
أثرت دموع بول جاسكوين بتورينو في وطن بأكمله، ووقعت إنجلترا في حب صانع اللعب الموهوب، ولم يغب عن الأنظار حتى إن كان من المؤلم النظر إليه.
وقال جاري لينيكر، في الفيلم الوثائقي (جاسكوين) عام 2015 "جزء من عبقريته وسحره في أنه شخص غير محصن".
وكان لينيكر من حذر جاسكوين، حين كان يبلغ عمره 23 عاما، من توابع العودة للديار، بعد تألقه في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ويحتفل "جازا" بعيد ميلاده 53، وهو ينعم بقسط من الراحة من حياته المأساوية، ومن الواضح أنه لم يأخذ بنصيحة لينيكر.
ندم
وسعى السير أليكس فيرجسون لضم جاسكوين إلى مانشستر يونايتد، بعد أن تابع لاعب نيوكاسل يونايتد الشاب، وهو يتلاعب بفريقه.
لكن جاسكوين اختار الانتقال إلى توتنهام هوتسبير، بعدما عرض النادي شراء منزل لوالدته، وسيارة لوالده، وسرير شمسي لشقيقته.
واعترف جاسكوين بأنه ندم على عدم قبول عرض فيرجسون، الذي ربما كان سيحافظ على رباطة جأشه، بعد أن غرق في الحياة الليلية بلندن، وادعى يوما أنه أحضر نعامة إلى مران توتنهام.
وتدهورت مسيرة جاسكوين بسبب قرارات سيئة وإصابات قوية، بداية من تحطم ركبته في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1991.
وبعدها لم يعد نفس اللاعب، وعانى من إصابة أخرى بالركبة في ملهى ليلي، في وقت لاحق بنفس العام، ثم أصيب في كاحله مع لاتسيو، في 1994.
وربما كانت أكثر فتراته إنتاجا، مع رينجرز، حين قاده للفوز بلقبين متتاليين في الدوري الاسكتلندي.
وحتى في أفضل فتراته، أقحم نفسه في مشاكل، وتلقى تهديدات بالقتل من الجيش الجمهوري الأيرلندي، بسبب طريقة احتفاله بهدف أثارت جدلا بين المواطنين الكاثوليك في جلاسجو.
وإذا كانت هناك لقطة تلخص مسيرة جاسكوين، فهي لقطة هدفه الساحر ضد اسكتلندا، في بطولة أوروبا 1996، واحتفاله الشهير الذي أغضب وسائل الإعلام، بعد السخرية من إفراطه في تناول المشروبات الكحولية في هونج كونج، قبل البطولة.
نهاية حزينة
وانتهت مسيرته مع إنجلترا بشكل حزين، بعد استبعاده من تشكيلة كأس العالم 1998، في قرار تسبب في نوبة غضب، وتدمير غرفة المدرب جلين هودل بفندق.
وخرج إدمان جاسكوين على شرب الكحوليات عن السيطرة، وانتهى به الحال في مركز لإعادة التأهيل.
وتصاعدت مشاكله عقب اعتزال اللعب في 2004، بعدما قال إنه انتزع قلبه من جسده.
وخضع للعلاج أيضا بسبب إدمان المخدرات، وعانى من البارانويا والاكتئاب، وقال في 2015 إنه كان قريبا من الموت مرتين.
لكن صراعه مع الإدمان، لم يمنع اللاعبين الذين عاصروه من امتداح موهبته الاستثنائية.
وقال آلان شيرر، هداف إنجلترا وزميله السابق في نيوكاسل "كان أفضل لاعب لعبت بجواره.. كان عبقريا وصادقا، لكنه كان جامحا في الجنون".
وأضاف واين روني، في فيلم عام 2015 "ربما يكون أكثر لاعب إنجليزي مثير شاهدته، وبالتأكيد هو الأفضل".
قد يعجبك أيضاً



