Getty Images"تشابي ألونسو سيكون مدربًا رائعًا".. بهذه الكلمات تنبأ البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لريال مدريد والحالي لبنفيكا، للاعبه السابق في صفوف الميرينجي، بأن يكون صاحب مسيرة تدريبية مميزة.
كان ذلك في عام 2010، عندما كان ألونسو لا زال لاعبًا، ولم يسلك مساره بعد نحو عالم التدريب.
علاقة احترافية
في موسم 2010-2011، تولى جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد، وكان معه تشابي ألونسو كأحد الأعمدة في خط الوسط، ما شكل بداية علاقة احترافية، جمعت بين مدير فني تكتيكي صارم، ولاعب ذكي بحث دائمًا عن التطور.
وقد وثق زميله بيبي أن ألونسو كان "يسأل مورينيو كل الوقت، لماذا نُفذ ذلك؟ لماذا نتحرك بهذا الشكل؟" في إشارة واضحة إلى الفضول التكتيكي لدى اللاعب، وسعيه للفهم العميق لكرة القدم.
مورينيو من جهته أدار ألونسو ضمن منظومة "4-2-3-1" التي اعتمدها في ريال مدريد، وجعل اللاعب الإسباني أحد اثنين في محور الوسط، غالبًا إلى جانب سامي خضيرة، ما سمح له بتعزيز دوره، ليس فقط كمنسق للتمريرات، بل كعقل تكتيكي داخل الفريق.
وبفضل هذا الانضباط والتفاهم، ساهم الثنائي في قيادة ريال مدريد للقب الدوري الإسباني، في موسم 2011-2012، حين حصد الفريق 100 نقطة وسجل 121 هدفًا، في رقم قياسي آنذاك.
ذكريات جوارديولا
مورينيو تحدث سابقًا عن تشابي ألونسو، قائلاً إنه يُذكره ببيب جوارديولا: "جوارديولا حينما كان لاعبًا بميول تدريبية في برشلونة".
ففي صيف 1996، انضم جوزيه مورينيو إلى برشلونة كمساعد لمدرب الفريق آنذاك، السير بوبي روبسون، وهي خطوة شكلت إحدى اللبنات الأولى في مسيرته التدريبية، حيث عمل على تحليل المنافسين وإعداد حصص المران، إلى جانب الترجمة ونقل التعليمات داخل الكواليس.
في تلك الفترة كان بيب جوارديولا قائدًا للفريق داخل الملعب، ما يعني أن مورينيو عاش مرحلة تداخلت فيها أدواره التكتيكية مع الحلقات القيادية، التي كان جوارديولا يُمثّلها كلاعب محوري.
وقد ذكر مورينيو لاحقًا، أن العمل تحت قيادة روبسون ثم لويس فان جال في برشلونة "منحه التعليم الكامل" الذي يحتاجه أي مدرب.
بيئة مشابهة
في مؤتمر خاص بلعبة "Top Eleven" عام 2019، قال مورينيو عن تشابي ألونسو: "والده كان مدربًا، لذا نشأ في بيئة مشابهة لبيئتي. ثم أصبح لاعبًا، وبالطبع كان لاعبًا أفضل مني بكثير".
وأضاف: "لقد كان لاعبًا مميزًا، وموقعه في الملعب منحه فهمًا كبيرًا لكرة القدم.. لعب في إسبانيا، إنجلترا وألمانيا.. كما عمل تحت قيادة جوارديولا في بايرن، وتحت قيادتي في ريال مدريد، وأنشيلوتي في ريال مدريد، ورافا بينيتيز في ليفربول".
وتابع المدرب البرتغالي: "إذا جمعت كل هذه الخبرات معًا، ستجد أن تشابي يمتلك كل المقومات التي تؤهله ليصبح مدربًا رائعًا".
وختم مورينيو حديثه، مؤكدًا ثقته الكاملة في مستقبل تلميذه السابق على مقاعد التدريب.
بداية استثنائية
وبالفعل، نجح تشابي ألونسو في خطف أنظار القارة العجوز، بعد التحول التاريخي الذي قاده داخل جدران باير ليفركوزن، ليؤكد أن مسيرته كلاعب كبير لم تكن سوى تمهيد لمسار مدرب استثنائي.
فعندما وصل ألونسو إلى ليفركوزن في أكتوبر 2022، كان الفريق يقبع في مؤخرة جدول البوندسليجا، ويصارع للهروب من الهبوط.
لكن بأسلوب لعب حديث يعتمد على المرونة التكتيكية، والسيطرة على خط الوسط، والبناء المنظم للهجمة من الخلف، نجح المدرب الإسباني في إعادة ليفركوزن إلى الواجهة، منهياً موسمه الأول في المركز السادس بالدوري الألماني، كما قاد الفريق إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي.
وفي موسم 2023-2024، كتب ألونسو أروع فصول نجاحه، بقيادة ليفركوزن للتتويج بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه، مع تقديم كرة هجومية جذابة، وقدرة واضحة على تطوير اللاعبين، ورفع جودة المجموعة بأكملها.
تميز ألونسو بفلسفة تربط بين الانضباط الجماعي والسرعة في التحول، مع الاعتماد على أدوار هجومية فعالة للأظهرة والأجنحة، والإيمان بالضغط العالي والاستحواذ الذكي.
هذا النجاح اللافت جعل اسمه على رأس قائمة اهتمامات كبار أوروبا، ليعود في النهاية إلى ريال مدريد، لكن هذه المرة على مقعد المدير الفني، في فصل جديد من تاريخه مع النادي الملكي.
اختبارات صعبة
ورغم أن ريال مدريد بدأ الموسم بشكل جيد في الليجا، حتى الآن، وحقق انتصارين متتاليين في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، إلا أن تشابي ألونسو يواجه انتقادات بسبب نتائجه أمام الفرق الكبرى.
فالبداية كانت بخسارة قاسية برباعية نظيفة، أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية. أما في الليجا، فقد تلقى هزيمة ثقيلة أيضا أمام الجار أتلتيكو مدريد بنتيجة (2-5)، ما أثار جدلاً واسعًا حول قدرته على إدارة المواجهات الكبرى.
وينتظر تشابي ألونسو اختبارًا صعبًا في مباراة الكلاسيكو المرتقبة ضد برشلونة، الأسبوع المقبل، سعيًا للرد على الانتقادات واستعادة الثقة.
كما ينتظره تحدٍ أوروبي كبير، في مواجهة فرق بحجم يوفنتوس وليفربول ومانشستر سيتي، ضمن منافسات دوري الأبطال.



