ليس من السهل على فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وميلان .. ولا حتى مارسيليا وبروسيا دورتموند أن تغفو على موسم مخيب للأمال كما حصل مؤخرا دون أن يصيب ذلك وجعا بالغا في نفوس عشاقها.
غير أن ذلك ما كان ليصيبها أو جماهيرها باليأس أو التخلي عن روح التحدي في الموسم الذي يليه.
ولا نذكر هذه الفرق بعينها إلا على سبيل الاستدلاء، آخذين بالعلم أن هناك أسماء كبيرة غيرها خرجت أيضا من "المولد بلا حمص"، ولكنها ترفض أن تلقي بالمنديل الأبيض فوق العشب الأخضر.
وفي المقابل تشيلسي في انجلترا ويوفنتوس في ايطاليا وباريس سان جيرمان في فرنسا وبايرن ميونيخ في ألمانيا وأخيرا برشلونة بطل الثلاثية التاريخية الثانية في إسبانيا.. كلهم ضحكوا كثيرا عندما ضحكوا أخيرا مع جماهيرهم.. ولا حسد.
ولكن ذلك ايضا يجب أن لا يصيب أي منهم بالغرور أو الاستعلاء .. وإن كان من كبير قد خذل نفسه وجماهيره، فإن في المقابل كبير آخر كان عند حسن الظن به، وهذه الدائرة قد تدور عليهم.
الفوز والخسارة ما هما إلا وجهان يتقلبان لعملة واحدة، فتارة تفوز الصورة وتارة يقع الحظ على الكتابة، ولكل مجتهد نصيب.
الفريق الكتالوتي حقق موسما تاريخيا بامتياز وينتظر أن يصيب السداسية الثانية في تاريخه (لم يسبقه أحد إلى ذلك)، وخرج الفريق الباريسي بثلاثية محلية لا يستهان بها ونال البلوز الثنائية، وحسم اليوفي والبافاري لقب الدوري بلا معاناة تذكر، مع أفضلية السيدة العجوز المتوجة بالكأس أيضا والوصول المهيب لنهائي الشامبيونز ليغ.
ووسط احتفالات الزفاف في دوريات القارة العجوز الكبرى يقف نادي القرن ريال مدريد بلا دعوة خارج أسوار القاعة ومعه ثلة من كبار الشأن.. قطبا مانشستر وقطبا ميلان ومعهم المدفعجية والريدز وذئاب روما وفريقا الجنوب في ايطاليا وفرنسا وشريك العاصمة في مدريد .. وغيرهم.
ولكن ماذا يعني ذلك.. هل يستسلم ريال مدريد بكل ما يملكه من نجوم ورصيد جماهيري وقدرات مالية لا تضاهى، وهل تتوقف العجلة عن الدوران نحو التحدي وأمل العودة للتتويج عند الشياطين الحمر .. لا طبعا.
مرت سنة وسنوات فيما سبق.. دون أن تتمكن فرق كبيرة من تحقيق أي انجاز وتلقى عشاقها الكثير من الصدمات، دون أن يفقدوا الأمل أو يتحولوا عنها.
ما يميز كرة القدم عموما هو الرغبة في إصلاح الأمور دائما، فلا توجد كلمة يأس أو مستحيل في قاموس الفرق الكبيرة، ولا تجد جمهورا يرفع الراية البيضاء مهما بلغت نتائج فريقه من سوء.
الروح الرياضية العالية والإرادة والعزيمة هي كلمات السر التي تحتاجها أي مؤسسة كروية كبيرة تعرف طريق النهوض بعد كل فشل.. والثقة والأمل هما ما تبحث عنه الفرق الخاسرة في جماهيرها، أما الفائزة فسلاحها الوحيد نحو البقاء في القمة هو التواضع وسلامة الروح من الزهو المفرط والاستعلاء.