
عقدة الخواجة مازالت تسيطر على فكر الجبلاية، لماذا يرفضون إسناد المهمة إلى مدير فني وطني، خصوصًا أن الكرة المصرية تمتلك العديد من المديرين الفنيين الوطنيين الأكفاء.
المرحلة القادمة تحتاج إلى مدير فني وطني يدرك ويؤمن أن كرة القدم المصرية ليست "أكل عيش"، إنما هي مسؤولية وطنية كبرى، لإسعاد الشعب المصري، فالجماهير المصرية عاشقة للساحرة المستديرة.
بعد الإخفاق والظهور المخيب للآمال في بطولة الأمم الأفريقية، الذي لا يليق بسمعة الكرة المصرية وتاريخها العظيم في المشاركات القارية، كان السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا المستوى الضعيف السبب فيه ضعف الإمكانيات الفنية والبدنية للاعبي المنتخب الوطني، أم سوء إدارة الجهاز الفني بقيادة البرتغالي روي فيتوريا في توظيف إمكانيات لاعبي المنتخب الوطني؟.
الإجابة اتفق عليها الجميع في الوسط الرياضي المصري وهي أن سوء الإدارة الفنية وضعف الشخصية والفشل في حل مشاكل الفريق التكتيكية وتحليل الفرق المنافسة وراء انتكاسة المنتخب في كوت ديفوار، حيث كان بإمكان منتخبنا الاستمرار في البطولة والوصول إلى أدوار متقدمة حتى النهائي، لاسيما أن مشوار المنتخب الوطني إذا استمر كان سهلًا.
إلى متى تستمر فكرة وضع شرط جزائي كبير وبالعملة الصعبة لأي مدير فني أجنبي يتولى تدريب المنتخب الوطني، ولماذا يكون الفشل في التأهل لكأس العالم هو المخرج الوحيد لفسخ العقد بدون دفع الشرط الجزائي؟
أيها السادة المسؤولين عن كرة القدم المصرية الحلم لم يكن فقط الوصول إلى كأس العالم، بل أصبح أكبر من هذا بكثير، الحلم هو عودة مصر وكرة القدم فيها للريادة القارية، الحلم المشاركة بأداء كبير يليق بمصر في كأس العالم، وكذا الوصول إلى أدوار متقدمة، انظروا إلى النسخة الماضية، هناك من سبقنا من شمال أفريقيا، المغرب، ومن قبلها غانا من القارة السمراء، أتمنى أن تضعوا كل هذه الاعتبارات شرط جزائي لأي مدير فني أجنبي يتولى تدريب المنتخب الوطني.
المدير الفني الأجنبي بالعملة الصعبة في الوقت الحالي كارثة كبرى خاصة في ظل أزمة الدولار، نتحدث عن مدير فني لم يحقق شيئا للكرة المصرية، حصل على 3 ملايين و600 ألف دولار بواقع 120 مليون جنيه مصري، تقريبًا 200 ألف دولار شهريا، بخلاف المكافآت والإقامة في الفنادق، علاوة على ذلك الشرط الجزائي 600 ألف دولار، فهل حقق لكرة القدم شيئًا عظيمًا يستحق كل هذا؟، الإجابة لك عزيزي القارئ.
ماذا بعد؟!، الآن كرة القدم المصرية في حاجة إلى مدير فني وطني، في المقام الأول سيتم توفير الرواتب الضخمة بالعملات الأجنبية والصعبة، ثانيًا المدير الفني الوطني قادر على التعامل مع منظومة كرة القدم المصرية، وإدارة شخصية لاعبي منتخبنا الوطني، ثالثاً سيكون مطلعًا على الكرة المصرية بكل تفاصيلها، فيستطيع اختيار اللاعبين الأكفاء بعيدًا عن نغمة لاعب محترف، لاعب أهلي، لاعب زمالك، إلخ، وإنما يعتمد الاختيار على اللاعبين الأكفاء، يستطيع إبراز مهارته الفنية وفقًا لاستثمارها وتوظيفها الجيد في الملعب، رابعًا يمتلك حماس وروح مصر فهو يعمل في المنتخب الوطني كمهمة رسمية ووطنية وتكليف رسمي.
الجدير بالذكر أن أغلب إنجازات المنتخب الوطني كانت مع مدير فني وطني، بداية من مراد فهمي والفوز بطولة إفريقيا ١٩٥٧، الجنرال محمود الجوهري والفوز بطولة أفريقيا ١٩٩٨، مع الجوهري أيضاً الصعود إلى كأس العالم والتمثيل المشرف، الكابتن حسن شحاتة والحصول على أمم أفريقيا ٢٠٠٦-٢٠٠٨-٢٠١٠، ومع المعلم شحاتة أيضاً لم ينسَ أحدًا المشاركة في كأس العالم للقارات ومباريات البرازيل وإيطاليا، من هذا السرد حقق المدير الفني الوطني ٥ بطولات أمم أفريقيا من إجمالي ٧ بطولات.
هناك في الوقت الحالي الأكفاء الوطنيين الذين يمتلكون القدرات الفنية والتخطيطية الخ من مقومات المدير الفني الناجح أمثال العميد حسام حسن، لذا أطالب وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع الاتحاد المصري لكرة القدم، لضرورة اختيار مدير فني وطني، أيًا كان، لكن المدير الفني الوطني هو الحل، لتعويض كرة القدم المصرية الإخفاقات والانتكاسات خلال الفترات السابقة.
قد يعجبك أيضاً





