
لم يكن أشدّ المتشائمين يتوقع أن يفقد أفراد منتخبنا الوطني لكرة القدم التركيز في أقل من دقيقة زمن بعد أن تدخلت تقنية حكم الفيديو المساعد «الفار» بإلغاء هدفنا بداعي التسلل، ليتمكن حينها المنتخب الصيني من استغلال حالة فقدان التركيز للمنتخب ليسجل هدف الفوز بالمباراة والحصول على نقاط المباراة في صدمة لم يتوقعها لاعبونا ولا جماهيرنا الغفيرة التي حضرت وآزرت المنتخب طوال المباراة، نتيجة مباراة الصين كشفت لنا المستور لواقع منتخبنا في التصفيات، وهذا بلا شك يضع اتحاد الكرة أمام مسؤولية وتحدٍّ كبيرين في البحث عن الأسباب الرئيسية في ظهور المنتخب بهذا المستوى الهزيل قبل فوات الأوان.
إنني هنا لست بصدد التحدث عن الأمور الفنية والتي أتركها لأصحاب الاختصاص، بل ما أود التحدث عنه هو الأعداد للتحضير الجيد للمنتخب من الناحية المعنوية والنفسية، والتي غالبا ما تكون ذات تأثير إيجابي وانعكاسها على أفراد المنتخب قبيل لقائنا القادم والحاسم أمام المنتخب الأسترالي، منتخبنا الوطني يحتاج اليوم لوقفة صريحة مع نفسه لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها في جميع اللقاءات السابقة، وهذا ما يلقي بالمسؤولية الكبيرة على أصحاب الخبرة من اللاعبين بالمنتخب ودورهم في التعامل مع الضغوطات في المباريات وتحديدًا في المواقف الحاسمة.
إن غياب الاستفادة من الخبرات السابقة لبعض اللاعبين يمكن أن يؤدي إلى تكرار الأخطاء في الأداء والتكتيك، مما يؤثر سلبا على نتائج المنتخب، وهذا ما حدث بالفعل في اللحظات التي سبقت هدف الصين، حيث فقد الفريق كمجموعة التركيز في لحظات كان الجميع لا يزال منتشيًا بفرحة تسجيل الهدف الملغي، متناسين بأن الهدف ألغي والمباراة لم تنتهِ بعد.
إننا هنا حينما ننتقد أداء منتخبنا الوطني، فإننا ننتقد من أجل التصحيح والعودة للمسار الصحيح، فالعودة للمنافسة من جديد تتطلب تكاتف الجهود وبث الحماس والقتالية في نفوس اللاعبين، وهذا ما سيجعل المنتخب يحافظ على حظوظه والتمسك بالأمل في التأهل المباشر للمونديال بإذن الله، أو على أقل تقدير التأهل عن طريق الملحق.
وختامًا للكلمة حق وللحق كلمة، ودمتم على خير.
نقلاً عن الأيام البحرينية



