
عندما تلعب مباراتك الأولى مع فريقك الجديد أمام فريف آخر كريال مدريد الإسباني أمام حوالي 100 ألف متفرج، تدرك تمام الإدراك أن مسيرتك الكروية لا تمر بمرحلة طبيعية.
بالنسبة لباتريك روبرتس، فإن العيش تحت الأضواء ليس أمرا غريبا، فهو معتاد على لفت الإنتباه إليه بمجرد أن أطلق عليه النقاد اسم "ميسي الإنجليزي" بعدما انتشرت على موقع "يوتيوب" مقاطع فيديو للاعب الشاب وهو يقدم فواصل مهارية يصعب على اللاعبين الكبار تنفيذها.
كان روبرتس لاعبا يافعا يحاول إثبات نفسه مع فريق فولهام، وقال عنه مدرب الفريق السابق، الألماني فيليكس ماغات، ذات مرة: "إنه موهبة استثنائية"، فيما صرح مدرب فريقه الحالي مانويلي بيليغريني بعد إتمام تعاقده مع مانشستر سيتي الشهر الماضي مشددا على أهمية الصفقة: "إذا واصل باتريك تطوره كلاعب فإنه سيصبح شابا مهما بالنسبة لنا".
لعب باتريك البالغ من العمر حاليا 18 عاما مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز في أيار (مايو) العام الماضي أمام مانشستر سيتي بالذات، واستطاع بفضل إمكاناته الفنية المتميزة كمهاجم ثان أو جناح أيمن، أن يفرض نفسه كواحد من أبرز المواهب الواعدة في ملاعب الـ"بريميرليغ".
وكما قلنا فإن روبرتس معتاد على الأضواء، فهو النجم الذي قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة أوروبا تحت 17 سنة العام الماضي واختير ضمن التشكيلة المثالية، ولعب في كافة الفئات العمرية للمنتخب الإنجليزي حتى وصل فريق تحت 19 سنة، حيث لعب له 8 مباريات حتى يومنا هذا أحرز خلالها 5 أهداف.
لذلك كان بديهيا أن يتحمل روبرتس الضغوط التي أفرزتها مشاركته في مباراة ودية قبل أيام أمام ريال مدريد ضمن منافسات الكأس الدولية للأبطال الودية في أستراليا.
سجله حتى هذه اللحظة خال من الأهداف مع فرق الكبار، وهو يتحين الفرصة لوضع بصمته الأولى على مسيرة مانشستر سيتي عندما تسنح له فرصة المشاركة ولو لدقائق معدودة، خصوصا وأن صفوف الفريق زاخرة بلاعبين مهمين في مركزه أمثال دافيد سيلفا وسمير نصري ورحيم سترلينغ.
يصف روبرتس نفسه كلاعب بأنه "سريع وهجومي وإيجابي وأحب الجري وتخطي المنافسين"، لكنه يبقى واقعيا عندما يتحدث عن أمنياته المستقبلية، وقال: "اللعب مع الفريق الأول هو الهدف الذي يجب أن أسعى إليه، خوض المباريات على ستاد الإتحاد ومواصلة اللعب سيكون هدفي التالي، أردت دائما اللعب في نادي عالمي، إنه حلم يتحقق، يحيى توري ونصري وسيلفا من اللاعبين المفضلين لدي في البريمير ليغ".
التعاقد مع روبرتس يثبت أن إدارة مانشستر سيتي تبحث عن تحول نوعي في سياسة التعاقد مع اللاعبين، ويعلم المسؤولون أمثال خلدون المبارك وتشيكي بيغرستاين أن الملاعب الإنجليزية مليئة بمواهب محلية يسيل لها اللعاب وتحتاج لفترة إعداد مثالية لتحولها إلى جواهر ثمينة، كما أن النادي يبحث أيضا عن أسماء في الخارج حيث تم التعاقد مع المهاجم التركي إنيس أونال الذي انضم لكوكبة من لاعبين شبان يعتبرون عماد مستقبل الـ"سيتيزينز" ويتقدمهم كيليتشي إهياناتشو ومانو غارسيا وبراندون باركر وجورج إيفانز.
قد لا يحظى روبرتس بفرصة المشاركة مع سيتي قريبا، لكنه بالتأكيد علامة على أن الأندية الإنجليزية بإمكانها إنجاب لاعبين يتمتعون بالقدرات الفذة التي تمكنهم من التفاؤل بمستقبل مشرق وواعد.
قد يعجبك أيضاً



