إعلان
إعلان

برشلونة ونبوءة كرويف الحزينة

أحمد صلاح الدين
01 سبتمبر 202103:07
79

كأنه تأثير الفراشة: خطأ صغير يؤسس بالتراكم إلى حدوث الكارثة! 6 سنوات كانت كفيلة بتغيير كل شيء ليتبدل حال برشلونة وصولا بالتدريج إلى مرحلة قاتمة تماما قال عنها رئيسه الحالي خوان لابورتا إنها أيام الخراب.

"سيخسر برشلونة إن لم يفز لابورتا. نحتاج لتنظيف سمعة النادي التي تضررت"، كانت تلك نبوءة أسطورة النادي الكتالوني يوهان كرويف في دعمه للابورتا نفسه في انتخابات 2015. كان كرويف كعادته صاحب بصيرة وتنبأ بحال النادي إن فاز بارتوميو، لكنه ربما لم يتخيل أبدا أن يصل الحال إلى تفريط النادي مرغما في أبرز نجومه: سواريز، ثم ميسي وأخيرا جريزمان، على خلفية سوداء حالكة تتمثل في ديون بلغت 1.6 مليار دولار!

كانت البداية مع رحيل لابورتا في 2010 تاركا برشلونة لساندرو روسيل بديون قدرها 442 مليون يورو في موسم 2009-2010 بعدما كانت 329 مليون يورو في نهاية موسم 2008-2009.

لم تكن تلك الديون تشكل أزمة كبرى فقد كان برشلونة حينها ثاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا بعد ريال مدريد الذي لامست ديونه ذلك الحد حينها، لكن تركيز الرئيس الجديد كان منصبا في الأساس على صفقات الظل، ووصم لابورتا بالاختلاس، حتى سقط روسيل نفسه في فضيحة مدوية بالتهمة ذاتها إذ أطاحت به أزمة عقد نيمار وسانتوس.

وسط هذا التخبط ورغم الهالة الكبيرة لكرويف ونجوميته وأفكاره البارزة التي غيرت تاريخ برشلونة لم يصغ إليه أحد. ذهب أعضاء النادي بملء إرادتهم لاختيار المصير الأسوأ للنادي، دون النظر لبارتوميو كشريك فاعل في إدارة روسيل سيئة السمعة.

مع بارتوميو أخذت روح برشلونة في الاختفاء شيئا فشيئا، كما تنبأ كرويف، واعتقد الرئيس الجديد أن الصفقات المدوية هي الطريق الأقرب لكسب قلوب الجماهير فجاء بكوتينيو، وديمبلي، وجريزمان وغيرهم بتكاليف باهظة وكانوا جميعا كالسراب، فنيا وماليا، وضاعف وجودهم معاناة النادي الاقتصادية، حتى استفاق الكتالونيين على الصدمة الكبرى برحيل أسطورة الفريق ليونيل ميسي.

على مدار سنوات طويلة كان كرويف وأفكاره ونصائحه جوهر النجاح واستقطاب الجماهير في برشلونة في الفترات الصعبة وفي كل انتخابات، كرر روسيل وبارتوميو وبالطبع لابورتا الحديث عن استلهام أفكارهم من تجربة الهولندي الناصعة، لكن الإفراط في استغلال اسمه بات حقا في السنوات الأخيرة من قبيل "الدجل".

في كل أحاديث لابورتا الأخيرة تبدو الرؤية للمرحلة المقبلة ضبابية، ولم يطرح خطة واضحة لإعادة هيكلة النادي والتخلص من الديون، كما لو كان في مرحلة الصدمة بعد اكتشاف الكوارث التي خلفتها الإدارة السابقة، لكن لن ينتظر جمهور برشلونة طويلا للحكم عليه، خاصة بعد صاعقة رحيل ميسي وإن كان بريئا منها.

سيخضع رئيس برشلونة في المرحلة المقبلة لاختبار الأفعال لا الأقوال، ولن ينفعه تكرار الحديث عن أفكار كرويف ونصائحه، وسيكون نجاحه الحقيقي في تحويل "الخراب" إلى إنجاز ولو بتخفيف الديون فقط، وعليه أن يعيد بريق لا ماسيا قدر الإمكان فقد تكون الباب الذهبي للنجاة فنيا في ظل هذا العجز.

لكن في كل الأحوال حان الوقت لأن يخرج لابورتا من عباءة كرويف الزائفة ويبحث عن خطة ثورية بروح المستقبل لإنقاذ برشلونة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان