Getty Imagesلم يكن فوز النصر على الاتحاد، مجرد 3 نقاط عابرة في دوري روشن، بل بدا وكأنه فصل جديد من رواية طويلة بطلها البرتغالي جورجي جيسوس.
وحقق النصر، فوزًا مستحقًا خارج أرضه أمام الاتحاد، بهدفين دون رد، على ملعب "الإنماء" في جدة، ضمن منافسات الجولة الرابعة، لينفرد بقمة ترتيب المسابقة، برصيد 12 نقطة، متفوقًا على "العميد" بفارق 3 نقاط.
المدرب البرتغالي استطاع أن يُلقن نظيره الفرنسي لوران بلان، مدرب اتحاد جدة، درسًا لا يُنسى في كافة التفاصيل الفنية والتكتيكية، ليبدأ في رسم طريق عقدة جديدة.
عقدة جديدة
يمتلك جيسوس، تاريخًا مميزًا ضد الاتحاد منذ الولايتين السابقتين مع الهلال، ولكن بلان تمكن من التفوق عليه بعد الوصول للاتحاد خلال الموسم الماضي.
صحيح أن جيسوس تفوق عليه في مباراة الدور الأول بالموسم الماضي (3-1)، ولكن بلان رد بإقصائه من ربع نهائي كأس الملك بركلات الترجيح، وفاز عليه في الدور الثاني (4-1).
لكن القدر شاء أن يمنح جيسوس، فرصة الانتقام، بعدما تولى تدريب النصر مطلع الموسم الجاري، حيث بدأ الرحلة بإقصاء الاتحاد من نصف نهائي السوبر (2-1) في مباراة كان هو الطرف الأفضل، رغم خوض أغلب دقائقها بـ 10 لاعبين فقط، نتيجة طرد ساديو ماني.
Getty Images
وفي قمة الجولة الرابعة التي أقيمت بالأمس، تمكن المدرب البرتغالي في التفوق طولاً وعرضًا على الاتحاد، بفرض ضغط عال وتطبيق طريقة الدفاع المتقدم، التي تسببت في سقوط لاعبي "العميد" بمصيدة التسلل مرارًا وتكرارًا.
وأصبح جيسوس، ثاني أكثر المدربين تحقيقًا للفوز على الاتحاد في الدوري السعودي، بواقع 5 انتصارات، خلف بريكليس شاموسكا وفتحي الجبال (6) لكل منهما.
وإجمالا، نجح جيسوس في تعزيز تفوقه على الاتحاد كأكثر الأندية السعودية خسارة أمامه، بواقع 12 فوزًا في 14 مباراة بمختلف المسابقات.
موسم الصدمة
المدرب البرتغالي الذي عرف كيف يحوّل الكلاسيكو إلى عقدة متجددة، أعاد إلى الأذهان كابوس "موسم الصدمة" حين تحطمت طموحات الاتحاد، بسبب هزائم متتالية تعرض لها على يد جيسوس أثناء قيادته للهلال خلال الموسم قبل الماضي على وجه التحديد.
الاتحاد كان قد أنهى موسم 2022-2023، بتحقيق لقبي الدوري والسوبر، ثم استقطب في صيف 2023، عدة صفقات بارزة مثل الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي والبرازيلي فابينيو، فضلاً عن وجود لاعبين بحجم المغربي عبد الرزاق حمد الله والمصري أحمد حجازي.
وكان العميد أبرز المرشحين لتحقيق الألقاب، ولكن قدوم جيسوس على رأس القيادة الفنية للهلال، مع عدة أسماء بارزة، مثل الصربيين ألكسندر ميتروفيتش وميلينكوفيتش سافيتش والبرازيلي مالكوم وغيرهم، تسبب في عقدة لا تنسى للعميد.
Getty Images
جيسوس تمكن وقتها من الفوز على الاتحاد في 7 مباريات متتالية، بواقع الدوري السعودي (2)، دوري أبطال آسيا (2)، كأس الملك (1)، السوبر (1)، والبطولة العربية (1).
وقاد المدرب البرتغالي وقتها الهلال، للفوز بثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر بدون أي هزيمة، محققًا في الوقت ذاته، أفضل معدل انتصارات متتالية عبر تاريخ أندية العالم، بواقع 34 فوزًا في مختلف البطولات.
ذلك الموسم، كان أشبه بالصدمة على جماهير الاتحاد، بسبب المشاكل الفنية والإدارية داخل النادي، والتي تسببت في رحيل المدربين، البرتغالي نونو سانتو والأرجنتيني مارسيلو جاياردو.
ومع تفوق جيسوس الواضح خلال الموسم الجاري، تزامنًا مع الانتقادات والأزمات التي تطارد الاتحاد، فيمكن أن ينجح المدرب البرتغالي في تكرار سيناريو موسم الصدمة للعميد.
وما يدعم ذلك، هو سقوط الاتحاد في قرعة النصر خلال ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وهو سيناريو يشبه ما حدث في موسم الصدمة.
قد يعجبك أيضاً



