بارتوميو.. حقبة متأرجحة بين النجاح والإخفاق

بعد سجال طويل، استقال في النهاية رئيس برشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، رغم تمسكه بمنصبه حتى اللحظات الاخيرة، ليتولى مجلس إدارة مؤقت، الدعوة لانتخابات جديدة في غضون 3 أشهر.

ونتجت هذه الأزمة بسبب الدعوة لاقتراع لسحب الثقة من المجلس، لثالث مرة في تاريخ النادي، والخلافات مع الحكومة الإقليمية بشأن فترات إجراء الاقتراع في خضم جائحة فيروس كورونا.

وكان بارتوميو (57 عامًا) إداريا في ظل مجلس إدارة جوان لابورتا (2003-2005) ونائبًا للرئيس في مجلس روسيل (2010-2014)، وتولى الرئاسة في يناير/كانون ثان 2014 بصفة مؤقتة عقب رحيل روسيل، قبل أن يفوز بالانتخابات في يوليو/تموز 2015 في ولاية كانت ستنتهي في يونيو/حزيران 2021.

وفيما يلي مسيرة بارتوميو المليئة بالنجاحات والإخفاقات حتى رحيله: 

الوصول لرئاسة النادي 

في يناير/كانون ثان 2014، أصبح بارتوميو رئيسًا لبرشلونة، الذي كان يشغل فيه وقتها منصب النائب الأول للرئيس والمسؤول عن القطاع الرياضي، وذلك بعد استقالة ساندرو روسيل.

عقوبة الفيفا

في 2 أبريل/نيسان 2014، عاقب الفيفا، برشلونة بحرمانه من إبرام صفقات في موسمي انتقالات متتاليين (صيف 2014 وشتاء 2015، قبل أن يتم تقليصها لفترة واحدة) بسبب مخالفات في انتقال وتسجيل لاعبين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

استفتاء لمشروع إسباي بارسا

في 5 أبريل/نيسان 2014، انعقد استفتاء لمشروع إسباي بارسا، لدفع المشروع الخاص بتجديد ملعب الكامب نو، الذي قدمه بارتوميو ومجلس إدارته، وحصل على دعم 72.36% من الأصوات، بميزانية تقدر بنحو 600 مليون يورو. 

التعاقد مع إنريكي

في 19 مايو/آيار 2014، تعاقد برشلونة مع لويس إنريكي كمدرب جديد للفريق الكتالوني خلفًا لتاتا مارتينو.

أزمة أنويتا

انفجرت في 4 يناير/كانون ثان 2015، ما تسمى بـ "أزمة أنويتا"، حينما ترك لويس إنريكي على دكة البدلاء، الثنائي ليونيل ميسي ونيمار، الذي كان عائدا قبلها بيومين من عطلة عيد الميلاد، ليثير غضب اللاعبين في مباراة خسرها البارسا بهدف نظيف أمام ريال سوسييداد.

وفي اليوم التالي، غاب ميسي عن المران، ليقوم بارتوميو يوم 5 يناير/كانون ثان، بإقالة أندوني زوبيزاريتا من منصبه كسكرتير فني، وقام بعدها في يوم 7 يناير بتقديم الانتخابات لتقام في صيف ذلك العام، حيث كان مخطط انعقادها في عام 2016.

ثلاثية برلين

في 6 يونيو/حزيران، فاز برشلونة على يوفنتوس 3-1 في برلين، ليتوج بخامس ألقابه في دوري أبطال أوروبا ويكمل الثلاثية التاريخية للمرة الثانية، بعد تتويجه في نفس الموسم بلقبي الليجا وكأس الملك.

وأضاف البارسا أيضًا لقبي السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

وفي المجمل، حصد البارسا خلال حقبة بارتوميو، 13 لقبا (لقب لدوري الأبطال، 4 ألقاب لليجا، 4 ألقاب للكأس، لقب مونديال الأندية، لقب السوبر الأوروبي، لقبين للسوبر الإسباني).

بارتوميو يفوز بالانتخابات

فاز بارتوميو بالانتخابات الرئاسية لنادي برشلونة يوم 18 يوليو/تموز 2015، بعدما حصد 54.63% من الأصوات، بفارق واضح عن الرئيس الأسبق جوان لابورتا الذي حصد 33.03%.

الاتفاق مع النيابة بخصوص قضية نيمار

في 13 يونيو/حزيران 2016، أعلن بارتوميو بعد اجتماع لمجلس الإدارة، الاتفاق مع النيابة العامة والإدعاء العام بخصوص دفع غرامة قدرها 5.5 مليون يورو، لخطأ في التخطيط الضريبي لصفقة نيمار خلال العامين الماليين (2012 و2013). 

فسخ عقد نيمار 

في 3 أغسطس/آب 2017، أعلن نيمار عن فسخ تعاقد مع برشلونة والتوقيع لباريس سان جيرمان مقابل دفع 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي.

وصول إرنستو فالفيردي

انتهت حقبة لويس إنريكي مع برشلونة بتتويجه بتسعة ألقاب من أصل 13، ليعلن بعدها بارتوميو التعاقد مع إرنستو فالفيردي كبديل له في 30 مايو/آيار 2017.

