
تحولت كرة القدم الحديثة إلى تجارة مربحة، بفضل عقود الرعاية والحوافز المالية وبيع لتذاكر والإعلانات داخل الملاعب، إضافة إلى حقوق البث التلفزيوني التي تقدر قيمتها بمئات الملايين.
وبما أنها تجارة، فإن مقدار الإنفاق فيها مرتفع أيضا، حيث تدفع الأندية مبالغ طائلة على شكل صفقات انتقالات ورواتب ضخمة، سواء للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، إلى جانب كلف التشغيل التي لا تقل أهمية.
في العام الماضي، حقق برشلونة دخلا قيمته 990 مليون يورو، وهو رقم ضخم يتم احتساب الأرباح الصافية منه بعد خصم الضرائب وحجم الإنفاق.
لكن إدارة برشلونة تنوي دخول تاريخ الكرة من الناحية الاقتصادية، حيث تشير تقارير صحفية، إلى أنها تتوقع دخلا عن الموسم الحالي الذي انطلق قبل أقل من شهرين، مقداره 1.047 مليار يورو (1.16 مليار دولار أمريكي)، أي بزيادة قدرها 6% عن العام السابق.
هذا الرقم في غاية الأهمية، لأن برشلونة سيصبح بموجبه، أول ناد كروي يصل بدخله إلى حاجز المليار، وهو رقم لا تصل إليه فرق رياضات أخرى تحقق أرباحا مهوّلة مثل فرق دوري كرة السلة الأمريكي (NBA)، ودوري كرة القدم الأمريكية (NFL).
الوصول إلى هذا الرقم كان هدفا لرئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، وكان يسعى لتحقيقه قبل نهاية فترته الرئاسية الحالية الممتدة حتى العام 2021، علما بان رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز يتمنى هو الآخر الوصول إلى هذا الحاجز.
سيقدم برشلونة توقعاته هذه في اجتماع "المشجعين المساهمين" يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من خلال عرض دراسة مستفيضة، تبين مصادر هذا الدخل وكيفية رفعها.
لكن الدراسة ستوضح أيضا، أن حجم الأرباح الصافية سيبلغ 11 مليون يورو فقط، بعد خصم حجم الإنفاق المتوقع أن يبلغ 1.007 مليار يورو، ومن ثم حسم الضرائب.
كيف يمكن لبرشلونة أن يخفض قيم الإنفاق العام لزيادة أرباحه الصافية؟
وفقا للمدير الإداري للنادي أوسكار جروا، فإن الهدف الأساسي يتمثل في خفض المجموع العام لرواتب الرياضيين، ففي الموسم الحالي 2019-2020، من المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق على الرواتب والمستحقات 507 ملايين يورو، أي أقل بـ3% من مجموع رواتب الموسم الماضي الذي بلغت قيمته 525 مليون يورو.
هناك تحد آخر ينتظر برشلونة من أجل تخفيض قيمة الإنفاق، وهو البحث عن راع لملعب "كامب نو"، من أجل تمويل عملية ترميم محيط الستاد، والتي تبلغ ميزانيتها 73 مليون يورو، وكان جراو قد وعد بإيجاد راع للستاد في الثلث الأول من العام الحالي، دون أن ينفذ وعده، ما قد يهدد المضي قدما في المشروع المسمى بـ"إسباي بارسا".
الجدير ذكره أن النادي الكتالوني حقق الموسم الماضي أرباحا صافيا بعد حسم الضرائب قيمتها 5 ملايين يورو، بعدما وصلت قيمة الإنفاق العامة إلى 973 مليون يورو.
قد يعجبك أيضاً



