Reutersبصفتها ثاني أهم بطولة في عالم كرة القدم، شهدت بطولة كأس الأمم الأوروبية العديد من اللحظات الخالدة التي لا تنسى على مدار تاريخها الذي يبلغ 56 عاما حتى الآن.
وتشكل كل من هذه اللحظات، بما فيها من لحظات عاطفية وحماسية مفاجآت وربما صدمات أحيانا، جزءا من التاريخ الثري للبطولة. وهذه 14 من أهم هذه اللحظات:
* إنجاز واحد ووحيد للاتحاد السوفيتي: أحرز المنتخب السوفيتي السابق بقيادة حارس مرماه الخرافي ليف ياشين "العنكبوت الأسود" لقب أول بطولة عام 1960 في فرنسا والتي أقيمت في ذلك الوقت بنظام الأدوار الفاصلة بين المنتخبات ذهابا وإيابا لتحديد الفرق المتأهلة إلى المربع الذهبي والتي سافرت إلى الدولة المضيفة.
ولم يحرز المنتخب السوفيتي أي لقب بخلاف يورو 1960، كما لم تنجح منتخبات الاتحاد السوفيتي السابق في إحراز اللقب بعد تفكك هذا الاتحاد.
* هدف مارسيلينو: حتى بزوغ الجيل الحالي لكرة القدم الإسبانية، منح الهدف الثاني للمنتخب الإسباني في مرمى نظيره السوفيتي أفضل نجاح للكرة الإسبانية في القرن العشرين، بعدما قاد الفريق للفوز بلقب يورو 1964.
وأقيمت المباراة النهائية في العاصمة الإسبانية مدريد أمام 125 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات بقيادة الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو.
* إيطاليا 1968.. بطولة غريبة: فاز المنتخب الإيطالي بلقبه الأوروبي الوحيد من خلال الحظ والشكوك.
ووصل الفريق إلى المباراة النهائية بالتغلب على المنتخب السوفيتي من خلال القرعة بعملة معدنية بعد 120 دقيقة بلا أهداف بين الفريقين.
وفي النهائي تعادل الفريق 1 / 1 مع يوغسلافيا وفي ظل تحكيم مثير للجدل من السويسري جوتفريد داينست الذي سبق له أن احتسب هدف جيوفري هورست في المباراة النهائية لكأس العالم 1966 بإنجلترا.
ويعتقد أن داينست حصل على رشوة من إيتالو ألودي مدير عام نادي انتر ميلان الإيطالي. وفاز المنتخب الإيطالي 2 / صفر في المباراة المعادة للنهائي.
* ألمانيا الغربية تعصف بويمبلي: أجاد أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور وزملاؤه جوينتر نيتشر وجيرد مولر وأولي هونيس وبول برايتنر وآخرون استغلال قدراتهم في تحقيق فوز كبير 3 / 1 على المنتخب الإنجليزي في عقر داره باستاد ويمبلي في لندن وذلك في دور الثمانية ليورو 1972.
وكانت هذه هي أبرز اللحظات في تاريخ هذا الفريق والذي يراه كثيرون أبرز فريق في تاريخ المنتخب الألماني.
وتقدم المنتخب الألماني بعد ذلك ليفوز على نظيره البلجيكي في المربع الذهبي ثم المنتخب السوفيتي في النهائي ليتوج باللقب.
* ركلة الترجيح الحاسمة لبانينكا: رغم تقليدها من قبل أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا، ما زالت حقوق لعب الكرة بنعومة في وسط المرمى محفوظة ومسجلة للاعب التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا الذي لجأ لهذه الطريقة المثيرة في تسديد ضربات الجزاء عندما سدد ضربة الترجيح الحاسمة في شباك منتخب ألمانيا الغربية خلال نهائي يورو 1976 ليمنح فريقه اللقب.
وقال بانينكا: "نفذت الركلة هكذا لأنني شعرت بها هكذا. تدربت على هذه الطريقة على مدار عامين".
* بلاتيني والرباعي الساحر: كانت بطولة يورو 1984 بفرنسا شاهدة على بزوغ أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني كنجم عالمي وعلى بزوغ المنتخب الفرنسي "الديوك الزرق" كفريق رائع وقادر على تحقيق الانتصارات.
وسجل بلاتيني عشرة أهداف وكان صانعا للعب ومحركا للفريق كما شكل الرباعي الساحر مع زملائه ألان جيريس وجان تيجانا ولويس فيرنانديز.
* هدف ماركو فان باستن في الشباك السوفيتية: سجل المهاجم الهولندي الشهير السابق ماركو فان باستن هدفا رائعا من تسديدة ساحرة من زاوية صعبة وشبه مستحيلة إلى داخل شباك رينات داساييف ليمنح المنتخب الهولندي لقبه الدولي الأول والوحيد من خلال يورو 1988.
وما زال الهدف محفورا في الذاكرة كما لا تزال ذكريات هذا الفريق حاضرة حيث ضم نجوما بارزين مثل رود خوليت ورونالد كومان.
* مفاجأة تدعى الدنمارك: قبل ثمانية أيام فقط من بداية فعاليات يورو 1992 بالسويد، كان المنتخب الدنماركي بقيادة أبرز نجومه مثل برايان لاودروب والحارس العملاق بيتر شمايكل في إجازة بعد انتهاء الموسم الكروي في أوروربا.
لكن فرمان الأمم المتحدة وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باستبعاد المنتخب اليوغسلافي من يورو 1992 بسبب حروب البلقان دفع بالمنتخب الدنماركي إلى المشاركة في نهائيات البطولة الأوروبية رغم خروجه صفر اليدين من التصفيات.
وتغلب المنتخب الدنماركي على منتخبات فرنسا وإنجلترا وهولندا وألمانيا ليرفع الفريق كأس البطولة في النهاية بعدما كان الهدف في البداية هو الاستمتاع بالمشاركة في البطولة واكتساب الخبرة.
* الأهداف الذهبية لبيرهوف وتريزيجيه: كان الهدف الذهبي هو كلمة السر في حسم لقب البطولة الأوروبية مرتين متتاليتين حيث سجل أوليفر بيرهوف في المرة الأولى ليمنح المنتخب الألماني لقبه الأوروبي الثالث وذلك خلال يورو 1996 على حساب المنتخب التشيكي بينما سجل ديفيد تريزيجيه في المرة الثانية ليمنح المنتخب الفرنسي فوزا ثمينا على نظيره الإيطالي ويتوج المنتخب الفرنسي بلقبه الأوروبي الثاني في يورو 2000.
* إخفاق أصحاب الأرض في يورو 2000: على مدار تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، كان اللقب من نصيب أصحاب الأرض في ثلاث فقط من هذه البطولات بينما طاردت لعنة الأرض المنظمين في باقي البطولات.
وفي يورو 2000 ببلجيكا وهولندا، شهدت المباراة بين المنتخبين الإيطالي والهولندي في المربع الذهبي طرد اللاعب الإيطالي الشهير جانلوكا زامبروتا ثم أهدر الهولنديان فرانك دي بوير وباتريك كلويفرت ضربتي جزاء خلال الوقت الأصلي للمباراة لينتهي بالتعادل السلبي في ظل تألق حارس المرمى الإيطالي فرانشيسكو تولدو أبرز لاعب في اللقاء كما تراجع زملاؤه للدفاع والتصدي لأي محاولة هولندية لهز الشباك.
وفي ضربات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان بعد انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل السلبي، أهدر المنتخب الهولندي ثلاث ضربات ليذهب الفوز إلى المنتخب الإيطالي (الآزوري) الذي خسر النهائي أمام المنتخب الفرنسي.
* القدر والحظ يحالفان اليونان: قدم المنتخب اليوناني عروضا دفاعية مقيتة في يورو 2004 بالبرتغال، لكن أحدا من أنصاره لا يستطيع نسيان فوز الفريق بلقب البطولة من خلال الحائط الدفاعي الذي لا يقهر واستغلال أنصاف الفرص لهز مرمى الفريق المنافس.
وسقطت منتخبات أسبانيا وفرنسا والتشيك والبرتغال (مرتين) أمام هذا الأداء الدفاعي من اليونان التي فجرت أكبر مفاجأة في تاريخ البطولات الأوروبية وأحرزت اللقب.
*مولد أسلوب الـ"تيكي تاكا": قدم المنتخب الإسباني في يورو 2008 بسويسرا والنمسا أسلوب لعب يعتمد على التمرير والاستحواذ على الكرة بشكل أدهش العالم كله.
وارتفعت معنويات الفريق بعدما نجح في اجتياز عقدته التاريخية بعبور دور الثمانية على حساب المنتخب الإيطالي.
وقدم المنتخب الإسباني بعض العروض الرائعة. وكانت هذه هي بداية التفوق الذي يسعى الفريق لاستمراره في يورو 2012 ببولندا وأوكرانيا أملا في الدفاع عن لقبه الأوروبي والفوز بثلاثة ألقاب كبيرة على التوالي ليكون إنجازا لم يسبقه إليه أي منتخب آخر في بطولتي أوروبا وكأس العالم.
* استمرار السيادة الإسبانية: بعد أربع سنوات من حسم الفريق للقب الأوروبي الثاني له، لم يكن صعبا على منتخب إسبانيا المتوج أيضا بلقب بطولة كأس العالم 2010 أن يدافع على لقبه الأوروبي من خلال الأداء المتطور الذي نجح الفريق في تقديمه تحت قيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي.
وباستخدام أسلوب التيكي تاكا والتعديلات التي أدخلها ديل بوسكي على الفريق، عادل المنتخب الإسباني إنجاز نظيره الألماني وأحرز لقبه الأوروبي الثالث عبر يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا.
وشهدت البطولة استمرارا لكبوات أصحاب الأرض. وأكد الماتادور الإسباني جدارته باللقب من خلال سحق نظيره الإيطالي (الآزوري) براعية نظيفة في النهائي.
* صدمة فرنسية عبر كاريستياس البرتغالي: بعد 12 عاما من فوز المنتخب اليوناني بلقبه المثير في بطولات كأس الأمم الأوروبية ، حملت النسخة الخامسة عشر للبطولة (يورو 2016) مفاجأة تشبه كثيرا الملحمة اليونانية.
وكان الأداء الدفاعي الصلد واستغلال أنصاف الفرص لتحقيق الفوز المطلوب هو طريق اليونان للقب في يورو 2004 . وفي المقابل ، كانت ثلاثة تعادلات كافية ليجتاز المنتخب البرتغالي الدور الأول (دور المجموعات) في يورو 2016 من الباب الضيق حيث تأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث مستفيدا من تغيير نظام البطولة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة فيها من 16 إلى 24.
وجاء الاختلاف عن النموذج اليوناني من خلال تحسن الأداء البرتغالي تدريجيا في الأدوار الفاصلة بالبطولة حتى وجد الفريق بقيادة النجم الكبير كريستيانو رونالدو في مواجهة أصحاب الأرض.
ويبدو أن المنتخب البرتغالي تعلم الدرس جيدا من خسارته أمام اليونان صفر / 1 في نهائي يورو 2004 حيث رد على هذه الهزيمة بفوز مشابه إلى درجة كبيرة مع ما حدث في يورو 2004 ليتوج الفريق باللقب عن طريق قذيفة مباغتة من لاعبه البديل إيدر لوبيز في وقت قاتل أعادت إلى الأذهان الهدف القاتل الذي سجله أنجيلوس كاريستياس لليونان في شباك البرتغال بنهائي 2004.
قد يعجبك أيضاً



