بادجي.. بين البداية المتعثرة والانفجار المنتظر

استطاع السنغالي أليو بادجي مهاجم النادي الأهلي، أن يعيد اكتشاف نفسه، ويقدم نسخة أفضل للجماهير الحمراء في المباريات الأخيرة، عقب استئناف النشاط الرياضي.

بادجي الذي انضم للأهلي في كانون الثانى/يناير الماضي، واجه سوء حظ كاد أن يطيح به سريعا من القلعة الحمراء، بعدما عانى من الاستبعاد الدائم بداعي عدم تجانسه مع مجموعة اللاعبين الحاليين بالفريق.

كما ظهر بادجي في دقائق معدودة على فترات متباعدة خلال المباريات، لم يستطع خلالها التعبير عن نفسه، بل وظهر بمستوى متواضع للغاية، دفع ناديه للتفكير في خروجه للإعارة، والندم على التفريط في المغربي وليد أزارو، الذي رحل في نفس توقيت قدومه للإعارة لصفوف الاتفاق السعودي.

بداية متعثرة 

عانى بادجي في بداية مشواره مع الأهلي، من تبذبذب مستواه في المباريات التي حصل على الفرصة خلالها لدقائق معدودة، وعلى فترات متباعدة مع الفريق الأحمر.

وشارك بادجي في مباراة بيراميدز ببطولة الدوري بديلا واستطاع تسجيل هدف وصناعة آخر، لكنه لم يظهر بالشكل المطلوب في السوبر المحلي أمام الزمالك عندما شارك بديلا أيضا، بل وتسبب في خسارة الفريق بإهداره لركلة ترجيحية، سددها برعونة شديدة ليخسر الأهلي اللقب.

كما لعب بادجي بديلا في مواجهة صن داونز بدوري أبطال إفريقيا في لقاء الذهاب بالقاهرة وصنع هدفا، فيما شارك أساسيا في لقاء العودة لكنه فشل في الحفاظ على مكانه بالتشكيل الأحمر، بعدما قدم مستوى متواضع ولم يصنع أو يسجل في المباراة، بل وأهدر أكثر من فرصة، بتصرفه الساذج للغاية.

ما زاد من صعوبة البدايات على بادجي الوفرة العددية في خط الهجوم، خصوصا في مركز الجناح وهو ما كان يجعل المدير الفني رينيه فايلر، يفضل الاعتماد على أجاي في مركز رأس الحربة، ومن بعده مروان محسن ثم بادجي في الترتيب الأخير.

انطلاقة جديدة

مع استئناف النشاط الرياضي عقب التوقف بسبب كورونا، تغيرت الأوضاع كثيرا على مستوى الخط الأمامي بالأهلي، بعدما رحل عدد من اللاعبين وتعرض آخرين للإصابة والإيقاف، وهو الأمر الذي منح بادجي فرصة الظهور مجددا في المباريات، بالتزامن مع هبوط حاد في مستوى منافسه مروان محسن، ولعب أجاي في مركز الجناح.

ومنح فايلر الفرصة لبادجي، وظهر في كل المباريات التي خاضها الفريق عقب فترة التوقف، حيث لعب بديلا في 3 مباريات، وأساسيا في آخر مواجهتين أمام الزمالك والجونة، ونجح في إثبات جدارته في قيادة الهجوم الأحمر.

ورغم أن بادجي سجل هدفا وصنع آخر في 5 مباريات، شارك أساسيا في لقائين فقط وحل بديلا في 3، في الوقت الذي سجل فيه قبل التوقف هدف وصنع 2 آخرين، لكن السنغالي قدم نسخة جديدة لا تبرزها الأرقام بقدر كبير.

وتعد مباراة القمة هي البداية الحقيقة لبادجي مع الأهلي رغم خسارة الفريق الأحمر، وذلك بسبب المجهود الكبير الذي بذله السنغالي، والخطورة التي مثلها على مرمى الأبيض لولا تألق الحارس محمد أبوجبل، فضلا عن العارضة التي حرمته من هدف محقق وغيرها من الكرات.

كما اكتسب السنغالي الثقة المفقودة خلال الفترة الماضية، وبات أكثر قدرة على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والتمرير القصير، إلى جانب ميزته الأكبر في الألعاب الهوائية واستغلاله لطوله الفارع، وقدرته على التفوق على دفاع المنافسين.

مر بادجي بمراحل عدة منذ التعاقد معه، وشارك في 12 مباراة سجل هدفين وصنع 3 آخرين، بمجموع دقائق لعب 430 دقيقة، ولم يحصل على فرصة المشاركة أساسيا إلا في 3 مباريات، إثنين منهم في آخر مواجهتين للفريق، وهو ما جعل الجماهير الحمراء تتوسم خيرا في انفجار السنغالي في الفترة المقبلة بعدما اجتاز المرحلة الصعبة.