إعلان
إعلان

بوسكيتس..وحش ناعم لا يحب تسجيل الأهداف!

KOOORA
10 مايو 202312:16
بوسكيتسAFP

وها هي آخر حبات عقد اللؤلؤ تنفرط، وتبتعد عن عنقود الإنجاز الكتالوني، تاركة إرثا كبيرا يسير عليه أبناء المستايا، والوافدون الجدد على الكامب نو، رغبة في تعقب أثر هؤلاء العمالقة الذين أدخلو برشلونة نادي الكبار، وأتخموا خزائنه بالكؤوس والألقاب.

توقف (محور الأرض) عن الدوران، وبات يعد الأيام ليغادر البيت الذي كان شاهدا على موهبته الأولى، وترعرع بين أرجائه ليتحول إلى واحد من أشهر من لعب في مركز الوسط الدفاعي، بل وأفضلهم على الإطلاق، بطوله الفارع، وذكائه المتقد، وأدائه الذي يجمع بين ليونة لاعبي الجمباز، وخشونة الملاكمين.

وضع سيرجيو بوسكيتس قائد برشلونة الحالي، حدا لمشواره الطويل مع النادي الوحيد الذي ارتدى قميصه، وبات حكم السن، وتغير الظروف يدفعه خارج أسوار معشوقه، الذي يكاد يختنق بالرواتب التي كسرت ظهره، وحرمته من أوفى أبنائه، بدءا بميسي ومرورا ببيكيه، والآن جاء الدور على بوسكيتس.

نحيل وصلب

بطول يناهز الـ 190سم ووزنه الذي لا يتجاز 76 كيلو غرام، يبدو بوسكيتس لاعبا نحيلا، يخلو جسمه تقريبا من العضلات، يكاد يوافق ما تحتاجه لعبة الكرة الطائرة للاعب خفيف الوزن، رشيق الحركة، أو كحارس للمرمى يذود عن الشباك بقفزات هنا وهناك، لكن (بوسكي) قلب كل هذه الأفكار، وحطم تابوهات هذا المركز الذي يتطلب لاعبا قوي الجسم، معتدل الطول، كي يكون قادرا على المناورة وملاحقة لاعبي الخصم، والضغط عليهم بقوة ومنعهم من التحرك بسهولة.

ويبدو أن بوسكيتس أخذ ما يحتاجه من العضلات بشكل لا يؤثر على رشاقته، فطور عناصر السرعة والقوة معا، بمزيد يعبر عن القدرة، فكان كالصقر الذي يراقب فريسته وينقض عليها في الوقت المناسب، وبالفعل صنف كأفضل لاعبي العالم افتكاكا للكرة، وبتمريراته الدقيقة التي وصلت إلى حد الكمال، حتى أن البعض وصفه باللاعب الذي لا يخطئ، نظرا لدقة تمريراته وقدرته الفائقة على قطع الكرات من لاعبي الخصم.

|||2|||

وحش البطاقات الملونة

ورغم مظهره (النحيل) إلا أن أداء بوسكيتس امتاز بالخشونة، ويعد واحدا من أكثر لاعبي مركزه حصولا على الطبقات الملونة، حيث جمع خلال مسيرته 176 بطاقة صفراء، وبطاقتين تحولتا إلى اللون الأحمر، وطرد مباشر وحيد.

ومعظم بطاقات بوسكيستس كان سببها تعطيل الهجمات المرتدة تجاه مرمى فريقه، أو منع المناهجمين من التسديد، وهو تكتيك كان يلجأ له في حال عدم توفر البدائل في أيقاف سرعة الخصم، أو عدم وجود عدد كاف من المدافعين لإيقاف الهجمة.

لا يحب تسجيل الأهداف

من المفارقات العجيبة، أن بوسكيتس لم يسجل طيلة مسيرته في ملاعب كرة القدم سوى 18 هدفا خلال 719 مباراة خاضها في جميع البطولات، سواء مع برشلونة أو المنتخب الإسباني، كما قدم 45 تمريرة حاسمة فقط، ليكون مجموع ما ساهم به من الأهداف 63 هدفا فقط، وهو رقم أيضا لا يتناسب مع مركزه الذي يعد الأكثر مثالية سواء للتسديد أو التمرير في مناطق الخطر.

والغريب أيضا، أنه على الرغم من طوله الفارع، إلا أنه لم يسجل سوى 4 أهداف بالرأس، كما أنه سجل 7 أهداف بالقدم اليمنى ومثلها بالقدم اليسرى، وحقق فريقه الفوز في 13 مباراة سجل فيها، وتعادل في 3 وخسر في مباراتين.


ولو قارنا بوسكيتس مع لاعب مثل كاسيميرو الذي تنافس معه في الدوري الإسباني بقميص ريال مدريد قبل رحيله إلى مانشستر يوينايتد، نجد أن النجم البرازيلي سجل 48 هدفا في 513 مباراة (أقل بحوالي 200 مباراة من بوسكيتس) كما أنه قدم 48 تمريرة مساعدة أخرى.

قد يكون الدور التكتيكي الذي لعبه بوسكيتس السبب المباشر في قلة أهدافه، فدوما يميل إلى اللعب خارج منطقة الجزاء، ليكون أول خطوط الدفاع في حال قطعت الكرة، كما أنه يفضل التمرير العرضي بشكل كبير بهدف تفريغ المساحات للاعبين القادمين من الخلف وخاصة من الأطراف، لتحويل الكرات بشكل سريع داخل منطقة العمليات للمهاجمين، لكنه في الوقت ذاته كان يرفض هدايا الخصم عند فتح المجال له للتسديد ومن أماكن مثالية، ويفضل حينها التمرير العرضي أو الكرات الساقطة خلف المدافعين لرفع حرارة الهجمة، وتحضيرا للهدف القادم.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان