AFPبعدما أعاد إنجلترا للعب دورها بين الكبار بالوصول الى نصف نهائي نسخة 2018 ونهائي كأس أوروبا 2020، فقد المدرب جاريث ساوثجيت الكثير من ثقة الجمهور قبل مونديال القطر، بعد 6 مباريات من دون فوز في أسوأ سلسلة منذ 1993.
وعوضا عن دخول مباراة الاثنين كأحد المرشحين لإحراز اللقب وليس فقط لتخطي عقبة المنتخب الإيراني ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم الجار الويلزي والمنتخب الأمريكي، يخوض المنتخب الإنجليزي بطل 1966 النهائيات رقم 22 من خارج دائرة الترشيحات.
في بلد يعتبر نفسه مهد كرة القدم لكنه اكتفى بلقب وحيد حتى الآن، لا تقبل إنجلترا بسهولة أن تلعب دوراً ثانوياً لكن الحماس خفت مؤخراً بعد هذه النتائج.
لكن هذه السلسلة لا يجب أن تُنسي الجمهور الإنجليزي أين كان المنتخب قبل فترة ليست بالطويلة جداً، والحديث هنا عن الكارثة المزدوجة لكأس العالم 2014 حيث انتهى مشوار "الأسود الثلاثة" في الدور الأول، وكأس أوروبا 2016 حين أقصتهم أيسلندا المتواضعة من ثمن النهائي (2-1).
في 2013، وضع الاتحاد الإنجليزي لنفسه هدف بلوغ نصف النهائي مع الوصول لكأس أوروبا 2020 والفوز بكأس العالم.
كانت مهمة معقدة بقدر محاولة "الاستدارة بناقلة نفط" وفق ما أفاد في رئيس الاتحاد الإنجليزي في حينها جريج دايك.
لكن ساوثجيت تمكن حتى في تجاوز حجم التوقعات بإيصال المنتخب لنهائي كأس أوروبا في صيف 2021 قبل الخسارة على يد إيطاليا بركلات الترجيح.
"يجب الاستفادة من كل لحظة"
وصل قبل 6 أعوام، في أطول مغامرة لمدرب مع المنتخب الإنجليزي منذ بوبي روبسون (1982-1990)، وقد رُميت كرة تدريب "الأسود الثلاثة" في حضن ساوثجيت إثر نهاية محبطة لمشوار قصير مع سام ألاردايس.
في البداية، عُيّن ساوثجيت موقتا، على أنه نموذج يحتذى به، بعد سقوط ألاردايس في فخ صحيفة كشفت أنه قدم نصائح حول "الالتفاف" على القواعد الخاصة بانتقالات اللاعبين.
انتهى مشوار دام 3 سنوات لساوثجيت مع ميدلزبره بالهبوط للمستوى الثاني، فيما كانت رحلته متذبذبة مع منتخب تحت 21 سنة، ليصل مع "الأسود الثلاثة" بسيرة ذاتية متواضعة.
ورغم ذلك، قاد إنجلترا لأول نصف نهائي للمونديال في 28 عاما، وذلك في روسيا 2018، قبل أن يكون قاب قوسين أو أدنى من منحها اللقب القاري الصيف الماضي.
في مارس/ آذار الماضي، قال ساوثجيت "قلت للاعبين إنهم لن يتعرضوا أبدا لضغط كأس أوروبا، حيث أقيمت معظم المباريات بملعب ويمبلي، ولم تكن إنجلترا قد خاضت نهائيا منذ أكثر من 50 عاما، وكان الضغط رهيبا عليهم. لكن ذلك يجب أن يمنحهم ثقة كبيرة، ويجب الاستفادة من كل لحظة (في قطر)، هذا مؤكّد".
أعاد تنشيط المنتخب من خلال إطلاق جيل ناضج بالاعتماد على لاعبين مثل كيران تريبييه، هاري ماجواير، الحارس جوردان بيكفورد أو ديكلان رايس. جميعهم لاعبون محتملون في تشكيلة المباراة الأولى ضد إيران.
بهدوئه وبراجماتيته التكتيكية والولاء الدائم للاعبيه مثل ماجواير الذي بقي ركيزة أساسية في المنتخب رغم تواضع مستواه مع مانشستر يونايتد، يقارب ساوثجيت الأمور بغض الطرف عن انتقاده.
وتطارد ساوثجيت ذكرى نصف نهائي مونديال روسيا 2018 حين تقدموا على كرواتيا منذ الدقائق الأولى قبل الخسارة في النهاية 1-2، وكذلك نهائي اليورو حين تكرر سيناريو التقدم أمام إيطاليا قبل تلقي هدف التعادل 1-1 والخسارة بركلات الترجيح.
"شيء سخيف!"
كما أن مشوار المنتخب في دوري الأمم الأوروبية، حيث هبط للمستوى الثاني بعد 3 تعادلات ومثلها هزائم، بينها خسارة مذلة في ولفرهامبتون من المجر 0-4، أدى لضعضعة ثقة الجمهور به.
رغم ذلك، لم يتوانَ جريج دايك عن الدفاع عنه، قائلاً الجمعة لصحيفة تايمز البريطانية "لم يحقق جاريث نتائج رائعة مع المخضرمين وحسب، بل ساعد في إعداد الكثير من الأشياء الجيدة. والآن، خسر بضع مباريات وبدأ الناس في مهاجمته. إنه شيء سخيف".
وعلى غرار ما حصل قبل كأس أوروبا 2020، تضاعفت الدعوات للاعتماد على مقاربة هجومية بحتة وأكثر جرأة.
وكتب النجم والمدرب الاسكتلندي السابق جرايم سونيس في صحيفة دايلي ميل "لو كنت مكانه، كنت سأنقض على الإيرانيين بكل قوة. هل نحن بحاجة حقا للاعبي وسط مدافعين لهذه المباراة؟".
ولم يسلم ساوثجيت من سلفه السويدي سفين جوران إريكسن الذي تولى المنصب بين 2001 و2006 وقاد إنجلترا لربع نهائي مونديالي 2002 و2006، إذ انتقده بسبب الخيارات الحذرة لكنه بدا أكثر تفهما من الآخرين.
وقال السويدي لصحيفة ميرور البريطانية "أستطيع أن أفهمه لأن أحدا لا يريد المبالغة في الهجوم. لا نستطيع تحمل (تبعات) خسارة المباراة الأولى".
قد يعجبك أيضاً



