
من لا يعرف باسم مراد، فهو لا يعرف بالمطلق أبجديات كرة القدم الأردنية وتاريخها، فهو الثعلب الذي كان يراوغ نملة، مهارات فردية عالية وموهبة فذة لاقت الإعجاب وكتبت اسمها بحروف لا تمحى في ذاكرة التاريخ.
ويسجل لباسم مراد الذي سيكون حديث بورتريه موقع كووورة لهذا اليوم، بأنه استطاع أن يحجز مقعده في صفوف منتخب الأردن الأول وهو في عمر الورود وتحديدا حينما بلغ عمره 17 ربيعاً، حيث كان الأصغر عمراً بين أقرانه ولكنه كان الأكثر إبداعاً وخطورة وموهبة تشع بالكثير من فنون المستديرة المجنونة، ليخطف عيون الألمان.
وعاصر(الثعلب) الجيل الذهبي لكرة القدم الأردنية كحسونة يدج وابراهيم مصطفى وابرهيم سعدية ويوسف العموري وجمال أبو عابد ومحمد اليماني وتوفيق الصاحب وغيرهم، ورغم أنه تواجد في يضج بالعملاقة إلا أن هذا (الباسم) حقق (المراد) وأثبت علو كعبه بشهادة عشاق الكرة الأردنية وخبرائها.
ويدين باسم مراد بالفضل كثيراً إلى المدربين مظهر السعيد إلى جانب طلال منصور حيث فرشا له الطريق للإنطلاق نحو عالم النجومية من خلال النصائح التي كانا يوجهانها له بصورة مستمرة، ليكون أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الأردنية على الإطلاق.
والتحق باسم مراد بصفوف منتخب الأردن في العالم 1974 وبعهد المدير الفني الألماني جوزيف شوكتر ، فيما اعتزل كرة القدم في العام 1991 بعد مشوار حافل بدأه مع الأهلي ومن ثم الفيصلي.
وشارك باسم مراد فريقي الأهلي والفيصلي بإحراز العديد من الألقاب المحلية وبخاصة أنهما فريقان يعدان من أكثر الفرق الأردنية عراقة .
وبدأ باسم مراد مسيرته الكروية في الحواري والمدارس لينبىء بمستقبل مشرق فقام الكابتن مظهر السعيد بتسجيله في النادي الأهلي وذلك في العام 1970، ولم يستهلك باسم وقتاً طويلاً للصعود للفريق الأول فموهبته اختصرت عليه الكثير.
ولعب باسم مراد لفترة قصيرة مع فريق عمان قبل أن يستقر بالفيصلي ومعه مضى نحو عالم النجومية والشهرة حيث كسب محبة الناس والجماهير ولم يكسب أي شيء آخر وخاصة أن كرة القدم في ذلك الوقت لم تكن تُطعم خبزاً.
ويعتبر باسم مراد من أوائل اللاعبين الأردنيين الذين تلقوا عروضاً احترافية للعب في الخارج وتحديداً من نادي ريجن الألماني مثلما حصل على عروض من الجزيرة الإماراتي والزمالك المصري ، لكن التعليمات في ذلك الوقت حالت دون احترافه.
ولأن حب الفيصلي كان يسكن فؤاده في ذلك الوقت حيث كان الفيصلي صاحب الإنجازات التي لا تتوقف ويتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة فإن باسم لم يتردد في ارتداء قميص النسر الأزرق عام 1980، ليحقق معه اضافة هجومية مهمة ويصبح تعويذة النصر وحبيب الجماهير الزرقاء ويحصد في أكثر من مرة جائزة أفضل لاعب بالموسم.
ويبقى هدف باسم مراد الذي أحرزه في مرمى حارس منتخب العراق رعد حمودي في العام 1983 على ملعب الشعب الهدف يلازم ذاكرة نجمنا (الثعلب) بكرة وعشية.
باسم مراد، نجم من نجوم الكرة الأردنية الذين نثروا أبداعهم الكروي المشهود في كل الملاعب التي داسته قدماه، ولهذا فإنه من النجوم الخالدة الذين ستبقى جماهير الكرة الأردنية تذكرهم كلما عنّت على البال تلك الذكريات الحلوة.



