
تعود بطولة كوبا أمريكا أعرق بطولة دولية في تاريخ كرة القدم مجدداً للدوران للمرة 44، بإستضافة سابعة لدولة تشيلي للبطولة في منتصف حزيران/يونيو، وطوال هذه السنين لم تفقد بطولة كوبا أمريكا الجماهير التي تعتبر نكهة البطولة، ولا يمكن لأحد أن ينكر جنون جماهير أمريكا الجنوبية في عشقها لمنتخبات بلادها.
ويستعرض موقع كووورة، نبذة مختصرة لجماهير المنتخبات المشاركة في كوبا أمريكا:
تشيلي
لا تقل جماهير تشيلي جنوناً وعشقا لمنتخبها عن باقي المنتخبات العالمية الكبرى، ولن تكون مهمة منتخب تشيلي لإسعاد جماهيره سهلة في الحصول على اللقب في ظل وجود منتخبات عريقة سبق وان حصلت على البطولة لمرات عديدة.
ورغم ان جماهير تشيلي تشجع منتخبها للمرة السابعة على أرضها في بطولة كوبا أمريكا، إلا انها لم تذق طعم فرحة الفوز بها، وفي البطولات ال6 الماضية على أراضي تشيلي، تمكن منتخب الأرجنتين من الحصول على البطولة أربع مرات ومنتخب أورجواي مرتين.
وربما يكون المشجع كريستيان جيرا أكثر المشجعين جنوناً بين جماهير تشيلي والذي قطع أكثر من 4000 كلم على دراجة هوائية، خلال أربعة أشهر ونصف من أجل تشجيع منتخب بلاده في كأس العالم.
ويزيد جنون منتخب تشيلي كلما قابل منتخب اسبانيا في كأس العالم، حيث تسببت بأعمال شغب كبيرة بعد خسارتها من اسبانيا في كأس العالم 2010، وأقتحمت المركز الصحفي بعد الخسارة في بطولة كأس العالم 2014، ولم يسبق أن ظهر مثل هذا الجنون لجماهير تشيلي في بطولة كوبا أمريكا.
الأكوادور
جماهير الأكوادور دائماً ما تقف خلف منتخبها بشكل مجنون رغم عدم تمكن الأكوادور من الفوز ببطولة كوبا أمريكا خلال 26 مشاركة، ودائماً ما تفاجئ الجماهير الأكوادورية العالم بالأشكال المتغيرة من ناحية أرتداء الملابس الغريبة أو الأقنعة.
وسيحتاج منتخب الأكوادور لمعجزة لكي يفرح جماهيره بالبطولة.
المكسيك
تعتبر جماهير منتخب المكسيك من الأقل حضوراً في كوبا أمريكا، بسبب مشاركة منتخبها ببطولة كوبا أمريكا 8 مرات، وهذا الحضور لا يقلل من جنون الجماهير المكسيكية بمنتخبها والتي تسانده أين ما كان.
وأبتكرت الجماهير المكسيكة بجنونها في التشجيع طريقة تشجيع طبقتها أغلب جماهير العالم وهي طريقة (الأمواج المكسيكية)، وطبقتها جماهير المكسيك للمرة الأولى عندما نظمت كأس العالم عام 1986 وبالتحديد في مباراتها ضد بلجيكا.
وتشتهر الجماهير المكسيكة بإرتداء القبعة المكسيكية الكبيرة والمصنوعة من القش، وهذه القبعات تتواجد في الملاعب أينما يتواجد منتخب المكسيك.
بوليفيا
قاربت جماهير بوليفيا على نسيان طريقة الفرحة بالتتويج بعد مرور 52 عام على أخر بطولة كوبا أمريكا حققها المنتخب البوليفي، ورغم هذا العمر الطويل تبقى الجماهير البوليفية خلف منتخبها في كل الأوقات ولا تتوانى في إظهار الجنون في تشجيع منتخبها.
تستوحي الجماهير البوليفية عشقها في التشجيع من رقصة الشيطان (لا ديابلادا)، وهو لبس مستوحى من تقليد يمارسه المتدينون في جزر الأنديز، ودائماً ما ترتدي الجماهير أقنعة الديابلادا لإيمانها وتفاؤلها بهذا القناع الغريب صاحب القرنين الطويلين.
الأرجنتين
لا يختلف أثنان على أن جماهير الأرجنتين من الأكثر جنوناً في عشق منتخب بلادها ولا يقتصر هذا الجنون على المنتخب بل يمتد حتى بين الأندية في بلادهم.
وحين تلعب المباريات المهمة في الأرجنتين وكأنه الموت يتجول بين مدرجات الجماهير، بسبب كثرة ضحايا كرة القدم إن كان بالشغب أو المشاجرات فيما بينهم.
وربما تكون خسارة البرازيل أبرز وأفضل حافز يدفع الجماهير الأرجنتينية للتعبير عن فرحتها المجنونة، بسبب الحقد المتبادل بين جماهير المنتخبين والذي زاده إثارة الأفضلية بين اسطورة البرازيل بيليه وسطورة الأرجنتين مارادونا، والذي يتغنى بإسمه كله الطرفين.
وعودة لكوبا أمريكا فتعتبر جماهير الأرجنتين الأكثر فرحاً في لحظات المباريات، بسبب سجل منتخب بلادها كأكثر منتخب يسجل الأهداف في تاريخ البطولة والذي سجل 430 هدف في 39 مشاركة.
جامايكا
المنتخب الجامايكي ضيف البطولة الجديدة ويشارك لأول مرة في بطولة كوبا أمريكا، ولن تكون أجواء البطولة جديدة على الجماهير بسبب تشجيع منتخبها في بطولة الكونكاكاف الكأس الذهبية والتي يشارك فيها بعض منتخبات أمريكا الجنوبية.
رغم أن رياضة ألعاب القوى هي صاحبة أكثر الإنجازات لجامايكا، إلا أن كرة القدم هي اللعبة الرياضية الشعبية الأولى في البلاد والتي تعشقها الجماهير، وبكل تأكيد ستظهر جنونها الجديد على بطولة كوبا أمريكا.
الباراغواي
جماهير الباراغواي من أكثر الجماهير في كوبا أمريكا صبراً، وفرحة الوصول للمباراة النهائية هاجس أنكسر في البطولة الأخيرة، والتي فرطت فيه الباراغواي بالخسارة من منتخب أورجواي وكان هذا النهائي هو الأول الذي تتواجد فيه جماهير الباراغواي بعد 39 عاماً من الإنتظار.
جنون الجماهير الباراغوانية يكمن في عشقها لكرة القدم، ودائماً ما تؤمن بمنتخب بلادها في تحقيق النتائج الإيجابية والبطولات، وإن تعودت الجماهير على إخفاقات منتخبها وأقوى إخفاق خسارة التأهل لكأس العالم الأخيرة.
في بطولة كوبا أمريكا الأخيرة جربت جماهير الباراغواي الفرحة بطعم التعادل ولم تفرح للفوز أبداً بعد تأهلها للمباراة النهائية بعد خمس مباريات أنتهت بالتعادل ومنهم مباراتان أنتهت بركلات الترجيح.
الأورجواي
يكثر الكلام عن الجماهير الأوروجوانية، والتي أعتادت على الفوز والوصول للمراحل العليا في أكثر بطولات كوبا أمريكا، وهي الأكثر حضوراً في المباريات بمشاركة منتخب بلادها في 190 مباراة في تاريخ البطولة.
هذا العدد من المباريات يعطي الجماهير الأوروجوانية لقب زعيم جماهير الكوبا كأكثر حضوراً في عدد المباريات وفي عدد البطولات والتي تواجدت بـ41 بطولة، وهذا العدد لم يصل له أي فرق.
والزعامة لم تقتصر على الفترة التي تواجدت فيها الجماهيرفي البطولة، بل كونها أكثر فريق فرح بحصول منتخب بلاده على البطولة ب15 بطولة بعد فك التعادل مع الأرجنتين بعدد البطولات في البطولة الأخيرة.
وأظهرت جماهير الأوروجواي جنون غير طبيعي خلال إستقبال منتخب بلادها في الأوروجواي بعد بطولة كوبا أمريكا الأخيرة وكانت الفرحة مزدوجة بين فرحة اللقب وبين زعامة قارة أمريكا الجنوبية.
كولومبيا
الجماهير الكولومبية صاحبة الجنون الغريب والتي لا تتحمل أي نوع من التقصيروطابع التهديد يبرز في أولى صفات مشجعيها المجانين.
ولا ترحم الجماهير الكولومبية حتى نفسها وتدخل في مشاجرات مع بعضها وهذا ما دعى السلطات الأرجنتينية بإبعاد اكثر من 20 مشجع كولومبي تسببوا في مشاجرة مع بعضهم قبل إنطلاق منافسات كوبا أمريكا 2011.
لاعبي منتخب كولومبيا تطالهم إيضاً لسعات جماهيرها ولعل أقوى لسعة هي مقتل اللاعب الكولومبي أندريس اسكوبار الذي كان أحد أسباب خروج منتخب كولومبيا من كأس العالم 1994، بعد تسجيله هدف بالخطأ في مرماه في مباراة فريقه ضد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا العنف الذي تحمله الجماهير الكولومبية والسجل المظلم، إستطاع ان ينير الظلام بإنجاز لا ينسى في تاريخ كولومبيا بعد إستضافتها لبطولة كوبا أمريكا عام 2001، وحينها تمكن من تحقيق إنجاز يصعب تحقيقه مجدداً وهو تمكنه من الحصول على لقب البطولة الوحيد ومن دون إستقبال أي هدف.
بيرو
الجماهير البيروفية التي فرحت بلقب بطولة كوبا لمرتين، قاربت من مرحلة اليأس لتعرضها لنكسات عديدة ولعدم إستطاعة منتخب بلادها للتأهل للمباراة النهائية لمدة 40 عام، وهي المدة التي حققت فيه بيرو لقب البطولة الأخير لها.
ورغم ذلك تبقى جماهير بيرو من الجماهير الأكثر حضوراً في البطولة 29 مشاركة لمنتخب بلادها، ودائماً ما تعيش الجماهير البيروفية فرحة عارمة في دور المجموعات من البطولة وبالأخص في أخر 18 عاما، بسبب تأهله منتخب بيرو الدائم للدور الثاني.
فنزويلا
مشجعي فنزويلا أكثر المشجعين المثيرين للشفقة بسبب النتائج السلبية لفريق بلادها طوال تاريخ البطولة، من خلال 16 مشاركة لمنتخب فنزويلا حقق فيها الفوز في 4 مباريات فقط من أصل 55 مباراة، ليكون بذلك أسوء فريق في تاريخ البطولة نسبياً لمشاركاته.
ويعود هذا التاريخ السيء كون لعبة كرة القدم ليست هي اللعبة الشعبية الأولى في فنزويلا وربما يكون هذا من أغرب الأمور في كرة قدم أمريكا الجنوبية التي تشتهر بعشقها للكرة، ولكن في فنزويلا تبقى رياضة البيسبول هي الأهم في البلاد وتليها لعبة كرة السلة.
لكن تبقى كرة القدم ذات طابع خاص في فنزويلا، وتملك قاعدة جماهيرية عاشقة لحد الجنون لمنتخب بلادها وتواجدها في المباريات أمر أساسي بالنسبة لهم، وهذه الجماهير ساندت منتخبها في كأس كوبا أمريكا الأخيرة لتقوده للمربع الذهبي وتحقيق المركز الرابع في البطولة وهو أقوى إنجاز تحصل عليه منتخب فنزويلا في تاريخه، وهذا الإنجاز أجبار الجماهير الفنزويلية على إستقبال أسطوري لمنتخبها في فنزويلا.
البرازيل
يقف الكلام امام جماهير منتخب البرازيل والتي دئماً ما توصف بأنها الأفضل على مدار التاريخ، ودائماً ما تحسد الجماهير البرازيلية على منتخبها الرائع والمتجدد بشكل مستمر، وتثق الجماهير البرازيلية في منتخبها ثقة عمياء في كل المحافل العالمية ودائماً ما يكون مرشح للنيل من أي بطولة.
مع هذا الكلام والمديح الذي يناله منتخب البرازيل وجماهيره، تبقى بطولة كوبا أمريكا الحاجز الأصعب على منتخب البرازيلي بسبب بقائه في الترتيب الثالث من ناحية عدد البطولات خلف الأرجنتين والأوروجواي.
وبغض النظر عن عدد البطولات فأن الجماهير البرازيلية تنظر لمنتخب بلادها بشكل إيجابي، بسبب إحتكاره للبطولة في أخر 20 سنة بحصولها عليها 4 مرات، وتبقى الجماهير البرازيلية كالمعتاد هي المرشحة الأولى لتذوق فرحة بطولة كوبا أمريكا مجدداً.
وعودة لجنون المشجعين، في عام 1946 جن جنون المشجعين في كل مباريات المنتخب البرازيلي بعد تحقيقه رقم لم يسبق أن حدث في كوبا أمريكا بتسجيله 46 هدف في 8 مباريات وأغلب مباريات هذه البطولة شهدت نتائج كبيرة لصالح البرازيل.
قد يعجبك أيضاً



