يكون، حيث بدأ الشوط الثاني بقوة، وتحديدًا من الجهة اليسرى التي شهدت تحرر سالم النجدي هجوميًا، لشكل "العالمي" خطورة كبيرة على مرمى الضيوف.
حان وقت الراحة
لكن المشكلة الأكبر أمام النصر كانت عدم قدرته على تحويل الفرص التي أتيحت أمامه إلى أهداف، حيث أضاع سيلًا من الفرص المحققة.
وتكررت معاناة النصر في الإنهاء خلال مباراة الذهاب، خاصة من جون دوران، عندما أهدر العديد من الفرص، لا سيما مع تألق سيد الحسيني حارس الفريق الإيراني، قبل أن ينهي تلك اللعنة بالهدف الثاني له والثالث لفريقه.
وأدرك بيولي أن المباراة انتهت إكلينيكيًا، فبدأ في إجراء بعض التغييرات للاستفادة، حيث أشرك علي لاجامي العائد بعد غياب طويل، بدلًا من محمد سيماكان.
كما أشرك بيولي الثلاثي ويسلي وأنجيلو وعبدالمجيد الصليهم، بدلًا من أيمن يحيى وساديو ماني وعلي الحسن.
ويمكن القول إن النصر خرج من المباراة بأكبر مكسب ممكن بأقل مجهود مقابل، حيث حقق فوزًا كبيرًا، وتأهل للدور ربع النهائي، دون مجهود بدني كبير أو إصابات خطيرة.
قد يعجبك أيضاً



