Getty Imagesمنح القدر فرصة ذهبية للبلجيكي ماتيو دامس الظهير الأيسر للنادي الأهلي السعودي، من أجل تعويض أخطائه الكارثية مع الفريق في الفترة الأخيرة.
اللاعب صاحب الـ 21 عاما القادم من بي إس في آيندهوفن الهولندي صوب الأهلي الموسم الماضي، عرف بداية سيئة للموسم الحالي، حيث لم يكن أداؤه على قدر التطلعات.
لكنه في مباراة فريقه ضد الباطن بدور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، اليوم الإثنين، استطاع أن يساهم في هدف تقدم فريقه، حيث جاء الهدف عكسيا بقدم مدافع الباطن تركي الجلفان في مرماه، لكن الكرة العرضية الخادعة كانت من جانب دامس.
أخطاء ساذجة
منذ بداية الموسم خيّب دامس آمال جماهيره ومدربه حيث لم يقدم المستوى المأمول منه خاصة أن الجبهة اليسرى الدفاعية تعد بمثابة صداع في رأس الألماني ماتياس يايسله المدير الفني للفريق.
وبعد رحيل سعد بالعبيد وعدم وجود بدائل سوى لاعب شاب آخر وهو محمد سليمان، لجأ يايسله إلى دامس، لكنه لم يكن عند حسن ظنه في المباريات الكبرى.
واضطر الأهلي لجلب زكريا هوساوي الصيف الماضي، لكنه لم يشارك بصفة منتظمة.
وأمام بيراميدز المصري في مباراة توقعها جماهير الراقي سهلة، قدم دامس أداء هزيلا، ساهم في تفوق بطل أفريقيا بثلاثية بعقر دار الأهلي في جدة.
أداء صادم وأقل من التوقعات أثار غضب الجماهير الأهلاوي من دامس، لدرجة أن البعض طالب برحيله وتوفير خانة المحترف للاعب آخر يكون أكثر فائدة.
ويُنظر لجبهة دامس على أنها الحلقة الأضعف في الخط الخلفي للأهلي، فمع تألق علي مجرشي، وثبات مستوى البرازيلي روجير إيبانيز والتركي ميريح ديميرال يبقى دامس هو الأقل بين الرباعي.
وفي دوري أبطال آسيا للنخبة ارتكب اللاعب أكثر من هفوة قاتلة خاصة في مباراتي السد والغرافة، سواء بأخطاء أدت إلى أهداف أو حتى ركلة جزاء.
نقطة الشباب
وزاد موقف البلجيكي تعقيدا بهدف ذاتي سجله في مرمى الحارس إدوارد ميندي بطريق الخطأ في مباراة الأهلي ضد الشباب بالدوري.
وكان الأهلي قريبا من 3 نقاط ثمينة لكنه اصطدم بالهدف الذاتي من دامس، الذي عاد ليصحح خطأ مؤثرا بهدف ساهم فيه بنفس الطريقة "عكسي" ليصالح جماهير الراقي بعد فترة من الغضب ضد اللاعب.
سر البكاء
كشف البلجيكي ماتيو دامس، ظهير الأهلي، سر بكائه في مباراة بيراميدز، كما حرص على توجيه رسالة إلى جماهير الفريق.
وقال دامس في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم" السعودية، اليوم الأربعاء: "قدمت مستوى سيئًا ضد بيراميدز، وتم استبدالي، وكانت الجماهير تهاجمني".
وأضاف: "كانت هذه أول مره يحدث لي هذا الأمر، وتفهمت ذلك لأن الجمهور متحمس، لكن يؤلمك ذلك من الداخل، وزملائي ساعدوني على تجاوز تلك المباراة".
ويشير دامس إلى دخوله في نوبة بكاء، بسبب استبداله في الدقيقة 68 من مباراة بيراميدز، في بطولة كأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، والتي أقيمت في سبتمبر/أيلول الماضي، على ملعب الإنماء، وانتهت بالهزيمة 1-3.
وكان يايسله قد قرر الدفع بالمحترف البلجيكي منذ بداية المباراة، ولكنه فشل في تقديم أي شيء يذكر، وكان بمثابة نقطة الضعف الأبرز في فريقه.
وتسبب دامس في العديد من الأخطاء التي كادت تكلف فريقه استقبال الكثير من الأهداف، بل وسُجل من أحدها هدفٌ تم إلغاؤه بسبب التسلل، ما دفع المدرب الألماني لاستبداله، ليدخل في نوبة بكاء على مقاعد البدلاء.
رسالة لجمهور الأهلي
كما وجه الظهير البلجيكي رسالة لجماهير الأهلي، معتبرًا أن انتقاله إلى الفريق السعودي كان قرارًا سليمًا بنسبة 100%.
وأوضح: "بالتأكيد، أنا أتعاطف مع الجمهور وأحترم مشاعرهم، أريد أن أقدم الأفضل من أجلهم ومن أجل الأهلي، وعندما لا أكون في يومي أشعر بالذنب".
وأتم: "بكل تأكيد، خطوة انتقالي للنادي الأهلي صحيحة بنسبة 100%، اتخذت القرار السليم بشأن هذا الملف.
عقد يصيب بالجنون
أكد البلجيكي ماتيو دامس، المحترف ضمن صفوف أهلي جدة، فيتصريحات سابقة أنه عندما علم بعقده مع "الراقي" أصيب بالجنون، مشيرًا إلى أنه يتقاضى راتبًا خياليًا.
وكان الأهلي قد تعاقد مع دامس خلال الميركاتو الشتوي الماضي، قادمًا من آيندهوفن الهولندي، مقابل 9 ملايين يورو.
وقال دامس في تصريحات لصحيفة "HLN" البلجيكية: "كنت في يناير/كانون ثان الماضي، في مفاوضات مكثفة مع آيندهوفن حول تجديد عقده ولكن مكالمة أهلي جدة غيرت كل شيء، رغم أنني لم أكن منفتحًا على مغادرة أوروبا.
وأضاف: "تلقيت اتصالا من وكيل أعمال، وأبلغني بضرورة التواصل معه، وقال لي إن الأهلي أبدى اهتمامه بضمي، وكنت أعتقد أن الصفقة يمكن أن تحدث في الصيف، ولكن (الراقي) كان يتطلع لحسمها بالشتاء".
وأكمل: "عندما علمت راتبي مع الأهلي، أصبت بالجنون وانفجرت ضاحكًا، لأنه كان مرتفعًا للغاية مقارنة براتبي وقتها مع آيندهوفن، وبالنسبة للاعب شاب مثلي".
وأردف: "يتم تحويل راتبي إلى بلجيكا بشكل كامل لوالدي، فهو يتولى الأمور المالية بدلا عني، وأنا أركز في الملعب".
وأتم صاحب الـ21 عامًا: "كنت خائفًا من حديث الناس عني، تعرفون الأقاويل: (لقد انتقل من أجل المال... أضاع مسيرته)، لكنني في النهاية اتخذت القرار، وسعيد به".