أول أكتوبر

أقيمت مباراة برشلونة ولاس بالماس في أول أكتوبر/تشرين أول 2017، موعد الاستفتاء على استقلال إقليم كتالونيا، حيث قرر باتوميو، بعد شكوك كبيرة، بإقامة المباراة بدون جمهور، ليوضح للرأي العام العالمي ما يحدث في إقليم كتالونيا.

كارثة روما وليفربول

في 10 أبريل/نيسان 2018، سقط برشلونة بثلاثة أهداف نظيفة أمام روما، وفي 7 مايو/آيار 2019 خسر برباعية نظيفة أمام ليفربول، ليودع دوري الأبطال بشكل غير متوقع بخسارتين كبيرتين رغم انتصاره ذهابا في معقله 3-1 و3-0 على الترتيب أمام المنافسين.

إقالة فالفيردي

في 14 يناير/كانون ثان 2020، أقال برشلونة مدربه فالفيردي، بعد سقوطه أمام أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني بالسعودية.

بارسا جيت

في 17 فبراير/شباط 2020، انفجرت قضية "بارسا جيت"، حينما تم الكشف عن تعاقد النادي مع عدد من الشركات الاستشارية مقابل مليون يورو سنويا لكي تضع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منشورات لتشويه رموز النادي ونجومه، أبرزهم ميسي وبيكيه.

وفي المباراة التالية للبارسا على كامب نو، يوم 22 فبراير/شباط، رفع عدد من المشجعين، المناديل ضد الرئيس ومحيطه، وهتفوا "بارتوميو، استقالة".

موسم صفري

اختتم برشلونة موسم 2019-2020 دون التتويج بأي لقب، وهو أمر لم يحدث منذ موسم 2007-2008، كما أن المباراة الأخيرة بالموسم شهدت خسارة تاريخية له بدوري الأبطال، بسقوطه في العاصمة البرتغالية أمام بايرن ميونخ المتوج لاحقا باللقب، 2-8 في الدور ربع النهائي.

وقرر بارتوميو، بعد السقوط المروع، إقالة مدربه كيكي سيتين، وتعيين رونالد كومان، كما استقال أبيدال من منصبه، ليحل مكانه نائبه رامون بلانيس.

أزمة ميسي

في 25 أغسطس/آب، أرسل ميسي رسالة رسمية للنادي يطالبه فيه بمغادرة الكامب نو، بالاستعانة ببند في عقده يسمح له بالرحيل مجانًا قبل 10 يونيو/حزيران (الذي فسره محاموه أنه نهاية الموسم)، والذي ينتهي رسميًا في صيف 2021.

وبعد 10 أيام من إصرار ميسي على الرحيل، أصر النادي على اللجوء للشرط الجزائي في عقده البالغ 700 مليون يورو، مشيرًا إلى أن عقد اللاعب لايزال ساريا لعدم طلبه الرحيل قبل نهاية يونيو، رغم أن الموسم استمر لما بعده بسبب جائحة كورونا.

وأجرى ميسي بعدها مقابلة ليشرح غضبه من قرار النادي وتقبل بقائه لموسم أخير، لتفادي نقل النزاع مع نادي عمره إلى القضاء.

الوباء والوضع الاقتصادي

تأثر وضع برشلونة بوباء كورونا، حيث أكد نائب رئيس النادي للشئون الاقتصادية، جوردي مويكس، يوم 5 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أن ديون النادي وصلت إلى 820 مليون يورو.

وفي نفس الخطاب، أكد أن برشلونة توصل لاتفاق مع مؤسسة جولدمان ساكس لتمويل مشروع (إسباي بارسا)، والذي ستكون تكلفته في النهاية 815 مليون يورو إضافة لـ 435 مليون يورو كفائدة لصندوق الاستثمار، وسينبغي دفع هذا المبلغ طوال 25 عاما بداية من 2025، موعد الانتهاء من ملعب كامب نو الجديد.

التصويت على جحب الثقة

تقدم جوردي فاري، أحد الأسماء التي كانت تنوي الترشح لانتخابات رئاسة برشلونة في 2015 والتي تنوي خوض الانتخابات المقبلة، يوم 26 أغسطس/آب الماضي، طلبا لسحب الثقة من بارتوميو ومجلس إدارته.

وكداعمين له، انضم له مرشحان آخران أوليان للانتخابات السابقة، هما فيكتور فونتو لويس فرنانديز ألا، إضافة لثماني مجموعات رأي من محيط برشلونة اجتمعوا تحت منصة "أكثر من مجرد سحب ثقة".

ونجحت المنصة في جمع 19 ألف و532 توقيعا من أعضاء النادي بحجب الثقة عن بارتوميو وإدارته، لكن عملية التصويت لم تتم رسميا في النهاية، ليتقدم بارتوميو نفسه باستقالته ومجلس إدارته بالكامل أمس الثلاثاء، ليعلن نهاية حقبته في رأس النادي، بعد توليه مسؤوليته لنحو 7 أعوام.