EPAلطالما كان هناك مدربين رفعوا شعار الوفاء لأندية عملوا بها ولو لسنوات قليلة، رافضين خسارة الجماهير التي هتفت لهم يومًا بالتحول لتدريب فريق منافس.
على الرغم من ذلك، رفع آخرون لواء الاحتراف في مسيرتهم التدريبية، رافضين وضع قيود نصب أعينهم، مما حول بعضهم لفئة الخائنين بالنسبة لجماهير فرقهم السابقة.
ومن بين هؤلاء المدربين الذين تعاملوا بعقلية احترافية دون الالتزام بالجانب العاطفي، الألماني أوتمار هيتسفيلد، البالغ من العمر 71 عامًا.
ويعد هيتسفيلد من القلائل الذين تولوا تدريب الغريمين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ، وحقق معهما إنجازات لا يمكن نسيانها على الإطلاق، لينجح في إسعاد الأعداء على حد سواء.
رحلة دورتموند
هيتسفيلد بدأ مسيرته التدريبية في الأراضي السويسرية، وعمل مديرًا فنيًا لـ 3 فرق مختلفة على مدار 8 سنوات، آخرها جراسهوبرز، الذي تولى تدريبه بين عامي 1988 و1991.
نجاحات المدرب الألماني في سويسرا، وتتويجه بلقب الدوري مرتين متتاليتين مع جراسهبورز، فضلًا عن فوزه بالكأس والسوبر المحلي، أقنعت دورتموند بالتحرك للظفر بتوقيعه.
وظهرت بصمة هيتسفيلد منذ موسمه الأول مع أسود الفيستيفال، وقاده للتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي بعد احتلال المركز الثاني بالبوندسليجا.
وفي الموسم التالي، استطاع هيتسفيلد أن يصل بفريقه إلى نهائي البطولة الأوروبية، قبل خسارة اللقب لحساب يوفنتوس.
وبعد وصوله إلى دورتموند بـ 4 سنوات، نجح المدرب الألماني في قنص لقب البوندسليجا لأول مرة، وقد كان أول ألقاب الفريق على الإطلاق منذ آخر تتويج له بكأس ألمانيا عام 1989.
وتمكن دورتموند، تحت قيادة هيتسفيلد، من المحافظة على لقبه في الموسم التالي، لينجح في الفوز به عامي 1995 و1996، اللذين شهدا أيضًا تتويجه بلقب السوبر المحلي.
نجاحات هيتسفيلد مع أسود الفيستيفال لم تتوقف في موسم 1996-1997، إذ نجح في الثأر من يوفنتوس بالفوز عليه (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتوج دورتموند بلقبه الأول في تاريخ البطولة.
تحول بافاري
بعد التتويج باللقب الأوروبي مع دورتموند، ترك هيتسفيلد منصبه وتحول إلى مدير رياضي للنادي، قبل أن يتلقى عرضًا من الغريم بايرن ميونخ عام 1998.
لم يهدر المدرب الألماني المخضرم وقته في ميونخ، بل سرعان ما نقل إنجازاته الاستثنائية إلى البافاري، بفوزه بلقب البوندسليجا في موسمه الأول بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه.
كما قاد هيتسفيلد، البافاري للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال في أول مواسمه، لكن المباراة النهائية شهدت سيناريو لم ينسه أي من جماهير الفريقين حتى الآن.
رجال هيتسفيلد كانوا على مشارف رفع الكأس ذات الأذنين بعد انتهاء الوقت الأصلي بتقدمهم (1-0)، لكن كل شيء تغير في لمح البصر، بعدما نجح مانشستر يونايتد في قلب تأخره إلى فوز قاتل بتسجيل هدفين متتاليين في الوقت بدل الضائع.
لم يتخل هيتسفيلد عن لقب البوندسليجا في موسمه التالي، بل حافظ عليه وأضاف إليه لقب كأس ألمانيا، ليظفر بالثنائية لأول مرة مع بايرن.
وفي موسم 2000-2001، واصل بايرن هيتسفيلد هيمنته على لقب البوندسليجا للعام الثالث على التوالي، لكنه تمكن مجددًا من الوصول إلى نهائي دوري الأبطال.
ونجح بايرن تحت قيادته في رفع ذات الأثنين بعد التغلب على فالنسيا بركلات الترجيح، ليتمكن من الفوز باللقب مع فريقين ألمانيين مختلفين.
وبعدما أمضى 6 سنوات داخل البافاري، أقيل هيتسفيلد من منصبه عام 2004، بعدما قاد الفريق للفوز بالبوندسليجا 4 مرات، إلى جانب عدد من الألقاب المحلية والدولية، أهمها دوري الأبطال عام 2001.
ورغم إقالته في 2004، تلقى هيتسفيلد عرضًا من بايرن بعد 3 سنوات لتولي تدريب الفريق، خلفًا لمواطنه فيليكس ماجات، ليبدأ ولايته الثانية في فبراير/شباط 2007، ويرحل بنهاية يونيو/حزيران 2008.
وخلال تلك الرحلة القصيرة، أضاف هيتسفيلد لرصيده لقبًا آخر للبوندسليجا، ولقب كأس ألمانيا وآخر لكأس الدوري الألماني، في نسخته الأخيرة.
قد يعجبك أيضاً



