إعلان
إعلان

أموريم يعترف: سيسكو يعاني منذ انتقاله إلى مانشستر يونايتد

حسين حمدي
08 نوفمبر 202504:12
Benjamin SeskoGetty

اعترف البرتغالي روبن أموريم المدير الفني لمانشستر يونايتد، بأن المهاجم السلوفيني بنجامين سيسكو يمر بفترة صعبة منذ انتقاله إلى أولد ترافورد في صيف العام الماضي، مؤكدًا في الوقت نفسه ثقته الكاملة بقدرة اللاعب على تجاوز تلك المرحلة والنجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وجاءت تصريحات أموريم ردًا على الانتقادات اللاذعة التي وجهها له المدافع الإنجليزي السابق جاري نيفيل، الذي أشار إلى أن سيسكو لم يُظهر بعد ما يكفي من الحدة والطموح داخل الملعب.

منذ انضمامه إلى مانشستر يونايتد قادمًا من لايبزيج الألماني مقابل 73.7 مليون جنيه إسترليني (نحو 97 مليون دولار)، لم يتمكن سيسكو من تسجيل سوى هدفين في 11 مباراة، وهو ما أثار قلق الجماهير وخبراء التحليل على حد سواء.

وخلال مباراة التعادل 2-2 أمام نوتنجهام فورست، بدا المهاجم الشاب بعيدًا تمامًا عن مستواه، إذ لمس الكرة 21 مرة فقط طوال اللقاء، ما دفع جاري نيفيل إلى القول إنه "يريد أن يرى المزيد" من اللاعب، واصفًا تحركاته بأنها "غير مريحة" داخل منطقة الجزاء.

رد أموريم: "الانتقادات ليست شخصية"

وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة توتنهام، علّق أموريم على تلك التصريحات قائلاً: "بالطبع، لا أحد يحب سماع مثل هذا الكلام، لكنه واقع يجب تقبله. سيسكو عانى قليلاً منذ انتقاله، وهذه حقيقة. علينا أن نفهم أن الأمر ليس شخصيًا، فالآراء تتغير بسرعة في كرة القدم. ما يُقال اليوم قد يُنسى بعد ثلاثة أسابيع.. سنساعده وسنحميه لأنه يعمل بجدٍ كبير، وأنا واثق من أنه سينجح. لا يوجد شك في ذلك على الإطلاق".

وأوضح أموريم أن سيسكو ربما اختار النادي الأكثر صعوبة في أوروبا من حيث الضغوط الإعلامية والجماهيرية، قائلًا: "الانتقال إلى مانشستر يونايتد تحدٍّ ضخم، خاصة عندما تأتي وأنت تُوصف بأنك الموهبة القادمة في أوروبا، ثم تجد نفسك فجأة في نادٍ يُطالبك بالتألق منذ اليوم الأول".

وتابع: "أنا شخص هادئ وأفهم طبيعة كرة القدم، لكن بالنسبة له الأمر أصعب. إنه ما زال صغيرًا، ولا يمتلك بعد خبرة اللعب في إنجلترا. عندما لا تسجل أو لا تقدم أداءً كبيرًا، ستتعرض لسيلٍ من الانتقادات من أساطير النادي والمحللين ووسائل الإعلام. وأحيانًا تكون تلك الانتقادات صحيحة، لكن الأهم هو كيفية التعامل معها".

واختتم أموريم حديثه بثقة: "سيسكو سيكون مهاجمنا لسنوات طويلة. سيمر بصعوبات ومنعطفات، لكن هذا طبيعي تمامًا في مسيرة أي لاعب شاب. الأهم أنه يمتلك الشخصية والإصرار لتخطي كل ذلك".

سيسكوGetty Images

من دومجالي إلى أوروبا: قصة صعود سريعة

يُعد بنجامين سيسكو أحد أبرز المواهب السلوفينية في كرة القدم الحديثة، ويتميز بمزيج نادر من السرعة والقوة البدنية والذكاء التكتيكي داخل منطقة الجزاء، ما يجعله أشبه بنسخة مطوّرة من المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند الذي سبقه في المسار نفسه داخل منظومة "ريد بول".

وُلد سيسكو في 31 مايو 2003 في بلدة دومجالي السلوفينية، وبدأ مسيرته في أكاديمية النادي المحلي، حيث أظهر منذ الصغر حاسة تهديفية عالية لفتت أنظار كشافي أوروبا.

وفي عام 2019، انضم إلى نادي ريد بول سالزبورج النمساوي، أحد أندية المشروع المعروف بتطوير النجوم الصاعدين، وتمت إعارته إلى ليفيرينج، الفريق الرديف، حيث انفجر تهديفيًا وسجل العديد من الأهداف التي جعلت اسمه يتردد بقوة في القارة العجوز.

تألق في النمسا وألمانيا

في موسم 2021-2022، حصل سيسكو على فرصته مع الفريق الأول لريد بول سالزبورج، وسرعان ما أثبت قدرته على إنهاء الهجمات بكفاءة، مسجلًا أكثر من 30 هدفًا في مختلف المسابقات خلال موسمين.

ثم انتقل في صيف 2023 إلى لايبزيج الألماني ليستمر ضمن منظومة "ريد بول" ولكن في مستوى أعلى من المنافسة. هناك، سجل 18 هدفًا في جميع البطولات، مثبتًا قدرته على التأقلم مع صرامة البوندسليغا ونسقه السريع، ما جعل كبار الأندية الأوروبية تضعه ضمن أولوياتها.

صفقة ضخمة وآمال كبيرة

في صيف 2025، أعلن مانشستر يونايتد التعاقد مع سيسكو مقابل نحو 73.7 مليون جنيه إسترليني، في صفقة ضخمة جسدت الرهان الكبير على قدراته المستقبلية. ورغم البداية الصعبة في أولد ترافورد، فإن النقاد يرون فيه مشروع مهاجم متكامل قادر على قيادة هجوم "الشياطين الحمر" لسنوات طويلة.

قائد الجيل الجديد في سلوفينيا

على المستوى الدولي، يمثل سيسكو المنتخب السلوفيني منذ عام 2021، وسجل عدة أهداف حاسمة في التصفيات الأوروبية، ليصبح أحد ركائز الجيل الجديد لمنتخب بلاده. ويتمتع بشخصية هادئة وتواضع كبير خارج الملعب، ما أكسبه احترام زملائه ومدربيه.

ورغم الضغوط التي يواجهها الآن في مانشستر، فإن مسيرته التصاعدية وثقته الكبيرة بنفسه تجعل منه أحد أبرز الأسماء المرشحة لقيادة هجوم سلوفينيا وأوروبا في المستقبل القريب.

ثقة لا تهتز

يدرك روبن أموريم أن سيسكو يعيش لحظاته الأولى في بيئة مليئة بالضغوط، لكنه يؤمن بأن الوقت كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها. فالمهاجم السلوفيني الذي صعد بسرعة البرق من دومجالي إلى أولد ترافورد يمتلك كل مقومات النجاح، وما عليه سوى التحلي بالصبر والإصرار حتى تتحول الانتقادات إلى إشادة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان