إعلان
إعلان

بند ماستانتونو "المضاد".. طريقة أرجنتينية لوقف نزيف المواهب

أيمن أبو حجلة
30 أكتوبر 202508:59
Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images

أصبح اللاعب الأرجنتيني الشاب فرانكو ماستانتونو في صيف العام الماضي، أغلى صفقة انتقال في تاريخ الدوري الأرجنتيني، بعدما قام نادي ريال مدريد بتفعيل شرطه الجزائي البالغ 45 مليون يورو.

وتفوقت قيمة صفقة ماستانتونو، على الرقم الذي دفعه بنفيكا للتعاقد مع إنزو فيرنانديز (32 مليون يورو)، وعلى المبلغ الذي أنفقه برشلونة لضم خافيير سافيولا (28 مليون يورو).

ورغم القيمة التاريخية للصفقة، فإن مغادرته تركت مرارة واضحة داخل أروقة نادي ريفر بليت، الذي أدرك أنه يستغني فعليا عن لاعبيه بمالغ زهيدة. 

وقال المدير التنفيذي للنادي، ستيفانو دي كارلو، في تصريحات لإذاعة "لا ريد": "كنا نقول دائمًا إننا لن نبيعه، وهذا ما فعلناه بالفعل. لم نبيعه، بل جاء ريال مدريد وفعّل الشرط الجزائي. كان من الرائع أن نحافظ عليه، لكن لم يكن ذلك ممكنًا. هذه هي كرة القدم".

وأضاف دي كارلو موضحا أن الصفقة، رغم ضخامتها، لم تكن كافية لمجاراة السوق الأوروبي، وتابع: "حين وقعنا ذلك العقد قبل عامين، كان إنجازا كبيرا، وهي من بين أعلى ثلاث صفقات في تاريخ أميركا اللاتينية، لكن بعد بيع ماستانتونو مقابل 45 مليونا فقط، أدركنا أننا كنا دون المستوى المطلوب".

مشكلة الميركاتو الأوروبي

وأكد المرشح الرئاسي القادم للنادي، أن توقيت السوق الأوروبي يمثل مشكلة كبرى للأندية اللاتينية.

وأردف: "الأوروبيون يتخذون قراراتهم في فترات غير مناسبة لنا. هم يبدأون موسمهم ويسعون لتدعيم فرقهم، بينما نحن نكون في منتصف بطولاتنا، فيؤدي ذلك إلى تفكيك فرقنا".

خطة لمواجهة نزيف المواهب

رغم الألم الناتج عن رحيل ماستانتونو، فإن إدارة ريفر بليت برئاسة دي كارلو قررت تغيير نهجها بالكامل في التعامل مع المواهب الشابة.

وضع النادي خطة جديدة لمنع تكرار حالات الرحيل السريع للاعبين الواعدين. وكانت البداية مع خوان باوتيستا دادين، هداف فريق الرديف، الذي جدد عقده حتى العام 2028، مع إدراج أعلى شرط جزائي في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية، بقيمة 100 مليون دولار.

وبات هذا الرقم قاعدة ثابتة في كل العقود التي يوقعها ريفر بليت منذ رحيل ماستانتونو. 

ويشرح دي كارلو الفكرة قائلاً: "الهدف هو إنهاء فكرة أن أي ناد يمكنه إنهاء العقد من طرف واحد بمجرد دفع المبلغ. عندما يكون الشرط الجزائي 100 مليون يورو، فإنهم سيضطرون للجلوس معنا والتفاوض. لن يتمكن أحد من أخذ لاعبينا بسهولة بعد الآن".

وبالفعل، انضم إلى قائمة اللاعبين الذين تمت مراجعة عقودهم وإضافة شرط الـ100 مليون دولار عدد كبير من المواهب، منهم الإسباني أليكس ووسكي (قادما من ريال مايوركا)، وإيان سوبيابري، ولاوتارو ريفيرو، وفاكوندو كوليديو، وكريستيان خايمي، وتياجو أكوستا، وماتيوس جالارزا فوندا، وخوان كارلوس بورتيو، وفاكوندو جونزاليس، وأجوستين أوبريجون. 

أما القادم الجديد إلى القائمة فسيكون سانتياغجو لينسينا، بعد أن تم الاتفاق على تمديد عقده وفق نفس الصيغة.

وقد أطلق الإعلام المحلي على هذه السياسة اسم "البند المضاد لماستانتونو"، وأصبحت موضة جديدة في الدوري الأرجنتيني.

Real Madrid C.F. v Juventus - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD3Getty Images

بداية مشوار ماستانتونو مع ريال مدريد

وبعد انتقاله إلى ريال مدريد، عاش ماستانتونو فترة مميزة في الأسابيع الأولى من الموسم، حيث لفت الأنظار بشدة تحت قيادة الإسباني تشابي ألونسو. لكن منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تغيرت الأوضاع تدريجيا، إذ بدأ اللاعب الشاب مرحلة جديدة من التعلم والنضوج داخل الفريق الملكي.

تراجعت دقائقه في المباريات الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث لم يشارك سوى 37 دقيقة فقط في آخر ثلاث مباريات أمام أتلتيكو مدريد ويوفنتوس وبرشلونة، بعدما كان قد شارك في أكثر من 70% من لقاءات الفريق قبل ذلك. 

ويبدو أن قرار الجهاز الفني واضح: حماية تطوره، وتقنين مشاركته في المواعيد الكبرى، مع منح الأفضلية لأصحاب الخبرة في اللحظات الحاسمة.

ويُدرك ماستانتونو، الذي يبلغ من العمر 18 عامًا فقط، أن عليه التحلي بالصبر، وأن دوره الحالي ثانوي في المواجهات الكبرى، مع التركيز على التطور الشخصي والتأقلم مع إيقاع كرة القدم الأوروبية.

وأكد ألونسو أن تراجع دور اللاعب لا يعني عقوبة أو تهميشا، بل يدخل ضمن رؤية طويلة المدى لتطوره، قائلا: "فرانكو يمتلك قدرات رائعة. لقد وصل لتوه إلى بلد جديد وناد ضخم، وتأقلمه كان ممتازا. أحب شخصيته وجودته، والأهم من ذلك تنافسيته العالية".

وأضاف مدرب ريال مدريد، أن ماستانتونو ما زال بحاجة إلى وقت لاستيعاب المفاهيم التكتيكية الأوروبية وصقل أدائه داخل المنظومة، لكنه شدد على ثقته المطلقة في إمكانياته:

ويستعد ريال مدريد حاليا لمباريات مصيرية أمام فالنسيا وليفربول، ومن المتوقع أن يبدأ ماستانتونو من على مقاعد البدلاء مجددا.

ورغم محدودية مشاركاته مؤخرًا، قد تلوح في الأفق فرصة جديدة لماستانتونو بعد إصابة الظهير الأيمن داني كارفاخال وخضوعه لجراحة في الركبة ستُبعده حتى يناير/كانون الثاني المقبل. 

وإذا واصل فيديريكو فالفيردي أداء دور الظهير المؤقت، فقد يجد ألونسو في اللاعب الأرجنتيني خيارا إضافيا لتغطية المركز المتقدم في خط الوسط.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان