إعلان
إعلان

بدأت بعراب الأهلي وانتهت بسانتو.. ماذا قدمت المدرسة البرتغالية مع الاتحاد؟

أمير نبيل
04 أكتوبر 202514:58
Al-Ittihad v Fenerbahce - Pre-Season FriendlyGetty Images

ربما لا يملك اتحاد جدة تاريخا طويلا مع المدربين البرتغاليين على مدار تعاقداته مع العديد من الأجهزة الفنية المتعاقبة على قيادة الفريق السعودي، لكن ذلك لم يمنع إدارة النادي من التفاوض مع البرتغالي سيرجيو كونسيساو مدرب بورتو وميلان السابق.

المدرب صاحب الـ 50 عاما أضحى اسما بارزا بين المرشحين لخلافة لوران بلان المدير الفني السابق الذي رحل بسبب سوء النتائج وآخرها خسارة الكلاسيكو ضد النصر في الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين، وتلقي ضربة مبكرة على مستوى صراع الصدارة، في بطولة يدافع عن لقبها.

كونسيساو له نجاحات سابقة مع ميلان وبورتو، فالمدرب الذي يميزه مشجعوه برقصته الشهيرة مع الفريق الإيطالي عقب الفوز بإحدى مباريات ديربي الغضب، سيكون أمامه أكثر من ديربي ساخن وكلاسيكو مثير حال توليه القيادة الفنية للاتحاد المطالب بتحقيق ما هو أفضل مما انتهى إليه الموسم الماضي كبطل للثنائية المحلية.

ثنائي برتغالي

تاريخيا بدأت علاقة الاتحاد بالمدرسة البرتغالية منذ عام 2010، وتحديدا عندما تولى المخضرم مانويل جوزيه تدريب الفريق، بعد رحلة من النجاح المُبهر في قيادة الأهلي المصري، قاده خلالها لتحقيق هيمنة شبه كاملة على الألقاب المحلية والقارية، بل وترك بصمة كبيرة في مونديال الأندية بجيل تاريخي ضم لاعبين مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب وأحمد فتحي وغيرهم.

لكن رحلة جوزيه مع الاتحاد لم تستمر لأكثر من نصف موسم تقريبا، فالمدرب العجوز الذي قاد الفريق في أغسطس 2010 مع بداية الدوري، حقق نتائج مميزة ولم يسخر أي مباراة، لكن العميد تحت قيادته دخل في دوامة من التعادلات بدأت بالتعادل 1-1 مع الوحدة ثم أعقبها 7 تعادلات أخرى من بينها التعادل 2-2 مع النصر ليرحل المدرب بعد التعادل بنفس النتيجة أمام نجران في ظل غياب الفوز بشكل متكرر.

ومن جوزيه إلى توني، برتغالي جديد بخبرات أكبر وتجارب أوسع لاسيما في أوروبا، فإذا كان مانويل جوزيه قد عُرف من خلال نجاحاته الكبيرة مع الأهلي المصري فقط، فإن توني سمعته تسبقه كمدرب معروف، بل أنه قاد الأهلي أيضا لبعض الوقت لكنه لم ينجح.

وأكمل توني عمل جوزيه حيث قاد النصف الآخر من الموسم، لكن النتائج لم تتحسن معه بل ساءت فقد فشل في الفوز على الهلال واكتفى بالتعادل 0-0، كذلك خسر من الاتفاق في ربع نهائي كأس ولي العهد ليودع البطولة.

ورغم تحسن النتائج لاحقا لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت خسارته من بيروزي الإيراني في دوري أبطال آسيا بدور المجموعات ما مهد لرحيله لاحقا.

وبعد نحو 12 عاما من القطيعة بين الاتحاد والمدرسة البرتغالية، عاد الحنين من جديد بالتعاقد مع بدل للمدرب الروماني كوزمين كونترا، ليتم استقدام خبير الدوري الإنجليزي وصاحب النجاحات أيضا مع بورتو، نونو إسبريتو سانتو.

سانتو الذي قاد ولفرهامبتون الإنجليزي في فترة ذهبية، يعد أطول مدرب استمر في قيادة الاتحاد منذ عهد التشيلي لويس سييرا، حيث لعب البرتغالي 53 مباراة مقابل 63 للتشيلي لويس سييرا من 2016 إلى 2018.

وفي 53 مباراة حقق الاتحاد 37 انتصارات مع سانتو وتعادل 9 مرات وخسر في 7 مناسبات فقط، لكنها كانت كافية للإطاحة به من تدريب الفريق.

ولعل أبرز أسباب رحيل سانتو كانت خلافه مع النجوم الكبار على غرار كريم بنزيما، الذي انتقده أمام زملائه ورأى أنه لا يقوم بالعمل الدفاعي كما ينبغي، في فترة كانت باهتة فنيا للاتحاد.

وخسر الاتحاد كلاسيكو مثير ضد الهلال 4-3 ثم ديربي جدة ضد الأهلي 1-0، لتزداد الأمور تعقيدا بالنسبة لسانتو، لكن كلمة النهاية في علاقته بالعميد كانت هزيمة من الشباب بهدف نظيف، أعقبتها خسارة أخرى ضد القوة الجوية العراقي 2-0 في دوري أبطال آسيا، رغم أن الفريق تأهل لاحقا لدور الـ16 في دوري أبطال آسيا، لكن الإدارة رأت أن استمراره سيمهد لمزيد من التراجع.

كونسيساو.. شخصية قوية ومرونة تكتيكية

يُعد البرتغالي سيرجيو كونسيساو واحداً من أبرز الأسماء المطروحة لقيادة اتحاد جدة في المرحلة المقبلة، بعد مسيرة ناجحة مع بورتو البرتغالي امتدت منذ عام 2017 وحتى رحيله في صيف 2024. المدرب بنى سمعته على شخصيته الصارمة وأسلوبه الخططي المتنوع، ما جعله قادراً على فرض الانضباط والروح القتالية في كل فريق تولى تدريبه.

كونسيساو يعتمد على تكتيك مرن، وغالباً ما يفضل اللعب بخطة 4-4-2 أو 4-3-3، مع التركيز على الضغط العالي واستغلال الأطراف بكثافة هجومية. أبرز ما يميز فلسفته هو المرونة بين الدفاع والهجوم، إذ يجيد تحويل فريقه سريعاً من حالة التكتل الدفاعي إلى الهجمات المرتدة الخطيرة. كما يملك خبرة كبيرة في تطوير اللاعبين الشباب ودمجهم مع عناصر الخبرة، وهو ما ظهر بوضوح في تجربته الطويلة مع بورتو.

لكن رغم هذه الإيجابيات، لا يخلو أسلوبه من الانتقادات. فشخصيته الحادة كثيراً ما تسببت في خلافات مع الحكام أو إدارات الأندية، كما أن اعتماده أحياناً على الحماس الزائد قد ينعكس على أداء لاعبيه بشكل سلبي في المباريات الكبيرة. كذلك، يُعاب عليه الاعتماد بشكل أكبر على التنظيم الدفاعي في بعض المباريات الأوروبية، ما حدّ من طموحات بورتو أمام الكبار.

مع ذلك، يرى كثيرون أن كونسيساو قد يكون خياراً مناسباً لاتحاد جدة، لامتلاكه خبرة في إدارة الفرق الكبرى، وقدرته على إعادة الانضباط للفريق بعد بدايته المتعثرة هذا الموسم. فمزج شخصيته الصارمة بخبرته التكتيكية قد يمنح العميد دفعة جديدة لاستعادة الاستقرار والمنافسة بقوة محلياً وقارياً.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان