بين الاحتفال والراحة.. قرار مفاجئ يوقف الدوري القطري

قررت مؤسسة دوري نجوم قطر تأجيل مباريات الأسبوع السابع من بطولة دوري نجوم بنك الدوحة للموسم 2025-2026، والتي كان من المقرر إقامتها يومي الجمعة والسبت المقبلين، لتُقام رسميًا يومي 7 و8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وجاء قرار التأجيل احتفاءً بتأهل المنتخب القطري إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إضافة إلى رغبة المؤسسة في منح لاعبي الأندية القطرية فترة راحة واستشفاء كافية، بعد المجهود الكبير الذي بذلوه خلال ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.

وأوضحت المؤسسة، في بيان رسمي، أن تأجيل الجولة السابعة استلزم أيضًا تعديل جدول مباريات الأسبوع العاشر من البطولة، ليُقام في الفترة ما بين 21 و23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بما يضمن الحفاظ على توازن الجدول وعدالة المنافسة بين جميع الفرق.

كما أعلنت مؤسسة دوري نجوم قطر تعديل مواعيد مباريات الجولة الخامسة من بطولة كأس قطر للموسم ذاته، لتُقام أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلين، بدلًا من مواعيدها السابقة، بما يتناسب مع التعديلات الجديدة في جدول الدوري.

مواجهات الجولة السابعة المؤجلة

تشهد الجولة السابعة مواجهات مثيرة كانت منتظرة من جماهير الكرة القطرية، أبرزها أم صلال أمام السد، والغرافة ضد نادي قطر، والدحيل أمام السيلية، بينما يلتقي الشحانية مع الريان، والشمال مع الوكرة، والعربي مع الأهلي.

ويأتي التأجيل في وقت حساس من عمر البطولة، التي تشهد تغيرًا واضحًا في موازين القوى وارتفاع مستوى المنافسة بين الأندية، في ظل تراجع السد حامل اللقب في آخر نسختين، ومعاناته من تذبذب النتائج خلال الجولات الماضية.

ويُعتبر القرار بمثابة فرصة ذهبية لنادي السد، الذي أعلن رسميًا عن إقالة مدربه الإسباني فيليكس سانشيز بعد سلسلة من النتائج المخيبة، ليمنحه التأجيل فترة قصيرة ولكن مهمة للبحث عن مدرب بديل قادر على قيادة “الزعيم” في ما تبقى من الموسم.

التأجيل يخدم أندية دوري الأبطال

ولا يقتصر تأثير القرار على السد وحده، بل يمتد ليشمل أندية الدحيل والغرافة أيضًا، إذ يمنحها فرصة مثالية للتحضير بشكل أفضل لمبارياتها في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، في ظل الصعوبات التي يواجهها الثلاثي القطري في مشاركته بالنسخة الحالية من البطولة القارية الأقوى.

ويُتوقع أن يسهم التأجيل في تحسين جاهزية اللاعبين ذهنيًا وبدنيًا قبل خوض المنافسات القارية، خصوصًا أن ضغط المباريات خلال الفترة الأخيرة أثر على أداء العديد من العناصر الأساسية في هذه الفرق.

صراع الصدارة يشتعل

وعلى صعيد جدول الترتيب، يواصل الشمال تصدر دوري نجوم قطر برصيد 14 نقطة، متفوقًا بفارق الأهداف على قطر صاحب المركز الثاني، فيما يحتل الغرافة المركز الثالث برصيد 13 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن الوكرة الرابع.

ويبدو أن الصراع على القمة هذا الموسم سيكون مفتوحًا على كل الاحتمالات، إذ يبرز الثلاثي الشمال وقطر والغرافة كمنافسين جادين على اللقب، بينما يسعى الوكرة والريان لمطاردتهما عن قرب، حيث يحتل الأخير المركز الخامس بـ 10 نقاط.

