بطولة غرب آسيا.. حمولة زائدة أم ماذا؟!

وفرت قطر كل أسباب النجاح للنسخة الثامنة من بطولة غرب آسيا لكرة القدم المتواصلة حاليا في الدوحة.. وقدم اتحاد دول غرب آسيا للنسخة الحالية ما كان ينبغي ان يجعلها أقوى البطولات عبر تاريخ البطولة التي كنت عام 2000 هنا في عمان شاهد عيان على انطلاقها وإشهارها على كأس الحسين.

في المقابل لم توفر اتحادات كرة القدم في منطقة غرب آسيا لبطولتها الحالية ما يليق وأهميتها بل قيمتها وإرثها.

حينما اقتصرت المشاركة في بطولة غرب آسيا على دولها الست المؤسسة.. إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن.. كانت المنافسة أشد وأقوى.. وكانت المباريات أكثر متعة وإثارة وكان الحضور الجماهيري أفضل بكثير مما نشاهده حالياً على ملاعب الدوحة.

في السابق كان اتحاد دول غرب آسيا يرفض المشاركة بأقل من المنتخب الوطني الذي رافق البطولات السابقة.

بعد التحاق باقي دول منطقة غرب آسيا بمنظومة هذه البطولة واتحادها.. بعد انضمام السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين وكذلك اليمن.. قلنا إن بطولة كأس غرب آسيا تكون كأس آسيا المصغرة نظراً لقوة ومكانة المنتخبات الدول ال13 المشاركة.

مع ذلك لم يتحقق الهدف المنشود من ارتفاع عدد الدول الى 13 واكتمال عقد غرب آسيا تحت سقف واحد.

عانت بطولة غرب آسيا مؤخراً من موجة اعتذارات وهي في نسختها الحالية عانت من عدم جدية الدول المشاركة وعدم توفر الرغبة الصادقة بمنح هذه البطولة ما تستحق من اهتمام.

اعتذار إيران بطلة غرب آسيا (4) مرات وسوريا (حاملة اللقب) فضلاً عن غياب الإمارات واليمن أفقد النسخة الثامنة بهجتها المنتظرة ومشاركة الدول ال(9) بغياب النجوم الكبار وتحت مسميات مختلفة ولأعذار أراها واهية ألقى بظلاله على أجواء نسخة الدوحة.

أسجل لقطر مبادرتها بتنظيم نسختها بنكهة قارية بل عالمية.. ولكني أسجل على قطر عدم مشاركتها بفريقها الأول.

أسجل على باقي بل معظم المنتخبات المشاركة في النسخة الحالية غياب نجومها الكبار.

ارتفاع قيمة الجوائز المالية إلى (600) ألف دولار نصفها للبطل.. لم يشكل عامل جذب للمنتخبات المشاركة.

الاهتمام الإعلامي الكبير بالنسخة الحالية لم يشكل هو الآخر عامل جذب للجماهير لنشاهد مباريات بمدرجات شبه فارغة.

(4) تعادلات سلبية في (4) مباريات متتالية بعد هدف قطري قاتل على حساب فلسطين في مواجهة الافتتاح نقطة سلبية أخرى تضاف إلى خانة سلبيات النسخة الحالية. أدعو اتحاد دول غرب آسيا لجلسة حوار موضوع مناقشة مفتوحة دون مجاملات للوقوف على السلبيات.. وصولاً لإعادة هيبة بطولات غرب آسيا. أدعو اتحاد غرب آسيا لتشدد مستقبلاً في شأن هوية المنتخبات المشاركة.. والإصرار كما كان الحال في البدايات على المنتخبات الوطنية بصفها الأول ونجومها الكبار.

أدعو الاتحاد الآسيوي للتعامل مع اتحاد غرب آسيا وبطولاته على أنها إضافة نوعية للكرة الآسيوية وهي ليست كما يظن البعض.. حمولة زائدة ينبغي التخلص منها وبأي وسيلة!!

والله الموفق

** صحيفة السبيل الأردنية