
شهدت كرة القدم المصرية، العديد من النماذج للاعبين موهوبين خاضوا تجارب اللعب في أوروبا وحفروا تاريخهم في ذاكرة الأندية التي لعبوا لها في القارة العجوز.
ويظل محمد صلاح نجم ليفربول، حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والمستوى، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها بعيدًا عن صلاح.
ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدًا عن صلاح) أبرز تجارب النجوم المصريين في أوروبا.. وطرحنا في الحلقات السابقة مسيرة أحمد حسام ميدو وهاني رمزي وأحمد حسن ومحمد زيدان وعبد الظاهر السقا وأحمد صلاح حسني.
وفي هذه الحلقة.. نسلط الضوء على مسيرة هاني سعيد نجم فيورنتينا الإيطالي السابق:
مونديال الناشئين نقطة الانطلاق
لمع هاني سعيد مدافع منتخب الناشئين تحت 17 عامًا في بطولة كأس العالم التي أقيمت في مصر عام 1997 مع جيل مميز بقيادة الراحل الدكتور محمد علي.
واستغل هاني سعيد عدم توقيع عقود احترافية معه من جانب النادي الأهلي، وقرر الرحيل إلى إيطاليا بعد تلقيه عرض من باري.
وخضع سعيد لفترة معايشة واجتاز الكشف الطبي ووقع عقود الانضمام إلى باري، بعدما نال إعجاب المدرب يوجيني فساتشي.
لكن طريق هاني لم يكن مفروشًا بالورود، وجلس لمدة موسم على مقاعد البدلاء، وشارك في آخر لقاء ضد سامبدوريا 23 مايو/آيار 1999، ولعب سعيد في ذلك اللقاء بجوار زامبروتا الذي انتقل بعدها ليوفنتوس.
واستمرت معاناة هاني سعيد في المشاركة مع باري، خاصة أن مدربه اعتمد عليه كلاعب وسط ولم يستطع المنافسة بقوة، ليرحل معارًا إلى بيلينزونا السويسري في يناير/كانون ثان 2000 لاكتساب الخبرات، ثم عاد إلى باري وبدأ نيل ثقة مدربه فساتشي، وشارك في 20 مباراة وقدم أفضل مواسمه بالدوري الإيطالي.

وخاض هاني سعيد مباراة رائعة ضد فيرونا يوم 11 فبراير/شباط 2001، وسجل أول أهدافه مع الفريق الذي خسر تلك المباراة بنتيجة 2-3.
وواجه سعيد، اللاعب ماورو كاميرونزي الذي كان وقتها في صفوف فيرونا، وهذا الهدف الأول للاعب مصري في الدوري الإيطالي، ثم لعب سعيد مباراة أخرى رائعة أمام يوفنتوس، لكن هذه المواجهة تحمل ذكرى خاصة للفرعون المصري.
هاني سعيد تم تكليفه برقابة زين الدين زيدان لاعب يوفنتوس وقتها، وهو ما أثار غضب الأخير واعتدى بالضرب عليه بعيدًا عن الحكم بحسب ما قاله سعيد في حوار لبرنامج (الكالتشيو مع المحمودي) بقناة أون سبورت.
وارتبط سعيد بصداقة مع عدة لاعبين في باري، لكن أشهرهم أنطونيو كاسانو خاصة أنهما تم تصعيدهما من فريق الشباب بنفس الوقت تقريبًا.
تجربة فيورنتينا.. وحكاية المافيا
هبط باري وودع الدوري الإيطالي، لكن هاني سعيد ظل لاعبًا أساسيًا في تشكيلة فريقه، إلا أنه تلقى عقوبة الإيقاف بعد هروبه من قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، مما أدى لابتعاده عن الفريق لمدة 6 أشهر.
وعاد هاني سعيد للمشاركة مع باري وظهر بصورة طيبة وتألق اللاعب المصري في كأس إيطاليا قبل الخروج على يد لاتسيو بعد التأهل لربع النهائي.
ورحل هاني سعيد إلى نادي ميسينا ثم كانت تجربة فيورنتينا في موسم 2003-2004، وخاض 6 مباريات مع الفيولا بدوري الدرجة الأولى.
وقال هاني سعيد في حوار سابق لكووورة، إن أسوأ ذكرى حدثت له في إيطاليا حين تمت سرقة منزله بواسطة عصابة تابعة للمافيا الإيطالية، وتمت مساومته على مقتنياته.
بلجكيا.. والعودة إلى مصر
في صيف 2004، رحل هاني سعيد إلى الدوري البلجيكي لخوض تجربة جديدة مع فريق مونز.
وشارك سعيد في 10 مباريات، لكنه تحول في أغلب فترات الموسم إلى لاعب بديل، مما دفعه للعودة إلى مصر بعد 6 سنوات في أوروبا، وانضم للمصري البورسعيدي ثم رحل للإسماعيلي.
ولمع هاني سعيد مع الدراويش وقاد منتخب مصر مع زملائه للتتويج بلقب أمم أفريقيا 2008، وانضم للزمالك ثم رحل للمقاصة وخاض تجربة قصيرة مع سموحة وعاد للمقاصة.
واعتزل هاني سعيد كرة القدم ويعمل حاليًا مديرًا رياضيًا لنادي بيراميدز.
قد يعجبك أيضاً