أما الدحيل والسد فيحتلان المركزين السادس والسابع برصيد 8 نقاط لكل منهما، وهو مركز لا يليق بتاريخ وإمكانات الفريقين، بينما يأتي أم صلال والأهلي في المركزين الثامن والتاسع بـ 6 نقاط.

وفي مؤخرة الترتيب، يحتل الشحانية المركز العاشر بـ4 نقاط، متساويًا مع العربي في النقاط ومتقدمًا عليه بفارق الأهداف، فيما يقبع السيلية في المركز الأخير برصيد 3 نقاط فقط من 6 مباريات.

قطر إلى المونديال عبر الطريق الأصعب

ويأتي هذا الزخم المحلي في أعقاب إنجاز تاريخي للكرة القطرية، بعد أن حجز المنتخب القطري مقعده في كأس العالم 2026 للمرة الثانية في تاريخه، إثر فوزه على منتخب الإمارات بنتيجة 2-1 على استاد جاسم بن حمد بالعاصمة الدوحة، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى في ملحق التصفيات الآسيوية.

وسجل هدفي الفوز بوعلام خوخي وبيدرو ميجيل، بينما أحرز سلطان عادل هدف الإمارات الوحيد. وشهدت المباراة طرد المدافع البديل طارق سلمان بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو (VAR)، ليُكمل “العنابي” اللقاء بعشرة لاعبين حتى صافرة النهاية.

وتصدرت قطر ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط من مباراتين، مقابل 3 نقاط للإمارات في المركز الثاني، ونقطة واحدة لعُمان التي ودعت المنافسة على التأهل.

وبذلك ضمنت قطر تأهلها المباشر إلى المونديال، بينما ستواجه الإمارات المنتخب العراقي في مباراتين فاصلتين على البطاقة المؤهلة للملحق العالمي.

AFP

مشاركة ثانية وطموحات أكبر

ويُعد هذا التأهل هو الأول لقطر عبر التصفيات الآسيوية، بعد أن كانت مشاركتها الأولى في مونديال 2022 بحكم استضافتها للبطولة.

ومن المنتظر أن يسعى المنتخب هذه المرة لتقديم صورة أقوى وأكثر تنافسية من مشاركته السابقة، التي خرج فيها من دور المجموعات بعد ثلاث هزائم متتالية على أرضه.

ويبدو أن حظوظ العنابي ستكون أفضل هذه المرة، في ظل التطور الفني والذهني الملحوظ منذ تعيين المدرب الإسباني خولين لوبيتيجي في مايو/أيار الماضي لقيادة الفريق خلفًا للمدرب لويس غارسيا.

ورغم البداية المتواضعة للمنتخب تحت قيادة لوبيتيجي في التصفيات الآسيوية، إلا أن الفريق تحسن تدريجيًا من مباراة لأخرى حتى نجح في تحقيق حلم التأهل، وهو ما أعاد الأمل والطموح إلى الجماهير القطرية في إمكانية ظهور قوي في المونديال المقبل.

وسيكون مونديال 2026 التجربة الأولى للوبيتيجي كمدير فني في كأس العالم، بعدما قاد منتخب إسبانيا إلى مونديال روسيا 2018 قبل أن يُقال من منصبه عشية انطلاق البطولة إثر توقيعه عقدًا لتدريب ريال مدريد.

وقبل مواجهة الإمارات، أكد لوبيتيجي أن “هدفنا هو تحقيق حلم كل شخص في قطر بالتأهل إلى كأس العالم وإسعاد جماهيرنا”، وهو ما تحقق بالفعل، لتبدأ الآن مرحلة جديدة من الطموح نحو مشاركة تليق بتطور الكرة القطرية وتاريخها الحديث.

ومع تأجيل جولات الدوري المحلي وإعادة ترتيب الروزنامة، تبدو كرة القدم القطرية في مرحلة توازن جديدة بين الاستحقاق المحلي والتمثيل القاري والدولي، في مشهد يعكس التخطيط والاحترافية المتصاعدة التي باتت سمة بارزة للرياضة القطرية في السنوات الأخيرة.