إعلان
إعلان

بنزيما في دور البطولة

د.محمد مطاوع
19 يونيو 202002:29
mohammad mutawe

هناك صنفان من نجوم كرة القدم، الأول يسجل الأهداف، وهو الأكثر شهرة وعشقا من قبل الجماهير، وآخر يصنعها، ويتحرك في الملعب دون كلل أو ملل، يشق صفوف الخصم، ويصنع الفجوات التي تساعد في اختراقها، ويمهد الطريق لزملائه للتسجيل، ويعيش تقريبا في الظل، وتبقى أعماله بعيدة عن الأعين.

وإذا أردنا تصنيف لاعب بحجم كريم بنزيما، فاين سيكون مكانه؟

لن نستطيع الإجابة مباشرة، حيث تختلف ما بين فترتين، الأولى وجود كريستيانو رونالدو حيث مثل بنزيما دور الشريك المخلص له في الملعب، والثانية بعد رحيله إلى إيطاليا، وما تلاها من تألق كبير للنجم الفرنسي.

في عهد رونالدو، الذي استمر قرابة 10 سنوات مع النادي الملكي، كان بنزيما دوما يقوم بدور البطل المساند، حيث يتركز دوره بشكل أكبر على تحضير اللعب، وصناعة الفرص، ويتولى رونالدو إنجاز المهمة بالظهور في المشهد الختامي بتسجيل الأهداف، وهناك كان بنزيما الأكثر تعرضا للظلم، حيث ترتفع أصوات منتقديه مع كل فرصة يضيعها أمام المرمى، لكنه لا يحظى بالإشادة التي تتناسب مع طريقة تحركه، وتمريرته سواء الحاسمة أو التي تسبقها.

مع خروج رونالدو من ريال مدريد، تغير دور بنزيما بشكل كبير، وأصبح يقوم بكلا الدورين معا: صناعة الأهداف وتسجيلها، حتى أن مهارة التسديد لديه تغيرت، وقدرته على اقتناص الفرص باتت أكثر نضجا، وتحول إلى الرجل الأول، الذي وضع فيه زين الدين زيدان مدرب الفريق كل ثقته، وأثمرت سنوات الدفاع عنه، عن إعادة اكتشاف نجوميته، وهو ما جعل زيدان يضع يده على (صلعته) بالأمس بعد أن سجل بنزيما هدفا أسطوريا، ونعرف جميعا أن زيدان لا يقوم بهذه الحركة إلا عندما يكون هناك هدف قد يخلد في الذاكرة.

بنزيما لعب حتى الآن 503 مباريات مع الريال، منذ قدومه من أولمبيك ليون عام 2009، سجل خلالها 243 هدفا، وصنع 133 هدفا، ودخل قائمة الأرقام القياسية في النادي الملكي، بعد أن تربع على قائمة صانعي الأهداف التي كان يتصدرها كريستيانو رونالدو، بعد أن تجاوزه بهدفين، وأصبح مجموع مساهمته في الأهداف 376 هدفا.

ما يفعله بنزيما في الموسم الحالي، يجعلنا نعود للوراء، لنقيّم مسيرته مع الملكي، ونعقد المقارنات ما بين فترته مع رونالدو، وما بعدها، فمثلا، في الموسم الأخير الذي لعبه بنزيما إلى جانب رونالدو، سجل 12 هدفا، وصنع 11 في 47 مباراة خاضها بجميع البطولات، وفي موسم 2018-2019 الذي غادر فيه رونالدو إلى يوفنتوس، سجل بنزيما 30 هدفا، وصنع 11 في 53 مباراة، وفي الموسم الحالي، سجل بنزيما 21 هدفا وصنع 9 في 38 مباراة حتى الآن، أي أنه سجل 51 هدفا وصنع 20 منذ مغادرة رونالدو، أين أنه في أقل من سنتين، ومنذ مغادرة رونالدو، سجل بنزيما وصنع ما يقارب خمس ما قام به مع الملكي في أكثر من 10 سنوات.

هذه الأرقام، تدل بما لا يدعو للشك، بأن بنزيما نجم مظلوم، وتأثر كثيرا بدوره المميز الذي لعبه إلى جانب كريستيانو رونالدو، وبات الآن أكثر حرية في التحرك والتسجيل، وتحول من دور (السنّيد) المعروف في السينما، إلى القيام بأدوار البطولة، التي استحقها بالفعل منذ فترة طويلة، لكن الظروف التي وضع فيها وسطوح نجم رونالدو، وضعه في خانة واحدة، لم يكن له أن يتحرر منها.

ما زال أمام بنزيما ما يقدمه، وقد يكون لتألقه اللافت مع ريال مدريد، فرصة لإنهاء مشكلته مع المنتخب الفرنسي، التي تبتعد عن خطوط الملعب، بعد اتهامه بالابتزاز في قضية زميله السابق في منتخب الديوك فالبوينا، وقد نراه في المونديال القادم، أحد فرسان فرنسا في الدفاع عن لقبها الكبير.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان