
كشفت بطولة الدوري الأفريقي بما لا يدع مجالا للشك، معاناة الأهلي المصري بخط الهجوم وغياب الفعالية داخل المنطقة، خاصة قلب المهاجم القادر على هز الشباك وترجمة الفرص لأهداف، في ظل تواضع مستوى وافده الجديد الفرنسي المخضرم أنتوني موديست.
سجل الأهلي، 3 أهداف فقط في مبارياته الأربع بالبطولة التي ودعها من نصف النهائي على يد صن داونز الجنوب إفريقي، كما أنه لم يحقق أي فوز فيها واكتفى بالتعادل 3 مرات، بينها مرتان مع سيمبا التنزاني في ربع النهائي عندما سجل أهدافه الثلاثة (2-2 ذهابًا بدار السلام، و1-1 إيابًا في القاهرة.
"محاسبة اللجنة الفنية"
ظن الأهلي أنه وجد ضالته في المهاجم الفرنسي المخضرم أنتوني موديست، 35 عامًا، عقب التعاقد معه هذا الصيف في صفقة انتقال حر، لكنه خيب الآمال بظهوره المتواضع فارتفعت اصوات الجماهير وحتى لجنة التخطيط بالأهلي باتت تضغط من أجل رحيله، والاكتفاء بالفترة التي قضاها مع الفريق.
وتطرّق مدير الكرة السابق في الأهلي سيد عبد الحفيظ، إلى حالة الانكسار التي يمرّ فيها نادي العاصمة، خاصة "إهدار الوقت" في محاولة تجهيز لاعبه الجديد موديست، الذي دخل بديلاً في مباراتي ماميلودي.
وقال "الأهلي يهدر الوقت مع موديست. مرّت 10 مباريات منذ انضمامه سواءً قاريًا، أو محليًا، وأعتقد أنه يتعين على الأهلي البحث عن مهاجم جديد.. حتى تحليل أداء موديست يعتبر تضييعًا للوقت".
وأضاف "ربما كان موديست لاعبًا جيدًا، لكنه ليس لاعبًا مناسبًا في الوقت الحاضر أو في المستقبل".
وفتحت تصريحات عبد الحفيظ بشأن موديست ردود فعل غاضبة بين جماهير الاهلي ولاعبيه السابقين، في ظل بحث النادي ولجنة التعاقدات طيلة 10 مواسم عن التعاقد مع مهاجم يعوض اعتزال مهاجميه المتألقين السابقين أمثال عماد متعب، أو الدولي الأنجولي أمادو فلافيو.
تعاقد الأهلي، طيلة 10 أعوام مع 12 مهاجمًا أجنبيًا ومصريًا، كلفوا خزينة النادي ما يزيد على 14 مليون دولار، بخلاف رواتبهم السنوية، ولم يجد ضالته في أي واحد منهم للبقاء مع الفريق لمواسم عدة.
بعضهم رحل مجانًا، وآخرون رحلوا بمقابل أقل من قيمة التعاقد معهم، وآخر هرب ولم يعد وبعضهم رحل لعدم القناعة بهم فنيًا مثل الكونغولي الديمقراطي والتر بواليا، والغاني جون أنطوي، وحسام حسن، وشادي حسين، أو لخلاف مع مدرب كما في حالة السنغالي أليو بادجي مع مدربه السابق الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.
وسخر لاعب الأهلي الدولي السابق مجدي عبد الغني من موديست، قائلاً: "الأهلي تعاقد مع لاعب (دومينو) وليس لاعب كرة قدم"، مضيفًا في تصريحات تلفزيونية الأربعاء: "عدم وجود مهاجم قوي في الأهلي يمثل فارقاً، واللجنة الفنية يجب أن تحاسب بسبب اختياراتها".
وتابع "موديست صفقة بومبا. ظهر لاعبا كبيرا من خلال الفيديوهات، ولكن بعد ذلك تجدها فيديوهات ذكاء اصطناعي".
ورأى حارس مرمى الأهلي والفراعنة سابقًا أحمد شوبير، أن "تجربة موديست محكوم عليها بعدم النجاح، لن يتأقلم مع النادي الأهلي، صفقة غير ناجحة".
وأضاف في تصريحات إذاعية الخميس "لا أمل في موديست، رغم أن السويسري مارسيل كولر لديه أمل فيه".
من جهته، قال لاعب وسط الزمالك السابق خالد الغندور، إن "الاهلي تعاقد مع محترف فرنسي معتزل لكرة القدم بدليل الحالة الفنية والبدنية غير الجيدة التي يظهر عليها في الوقت الحالي".
أرق جماهيري
تحولت مسألة تعاقد إدارة النادي الأهلي مع مهاجم جديد لأزمة تؤرق إدارته وجهازه الفني وجماهيره خاصة بعد رحيل هدافه الموسم الماضي محمد شريف إلى نادي الخليج السعودي، مما زاد تعقيد المشكلة، لأنه كان الرهان الأول في هذا المركز، وصاحب الأهداف المؤثرة إفريقيًا ومحليًا.
وارتبط اسم الأهلي بأكثر من لاعب الصيف الماضي، فعاد الحديث عن مهاجم بشكتاش التركي الدولي الكونغولي الديموقراطي جاكسون موليكا الذي ارتبط اسمه منذ سنوات بالأهلي في كل سوق انتقالات، لكن المفاوضات فشلت كالعادة بسبب مغالاة ناديه في المطالب المادية.
الأمر ذاته بالنسبة للمهاجم البرازيلي جوستافو سوزا نجم تشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي.
وحاول الأهلي ضم المهاجم الغاني لنادي ريو آفي البرتغالي عبد العزيز يعقوبو، لكن التقرير الطبي للاعب والاشتباه في وجود إصابة مزمنة كان سببا في إيقاف الصفقة التي كانت على وشك الحسم رسميًا.
وازداد الضغط الجماهيرى على إدارة النادي وهو مقبل على خوض غمار 7 بطولات محلية وقارية وعالمية، خسر منها اثنتين حتى الآن هما الكأس السوبر الإفريقية امام اتحاد العاصمة الجزائري، والدوري الأفريقي على يد صن دوانز الجنوب إفريقي في نصف النهائي.
قد يعجبك أيضاً



